لبنان.. 3 شبان يبهجون قلوب 120 عائلة بعيد الأضحى (تقرير)
أطلق الشبان اللبنانيين مبادرة "تبسم" الخيرية في بيروت بهدف إسعاد قلوب العائلات الفقيرة بأيام عيد الأضحى، عبر توزيع اللحوم ووجبات العيد والسلال الغذائية..
Lebanon
بيروت / وسيم سيف الدين / الأناضول
يشهد لبنان منذ عام 2019 أوضاعا اقتصادية واجتماعية صعبة، حيث تزداد يوميا حدة الفقر والتحديات أمام المواطنين والعائلات لتلبية احتياجاتهم الأساسية، ولا يمكنهم أن يفرحوا بعيد الأضحى بنفس الطريقة التي كانوا يحتفلون بها سابقا.
وفي هذا السياق، أطلق 3 شبان لبنانيين مبادرة "تبسم" الخيرية في العاصمة بيروت، بهدف إدخال البسمة في قلوب العائلات الفقيرة والمتعففة في عيد الأضحى.
المبادرة تجمع بين عطاء المجتمع والعواطف الإنسانية، لمساعدة المحتاجين وتوفير الفرحة والأمل في وقت يحتاجون فيه إلى الدعم والمساندة لتكون جسرًا للرحمة والتضامن.
وتتمثل بتوزيع سلال غذائية مثل الأرز والسكر والشاي والزيت والطحين والبن والعصائر، بجانب حصص لحوم الأضاحي على العائلات الفقيرة بمختلف مناطق لبنان خلال فترة عيد الأضحى.
يتم اختيار العائلات المستفيدة بعناية فائقة من خلال بعض المعارف، حيث يتم تقييم الحالات وتحديد الأسر التي تحتاج إلى الدعم بشكل ملح.
بسمة الفقراء
مسؤول المبادرة محمود ماضي، يقول لمراسل الأناضول إنه في ظل الظروف الصعبة التي يعيشها لبنان، أصبح كثير من المواطنين بحاجة إلى مساعدة لذلك أطلقوا مبادرة بعنوان "تبسم لرسم البسمة في قلوب الناس".
ويذكر ماضي أن المبادرة أطلقها ثلاثة أشخاص، هو واثنين من زملائه بغرض مساعدات العائلات الفقيرة والمتعففة التي لا تبوح بفقرها لمحاولة رسم البسمة على وجوههم.
ويوضح: "بدأنا بمساعدة قرابة 50 عائلة قبل الأول من ذي الحجة حتى وصلنا اليوم إلى 120 عائلة لمساعدتها في عيد الأضحى، وكل عائلة تتكون من 4 إلى 7 أشخاص".
ويذكر أنهم في هذا العيد يحاولون إدخال البهجة على هذه العائلات عبر "طبخة العيد" التي تتضمن وجبات طعام ليومين إضافة إلى حصة من اللحم وحلو العيد (معمول)، والبن والعصير واحتياجات أخرى.
ويضيف: "في اليوم الثاني من العيد سيتم توزيع لحوم الأضاحي من البقر والغنم كحصص على هذه العائلات وغيرها من المحتاجين".
يد الخير
يقوم ماضي وزملاؤه بكل ما بوسعهم للتخفيف قدر الإمكان عن كاهل الأسر ومساعدتها بمصاريف العيد في ظل أجواء اقتصادية صعبة، ويتعاون معهم في ذلك الكثير من المحسنين.
"حملتنا انطلقت بـ 3 أشخاص إضافة الى مساعدة كبيرة من مواطنين يتطوعون دون مقابل، فقط ما يريدونه إدخال البسمة إلى قلوب الفقراء والمحتاجين"، وفق المتحدث.
وحول التمويل، يوضح: "السلة الغذائية عبارة عن سهم بـ 50 دولارا، ونقوم بإطلاق حملة تبرعات على مجموعات خاصة على تطبيق المراسلة الفورية واتس أب، وكل شخص من الحملة بعلاقته يجمع المال من المقربين والمعارف في الداخل اللبناني والخارج".
ويشير إلى بعض الأشخاص الذين يتبرعون بسهم أو سهمين وأكثر، "وهكذا نحصل على مبالغ كبيرة خلال وقت قصير، لقد بدأنا في الأول من ذي الحجة والآن نحن في التاسع منه وجميع مصاريفنا مسددة للتجار".
نموذج تكافل
محمد العرب، أحد المشرفين على الحملة، يقول للأناضول: "تبقى هذه المبادرة الخيرية لإدخال البسمة في قلوب العائلات الفقيرة بلبنان في عيد الأضحى نموذجا حقيقيا للروح الإنسانية والتكافل الاجتماعي".
ويذكر أنها "دعوة للتعاون والمساهمة في تحقيق فرحة العيد لأولئك الذين يحتاجون إليها أكثر، وهي رسالة عطاء وأمل للأشخاص الذين يعيشون في ظروف صعبة".
ويلفت إلى أنهم مجموعة صغيرة من الأفراد، لكنهم تمكنوا من إطلاق "مبادرة نموذجية خلال وضع اقتصادي صعب زادت حدته منذ انفجار مرفأ بيروت وظهور جائحة كورونا عام 2020 وغيرها من الكوارث".
ووفق "العرب" فإن الفكرة من المبادرة "بناء نموذج يقتدي به الشباب، نحن ثلاثة أشخاص استطعنا أن نكفي 120 عائلة ونسعدهم بمشاريع بسيطة لكنها تقوم على صناعة الأمل والمبادرة وعدم الركون للأوضاع السيئة".
ويدعو أصحاب المبادرة الشباب لـ"التضحية بأوقاتهم وأموالهم وجهودهم لمساعدة المحتاجين" مبينين أن مبادرتهم البسيطة "إذا تكررت في كل شارع ومنطقة وحي على مستوى لبنان، لاستطاعت أن تغير حياة كثيرين وترسم البسمة على وجوه أكبر عدد من الناس".
الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.