"تل السلطان" الفلسطينية.. أقدم قرية زراعية بالعالم على لائحة التراث (تقرير)
يقع الموقع إلى الغرب من مدينة أريحا الحديثة شرقي الضفة الغربية، على تل ترابية وبالقرب من نبع عين السلطان، في الأغوار الفلسطينية التي تعد أخفض موقع في العالم عن سطح البحر
Ramallah
أريحا/ قيس أبو سمرة/ الأناضول
- موقع تل السلطان (أريحا القديمة) أُدرج الأحد على لائحة التراث العالمي في"يونيسكو"- الموقع يقع إلى الغرب من مدينة أريحا الحديثة شرقي الضفة الغربية
- إدراجه رفع رصيد فلسطين إلى خمسة مواقع مسجلة رسميا على قائمة التراث العالمي لليونسكو
- وزيرة السياحة: يمثل الحضارة الاستثنائية لأول نموذج ناجح للمستقرات البشرية الدائمة، ويمثل أقدم بلدة زراعية محصنة في العالم
- حمدان طه، الباحث في علم الآثار: تل السلطان نقلة نوعية في حياة الإنسان الذي استقر ودجن الحيوانات والنباتات
أدرج موقع تل السلطان الأثري أو أريحا القديمة في فلسطين، على لائحة التراث العالمي في منظمة "يونيسكو"، بصفته أقدم قرية زراعية، وموقع استوطنه الإنسان على مدار 10 آلاف سنة متواصلة.
ويقع الموقع إلى الغرب من مدينة أريحا الحديثة شرقي الضفة الغربية، على تل ترابية وبالقرب من نبع عين السلطان، في الأغوار الفلسطينية التي تعد أخفض موقع في العالم عن سطح البحر.
بقايا أبنية وأسوار ومقابر تعود إلى عدة عصور أقدمها العصر الحجري الحديث، تبدو شاهدة حتى اليوم بفعل عدد من بعثات التنقيب بالموقع الذي يزوره عدد كبير من السياح.
والأحد، أعلنت وزيرة السياحة والآثار الفلسطينية رولا معايعة، إدراج مدينة أريحا القديمة (تل السلطان)، الواقع في الأغوار الفلسطينية التي تعد أخفض موقع في العالم عن سطح البحر(250)، على لائحة التراث العالمي لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة "يونسكو".
وقالت معايعة في بيان، عقب تصويت لجنة التراث العالمي في المنظمة على إدراج موقع تل السلطان على اللائحة : "فلسطين نجحت في تسجيل تل السلطان على قائمة التراث العالمي التابعة لليونسكو (...) خلال الجلسة 45 للجنة التراث العالمي المنعقدة في عاصمة السعودية الرياض".
وأوضحت أن "رصيد فلسطين ارتفع إلى خمسة مواقع مسجلة رسميا على قائمة التراث العالمي التابعة لليونسكو".
والمواقع الخمسة هي : مكان ولادة السيد المسيح: كنيسة المهد ومسار الحجاج (2012)، وفلسطين أرض العنب والزيتون: المشهد الثقافي لجنوب القدس/ بتير (2014)، والبلدة القديمة (1981) والحرم الإبراهيمي في الخليل (2017)، ومؤخرا تل السلطان.
وكانت المملكة الأردنية الهاشمية قد سجلت البلدة العتيقة وأسوارها في القدس على لائحة التراث العالمي عام 1981.
وعن أهمية الموقع، قالت وزيرة السياحة: "هو يمثل الحضارة الاستثنائية لأول نموذج ناجح للمستقرات البشرية الدائمة، ويمثل أقدم بلدة زراعية محصنة في العالم بنيت في العصر الحجري الحديث قبل أكثر من 10 آلاف عام في أخفض بقعة على سطح الأرض.
وبني الموقع بالقرب من نبع عين السلطان، التي شجعت انتقال الإنسان من حياة الالتقاط (البحث عن الطعام) إلى الاستقرار القائمة على تدجين النباتات (انتقاء اصطناعي لإنتاج نباتات تتمتع بسمات مرغوب فيها) والحيوانات وبناء المنشآت المعمارية؛ وغيرها من أنظمة تطور الحضارة البشرية".
**أول قرية زراعية
حمدان طه، الباحث في علم الآثار والتراث الثقافي، يقول بدوره للأناضول، إن أهمية تل السلطان تكمن باعتباره ممثلا للانتقال بين حضارة الجمع والالتقاط وحضارة الاستقرار.
ولفت إلى أن ظهور أول قرية زراعية في العالم كان في تل السلطان، في العصر الحجري الحديث، حيث يقع بالقرب من عين السلطان الفوارة على مدار العام.
وأشار "تل السلطان نقلة نوعية في حياة الإنسان الذي كان يعتمد على الجمع الالتقاط، حيث استقر ودجن الحيوانات والنباتات".
ويقول طه إن تل السلطان موقع استوطنه الإنسان على مدار 10 آلاف سنة متواصلة، وارتبط به أحداث هامة.
وأشار إلى أن 5 بعثات تنقيب عملت في الموقع منذ أواخر القرن الـ19 حتى يومنا الحاضر، أظهرت عديد المباني من حضارات مختلفة أقدمها النطوفية حيث سكن كمخيم للصياديين النطوفيين، ودلائل للعصر الحجري الحديث قبل الفخاري حيث ظهرت فيه القرية الزراعية، ثم العصر الحجري الفخاري.
وأشار طه إلى أن شواهد كأسوار المدينة ومساكن وقصر الحاكم ومقابر لا تزال حاضرة حتى يومنا هذا.
**اعتراف أممي
بدوره وصف إياد حمدان مدير مكتب وزارة السياحة الفلسطينية في مدينة أريحا التسجيل بـ "الهام".
وقال للأناضول "كنا دائما نقول أن لائحة التراث العالمي كان ينقصها تسجيل أريحا القديمة، واليوم تم ذلك، وهو اعتراف من أهم منظمة أممية بأن أقدم مدينة زراعية في العالم هي في فلسطين".
وأشار إلى أن تل السلطان لعب دور هام في تاريخ البشرية حيث أن في أول يوار حماية وأول برج مراقبة.
ولفت إلى أن الموقع الحالي عبارة عن 29طبقة حضارية، ويحمل قيمة استثنائية عالمية أهلته لأن يسجل على لائحة التراث.
وأضاف "تسجيل تل السلطان تعزيز للهوية الثقافية الفلسطينية، واعتراف دولي بارتباط الفلسطيني بالأرض".
**ترحيب فلسطيني وتنديد إسرائيل
بدوره، رحب الرئيس الفلسطيني محمود عباس بقرار اليونسكو، واصفا إياه بأنه "بالغ الأهمية ودليل على أصالة وتاريخ الشعب الفلسطيني"، وفق وكالة الأنباء الرسمية الفلسطينية "وفا".
وأضاف: "دولة فلسطين ستستمر في الحفاظ على هذا الموقع الفريد من نوعه".
من جهتها، قالت وزارة الخارجية والمغتربين الفلسطينية في بيان، إن إدراج اليونسكو لأريحا القديمة فيه "إجماع على أصالة التراث الفلسطيني (...) وجاء للحفاظ على حقوق الشعب الفلسطيني وحمايتها بما فيها الحقوق الثقافية".
ودعت الوزارة لضرورة "الحفاظ على فلسطين ومواقع التراث العالمي فيها وحمايتها من محاولات التخريب المتعمد الذي تتعرض له من سلطات الاحتلال وأدواته، والتي تحاول طمس التراث وتزوير التاريخ والرواية".
وفي 10 سبتمبر/ أيلول الجاري بدأت الدورة الـ 45 للجنة التراث العمالي أعمالها في الرياض، حيث تستمر حتى 25 من الشهر نفسه.
بدورها قالت وزارة الخارجية الإسرائيلية، في بيان: "نعتبر أنّ القرار الذي تم اتخاذه اليوم علامة أخرى على استخدام الفلسطينيين الساخر لليونسكو وتسييس المنظمة"، على حد قولها.
وأضاف البيان: "ستعمل إسرائيل من أجل تغيير كل القرارات المشوهة التي اتخذت"، وفق زعمها.
وفي 2019، انسحبت إسرائيل من اليونسكو بزعم أنّ المنظمة "تنحاز ضدها وتنتقص من ارتباطها بالأراضي المقدسة"، كما اعترضت تل أبيب على قبول اليونسكو لفلسطين كدولة عضو في 2011.
الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.