"تكية غزة هاشم".. تخفف معاناة فقراء غزة المحاصرة في رمضان
توزع وجبات إفطار على نحو 5 آلاف شخص محتاج وفقير
Gazze
في أقدار كبيرة مُوقدة أسفلها نار متوسطة الاشتعال، يحرك عدد من الطهاة والمتطوعين الفلسطينيين، حبيبات من الأرز، وهم يرددون نشيد "طلع البدر علينا".
ويوميًا يقضي هؤلاء المتطوعون الذين يرتدون القبعات البيضاء والقفازات في أيديهم، ساعات طويلة في مقر "تكية غزة هاشم لإطعام الطعام"، لإعداد وجبات إفطار وتوزيعها على نحو 5 آلاف شخص محتاج وفقير، على مستوى محافظات قطاع غزة.
وتعتبر "تكية غزة هاشم"، أول تكية دائمة في قطاع غزة، تعمل على مدار العام، وليس في شهر رمضان فحسب، وتقدم وجبات الطعام للأسر الفقيرة والمحتاجة.
وتم افتتاح التكية في مارس/آذار الماضي، كأحد المشاريع الخيرية، التي تنفذها مبادرة شبابية تطلق على نفسها اسم "حملة نافذة الخير لإغاثة غزة"، وفق مؤسس ومنسق التكية والحملة، بسام البطة.
وقال البطة لمراسلة الأناضول: "قطاع غزة يعج بالفقراء والمحتاجين، فالحروب الإسرائيلية المتتالية والحصار لأكثر من عشر سنوات، خلّفا آثارًا مأساوية جدًا وأوضاعًا معيشية قاسية، لآلاف الأسر الفلسطينية في القطاع".
وتابع: "كان لزامًا علينا نحن الشباب أن نساهم في التخفيف من معاناة الفقراء في رمضان، ونسعى من خلال أحد مبادرات حملة نافذة الخير، تقديم الطعام لأكبر عدد من فئة المحتاجين".
وكان البنك الدولي، قد قال في بيان له، صدر في 22 مايو/أيار العام الماضي، إنّ "نسبة البطالة في قطاع غزة وصلت إلى 43%، وهي الأعلى في العالم، وأن نحو 80% من سكان القطاع يحصلون على شكل من أشكال الإعانة الاجتماعية، ولا يزال 40% منهم يقبعون تحت خط الفقر".
وتسببت الحرب الإسرائيلية الأخيرة على قطاع غزة، في يوليو/تموز عام 2014، بتعطل 30 ألف عامل عن العمل، مما جعل نحو 200 ألف من أصل 330 ألف عامل في سوق العمل الفلسطيني، يعانون من البطالة، وفق سامي العمصي، رئيس الاتحاد العام لنقابات عمال فلسطين في قطاع غزة.
كما تستهدف التكية، الأسر التي فقدت معيلها، إما بسبب الطلاق أو هجر الزوج لزوجته، أو التفكك الأسري، أو سفر رب الأسر أو سجنه، أو أنه يعاني من مرض عُضال يمنعه من العمل، وغيره من الحالات المشابهة، حسب البطة.
ويعتمد القائمون على المشروع في الوصول إلى تلك الفئات، على فرق بحث ميداني منتشرة في كافة المحافظات.
وتعمل التكية يوميا في شهر رمضان، أما في بقية أشهر العام، فتعمل يومين في الأسبوع فقط.
ويقول القائمون عليها إنهم يسعون إلى أن تفتح أبوابها بشكل يومي، طوال العام.
وتتنوع الوجبات التي تقدمها التكية، منها الأرز مع الدجاج أو اللحم، والسمك والفاصولياء، والمعكرونة، واللحم المشوي، والكفتة.
ولا يسد عمل التكية احتياجات كافة الأسر الفقيرة في قطاع غزة، ولا تمتلك الحلول لجميع الفقراء، وهذا يعتمد على حجم التبرع للحملة، وفق البطة.
ولفت البطة إلى أن عددًا من المتطوعين في إعداد الطعام، هم من الأسر الفقيرة، مضيفًا: "أصّروا على مساعدة غيرهم، رغم احتياجهم الشديد وعدم توفر مصدر دخل لهم".
وأشار البطة إلى أن "حملة نافذة الخير"، أُسست من قبل 30 متطوعًا، ولها عدّة مبادرات أخرى، غير "التكية"، ومنها صندوق ترميم بيوت الأسر الفقير، وصندوق الطالب المحتاج، وصندوق المشاريع الصغيرة للأسر الفقيرة، وصندوق مرضى السرطان، وحملة الجولات العمرية ليلا لتفقد الفقراء.
واستطاعت الحملة الشبابية التطوعية، ترميم 9 منازل، وافتتاح 6 مشاريع صغيرة لعائلات فقيرة، كما قامت بحملة إنارة منازل الفقراء، بالإنارة البديلة أثناء انقطاع التيار الكهربائي لأكثر من 8 ساعات يوميًا.
الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.