أردوغان: سقوط غزة يعني إصابة العالم الإسلامي بجرح عميق
الرئيس التركي: كسر الحصار عن غزة سيكون ممكناً بخطوات واستراتيجيات تضعها منظمة التعاون الإسلامي والجامعة العربية

Ankara
أنقرة/ الأناضول
الرئيس التركي:
- كسر الحصار عن غزة سيكون ممكناً بخطوات واستراتيجيات تضعها منظمة التعاون الإسلامي والجامعة العربية
- عازمون على مواصلة نقل المرضى من غزة إلى تركيا
- غزة أرض فلسطينية وستبقى كذلك
أنقرة/ الأناضول
قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، إن "سقوط غزة يعني إصابة وحدة العالم الإسلامي بجرح عميق".
جاء ذلك في تصريحات للصحفيين، أدلى بها في الطائرة خلال عودته من الجزائر.
وأفاد أردوغان أن بلاده ستواصل العمل ضمن تعاون وثيق مع الجزائر "لإنهاء الظلم الواقع على الفلسطينيين وإرساء السلام والاستقرار في المنطقة".
وأوضح أردوغان، أن كسر الحصار عن غزة "سيكون ممكناً بخطوات واستراتيجيات تضعها منظمة التعاون الإسلامي والجامعة العربية، وليس دولة أو دولتان".
وأكد أن الحصار لا ينكسر فقط بإرسال قدر معين من المساعدات إلى غزة، مضيفا: "من خلال استخدام العديد من العناصر الاقتصادية والسياسية والدبلوماسية والاجتماعية والثقافية، يجب علينا أن نضمن وقف إطلاق النار وأن نوصل المساعدات الكافية لغزة ونعيد بناء المدينة التي دمرتها إسرائيل".
وفي إشارة إلى أن الحصار لا يقتصر فقط على الجنود والأسلحة التي كدستها إسرائيل حول غزة، قال أردوغان: "على سبيل المثال ينبغي أن نكسر الحصار في الأمم المتحدة".
وأضاف: "يجب أن نشرح بشكل صحيح ما يحدث في فلسطين والقمع الإسرائيلي هناك، وأن نُسمع صوت الفلسطينيين المضطهدين منذ عقود لأولئك الذين لم يسمعوا صوتهم، ونغير وجهات نظر الشعوب، ونكسر الحصار القائم في الأذهان".
واستطرد: "يجب علينا أن نحطم النهج الفاشي القائل: ’ليس هناك مشكلة عندما يموت مسلم، هناك مشكلة فقط إذا مات مسيحي أو يهودي‘ وأن نجعل مفهوم ’إذا مات إنسان، فهناك مشكلة‘ هو السائد، يجب أن نحقق ذلك، وبالتالي نكسر الحصار المطبق على الأفهام".
الرئيس أردوغان، شدد على ضرورة "إلزام إسرائيل بالامتثال للقانون الدولي ومحاسبتها على أفعالها".
وردا على سؤال حول صمت العالم حيال "المجازر" التي ترتكب في غزة، أثنى أردوغان على موقف إسبانيا "الإيجابي" من بين الدول الغربية التي ظلت صامتة.
ولفت في هذا السياق، إلى أنه سيجري محادثة مع رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز، الأسبوع المقبل.
وتابع: "على العالم الإسلامي أن لا يظل صامتا على الاحتلال، فسقوط غزة يعني إصابة وحدة العالم الإسلامي بجرح عميق".
وأردف: "من العار أن نبقى صامتين ولا نبدي ردة فعل لمواجهة احتلال إسرائيل المتهور لغزة وهجماته التي لا تعترف بالقانون الدولي وحقوق الإنسان والقيم الأخلاقية".
وأكد أردوغان، على وجوب اتحاد العالم الإسلامي والتحرك بروح التضامن من أجل مواصلة العزم الذي أظهره في "قمة الرياض" وتطبيق القرارات الناتجة عنها.
وأضاف: "إرهاب الدولة والاحتلال الذي تمارسه إسرائيل في غزة والمدن الفلسطينية الأخرى يشكل جريمة ضد الإنسانية وإبادة جماعية، ولا يمكن البقاء دون رد فعل إزاء ذلك".
وأعرب عن أمله في أن تكون "الآلام الراهنة هي آلام ولادة السلام المأمول منذ سنوات في منطقتنا والدولة الفلسطينية التي ستحققه".
وبشأن نقل المرضى من غزة إلى تركيا، أشار أردوغان، إلى عزمهم مواصلة الأمر، مضيفا بالقول: "قد أزور مصر في أقرب وقت ممكن، سيشكل هذا الملف جدول أعمالنا الرئيسي هناك".
وذكّر بوصول 40 مريض سرطان كمرحلة أولى إلى تركيا قادمين من غزة، لافتا أن الرقم المذكور ارتفع في المرحلة الثانية ليبلغ 88 مريضا و67 مرافقا لهم.
وأشار أن غزة "أرض فلسطينية وستبقى كذلك"، لافتا إلى الموقف الذي بدأت شعوب العالم تتخذه ضد إسرائيل، والذي برز في مظاهرات خرجت في ألمانيا وبريطانيا والولايات المتحدة وفرنسا وبلدان أمريكا اللاتينية.
وأوضح الرئيس التركي، أن "السياسيين الذين يصمون آذانهم عن صوت الشارع سيجنون المقابل قريبا عبر الديمقراطية التي ستمارسها شعوبهم".
وتابع: "يجب على القادة الذين باتوا مؤيدين للإبادة الجماعية في نظر شعوبهم بمواقفهم المناصرة لإسرائيل أن يعودوا عن هذا الخطأ في أسرع وقت ممكن".
وأكد أن على "حكومات الدول التي تقف خلف إسرائيل التوصل قبل فوات الأوان إلى أرضية تتوافق مع القانون الدولي وحقوق الإنسان والقيم الوجدانية والأخلاقية، وألا تكون طرفا في هذه الجرائم".
وفي سياق منفصل، أكد أردوغان، أنهم سيواصلون التحرك وفق مبدأ الربح المتبادل، "مع اتخاذ موقف إنساني يليق بتركيا" من أجل جذب رأس المال العالمي إلى البلاد.
وأوضح أن أصحاب رؤوس الأموال المنزعجين من وقوف تركيا ضد قتل الأطفال ودفاعها عن السلام وحقوق الإنسان، لن يرضوا حتى ندعم مجازر إسرائيل دون قيد أو شرط، و"مثل هذا الموقف لا يمكن أبدا أن نفكر في إبدائه".
وتابع: "لذلك نحن لسنا قلقين، فالعالم يدرك قيمة تركيا، والمستثمرون العالميون يدركون ذلك أيضا، وباستثناء بعض الهوامش، لا أعتقد أن المستثمرين العالميين سيبتعدون عن دولة مثل تركيا بسبب التأثير الإسرائيلي".
ووفي سياق آخر، قال الرئيس التركي: "سنُبرز اسمنا أكثر سواء في الصناعات الدفاعية أو في المجالات الأخرى، وهناك خطوات جديدة لنا على هذا الطريق".
وذكر أن "السياسات السليمة والإصلاحات الهيكلية ستُمكن من تعزيز ثقة المستثمرين، ما سيؤثر على تدفق رؤوس الأموال".
الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.