الدول العربية, السعودية, فلسطين

الأناضول تحدد موقع مبنى قنصلية السعودية بالقدس المستخدم قبل 1967

المبنى بات يستخدم مدرسة عربية يدرس فيها 134 طالبا...

Abdel Ra'ouf D. A. R. Arnaout  | 16.08.2023 - محدث : 17.08.2023
الأناضول تحدد موقع مبنى قنصلية السعودية بالقدس المستخدم قبل 1967

Quds

القدس/ عبد الرؤوف أرناؤوط / الأناضول

مستعينا بصور أرشيفية تاريخية، تمكن طاقم الأناضول في القدس الشرقية من تحديد المبنى الذي اتخذته السعودية بالسابق مقرا لقنصليتها بالمدينة حتى العام 1967.

ويقع مبنى القنصلية بمكان استراتيجي في وادي الجوز حيث يلاصق "بيت الشرق" المقر شبه الرسمي لمنظمة التحرير الفلسطينية الذي أغلقته إسرائيل عام 2001.

مبنى القنصلية السابق بات يستخدم حاليا مدرسةً عربيةً يدرس فيها 134 طالبا، يلاصق أيضا مدرسة "دار الطفل العربي" وجامعة القدس.

وبحسب مصادر محلية، فإن المبنى مملوك لإحدى العائلات المقدسية، دون أن تتوفر معلومات دقيقة عن تاريخه، وحتى ما قبل الكشف عنه تفاوتت تقديرات خبراء وباحثين وسياسيين مقدسيين حول مكانه الحقيقي.

وسرت تقديرات بوجود مبنى القنصلية بحي الشيخ جراح، وأن السلطات الإسرائيلية صادرته ويستخدم حاليا لأغراض غامضة، لكن الصور التي حصلت عليها الأناضول للقنصلية السعودية والتي تعود لسنوات الأربعينات لا تتطابق مع ذلك المبنى.

وبحسب الصور الأرشيفية، يظهر على المبنى لافتة حديدية صغيرة مكتوب عليها باللغتين الإنجليزية والعربية "القنصلية السعودية"، تتطابق بالكامل مع مبنى المدرسة الملاصق لـ"بيت الشرق"، ويظهر في الصور جنود سعوديون يحرسون المبنى وينتشرون عند بواباته.

والمبنى، المسقوف بالقرميد الأحمر، ضخم في بنيانه ومساحته، إذ يشمل ساحة واسعة مسورة فيها العديد من الأشجار، حيث يتكون من طابقين ويضم 13 غرفة.

وبحسب نسخة لجريدة "الدفاع" الفلسطينية صدرت في 7 أبريل/ نيسان 1941، فإن قرار فتح قنصلية سعودية في القدس لاقى ترحيبا محليا، وكانت فلسطين تحت الانتداب البريطاني في الفترة بين 1920 و1948.

ونشرت الجريدة الخبر آنذاك بعنوان "الابتهاج بتعيين قنصلية للمملكة السعودية"، وورد فيه: "قابل الرأي العربي العام هنا تعيين قنصل للحكومة العربية السعودية في فلسطين بمنتهى الغبطة والسرور بالنظر لما يكنه الناس من محبة وولاء لصاحب الجلالة الملك".

ويبدو أن القنصلية عملت في أكثر من موقع قبل أن تستقر في مقرها الأخير، ففي 30 أبريل 1941 قالت "الدفاع" في النسخة التي اطلعت عليها الأناضول: "باشرت القنصلية السعودية العربية أعمالها في دارها الجديدة الواقعة في محلة باب الساهرة" وهو أحد أبواب البلدة القديمة بالقدس الشرقية.

وبحسب عدد الجريدة الصادر في 3 نوفمبر/ تشرين أول 1942، فإن القنصلية السعودية كانت تصدر تأشيرات على جوازات سفر الحجاج.

والأحد الماضي، نشر سفير الرياض لدى الأردن وفلسطين، نايف السديري، صورة تاريخية لافتتاح قنصلية المملكة السعودية في القدس الشرقية عام 1947.

وأرفق السديري الصورة بمنشور على منصة "إكس" قائلا: "بتوجيه من المغفور له جلالة الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن عام 1947، رعى العم عبد العزيز بن أحمد السديري افتتاح القنصلية العامة السعودية في القدس، حي الشيخ جراح".

والسبت، قدم السديري سفير السعودية لدى الأردن، نسخة من أوراق اعتماده سفيرا فوق العادة غير مقيم لدى دولة فلسطين، وقنصلا عاما بمدينة القدس، إلى مستشار الرئيس الفلسطيني للشؤون الدبلوماسية مجدي الخالدي في مقر السفارة الفلسطينية بالعاصمة الأردنية عمّان.

وبعد تسليم أوراق اعتماده، قال السديري للصحفيين: "التعيين يأتي لإعطاء العلاقات مع فلسطين الطابع الرسمي في جميع المجالات سواء السياسية أو الاقتصادية أو الاجتماعية، ونتطلع إلى مستقبل واعد لهذه العلاقات".

ولم يتم الإعلان عن قرار بفتح سفارة في الضفة الغربية أو قنصلية عامة في القدس أو موعد القيام بهذه الخطوة في حال اتخذ القرار.

وجاء منشور السفير السعودي بعد ساعات من تعهد وزير الخارجية الإسرائيلي إيلي كوهين، بعدم السماح لأي دولة بفتح ممثلية دبلوماسية بالقدس الشرقية تكون معتمدة لدى السلطة الفلسطينية.

واعتبر كوهين في مقابلة مع إذاعة "103" التابعة لصحيفة "معاريف" العبرية، أن الخطوة التي أقدم عليها السعوديون "بمثابة رسالة للفلسطينيين بأنهم لم ينسوهم على خلفية التقدم في مفاوضات التطبيع" بين الرياض وتل أبيب، مضيفا: "لا نسمح للدول بفتح قنصليات (بالقدس) هذا لا يناسبنا".

ولم تصدر السعودية تعقيبا رسميا على تصريحات وزير الخارجية الإسرائيلي، لكنها اشترطت في أكثر من مناسبة حل القضية الفلسطينية أولا، قبل أي عمليات تطبيع مع تل أبيب.

وقال الخبير الفلسطيني بشؤون القدس، خليل التفكجي، للأناضول: "قبل الاحتلال الإسرائيلي عام 1967 كان هناك قنصليات للعديد من الدول العربية وهي السعودية ومصر ولبنان، والعراق وسوريا في القدس".

وبقرارها الأخير تصبح السعودية أول دولة عربية تعين قنصلا عاما لها في القدس بصفتها عاصمة دولة فلسطين.

ويوجد في القدس الشرقية حاليا قنصليات عامة معتمدة لدى السلطة الفلسطينية لدول تركيا وفرنسا واليونان والسويد والكرسي الرسولي وإيطاليا وإسبانيا وبلجيكا.

وكان الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب قد أغلق القنصلية العامة لبلاده بالقدس المعتمدة لدى السلطة الفلسطينية ودمجها بسفارة بلاده لدى إسرائيل التي نقلها من تل أبيب إلى القدس منتصف عام 2018.

وفي مدينة رام الله يوجد العديد من السفارات والممثليات الأجنبية والعربية بينها سفارات الأردن ومصر والمغرب وتونس.

وبدأت الإدارة الأردنية للضفة الغربية، بما فيها القدس الشرقية، من 12 يونيو/ حزيران 1950 حتى الاحتلال الإسرائيلي في يونيو/ حزيران 1967.

وتسود تقديرات بأن السعودية أبقت على قنصليتها في المدينة حتى ما قبل الاحتلال الإسرائيلي للقدس الشرقية عام 1967.

الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.