تركيا, السياسة, الدول العربية

الأناضول تكشف خفايا مؤشرات تغيّر السياسة الخارجية للامارات

مصدر مقرب من دوائر إماراتية مطلعة يكشف للأناضول عن فحوى اجتماع سري حضره أمراء الامارات العربية المتحدة

01.08.2019 - محدث : 02.08.2019
الأناضول تكشف خفايا مؤشرات تغيّر السياسة الخارجية للامارات

Quds

القدس/ الأناضول

حصلت الأناضول، على معلومات من مصادر مقربة من جهات إماراتية مطلعة، عن الأسباب الكامنة وراء المؤشرات الحالية على تغيّر السياسات الخارجية للامارات ورغبة الأخيرة في تحسين علاقاتها مع إيران.

وبحسب المصدر الذي رفض الكشف عن هويته، فإن أمراء دولة الامارات العربية المتحدة، عقدوا اجتماعا سريا عقب إعلان إيران اسقاطها طائرة مسيرة تابعة للولايات المتحدة الأمريكية يوم 20 يونيو/ حزيران الماضي.

وذكر المصدر أن الاجتماع حضره ولي عهد أبوظبي محمد بن زايد آل نهيان، وأمير دبي، رئيس الوزراء الاماراتي الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم.

وأضاف المصدر أن آل مكتوم انتقد خلال الاجتماع سياسة بلاده الخارجية، وشدد على ضرورة إعادة النظر فيها.

وأوضح المصدر أن آل مكتوم قال في الاجتماع: "علينا إعادة النظر بشكل كلّي في سياساتنا الخارجية، ننفق يوميا مئات الملايين من الدولارات، فماذا نجني مقابل ذلك؟، علينا أن نتخلى مباشرة عن سياسة التدخل في شؤون الدول، فهذه السياسة تكلفنا كثيرا ودون أي مقابل".

ولفت آل مكتوم إلى ضرورة الامتناع عن إنفاق أموال ضخمة لصالح مناطق لا مصلحة للامارات فيها، مبينا أن تغيّر النظام في ليبيا أو السودان، لن يضر أو ينفع الامارات في شيء.

وتابع آل مكتوم قائلا: "نأمل أن تشن واشنطن حملة عسكرية ضد طهران، لكن ترامب يدعو للحوار مع إيران حتى بعد إسقاط الأخيرة طائرة مسيرة للولايات المتحدة، ولو افترضنا أن واشنطن قصفت طهران، فإن الرد الإيراني سيكون عبر استهداف الامارات أو السعودية بشكل مباشر أو عبر الحوثيين".

وقال المصدر إن آل مكتوم أبلغ الحضور بأن الامارات ستخلو من المستثمرين الأجانب في حال سقط صاروخ واحد من إيران على أراضيها، ولن تتمكن من الاحتفاظ بالعمال الآسيويين.

وأشار آل مكتوم أن قوات خليفة حفتر في ليبيا، التي تدعمها الامارات، لم تحقق أي تقدم في محاولتها السيطرة على طرابلس، مضيفا: "منذ أعوام، ونحن ندعم حفتر دون جدوى، علينا البحث عن بدائل سياسية وليست عسكرية".

وشدد آل مكتوم على ضرورة إجراء تغيير جذري في السياسة الخارجية للامارات، ووقف هدر الأموال، والأخذ بعين الاعتبار احتمال مهاجمة إيران للبلاد.

وبحسب المصدر المقرب من الامارات، فإن محمد بن زايد آل نهيان، تمعّن بانتقادات آل مكتوم وأمر بإجراء بعض التغييرات في السياسة الخارجية للبلاد.

ومن بين الأسباب التي تدفع الامارات العربية المتحدة إلى تغيير سياساتها الخارجية، موجة الانتقادات التي تطالها عبر وسائل التواصل الاجتماعي.

يجدر بالذكر أن آل مكتوم يعارض منذ البداية سياسة التدخل في شؤون الدول الاخرى، علاوة على ذلك فإن إمارة دبي تحتضن العديد من رجال الأعمال الإيرانيين الذين يواصلون أعمالهم هناك هربا من العقوبات الأمريكية المفروضة على طهران.

- مؤشرات تغير السياسات الخارجية للامارات

وتتناقل وسائل الإعلام في الأونة الأخيرة أنباءً حول تراجع الامارات العربية المتحدة عن مبادراتها ومواقفها المناهضة لايران.

ومن أبرز مظاهر هذا التراجع، تعليق وزير الخارجية الاماراتي عبدالله بن زايد آل نهيان، على حادثة استهداف ناقلات النفط في مايو الماضي بخليج عمان، حيث قال حينها: "يجب أن نحصل على أدلة قطعية لاتهام إيران بالتورط في الهجوم على ناقلات النفط".

وعقب ذلك أعلنت الامارات عزمها سحب جنودها من اليمن، وتقليص دعمها للتحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية ضد الحوثيين.

ومؤخرا وبعد 6 أعوام، اجتمع مسؤولون أمنيون من الامارات وإيران في العاصمة طهران.

والإشارة الأخيرة على التقارب الحاصل بين الامارات وإيران، هي زيارة وزيرين اماراتيين لطهران رغم العقوبات الأمريكية التي تطال القطاع المصرفي الإيراني.




الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.