إسطنبول/ محمد شيخ يوسف/ الأناضول

طالب الائتلاف السوري المعارض، الإثنين، بتدخل عسكري دولي لإخراج إرهابيي تنظيم "ي ب ك/بي كا كا" من مدينتي منبج وتل رفعت وبقية المناطق السورية، في ظل ما ارتكبوه من جرائم بحق المدنيين.

جاء ذلك في مؤتمر صحفي عقده رئيس الائتلاف، نصر الحريري، في مدينة إسطنبول، بعد مجزرة ارتكبها إرهابيو "ي ب ك/بي كا كا" في عفرين بمحافظة حلب (شمال)، السبت.

وانطلاقا من تل رفعت المجاورة، قصف التنظيم مركز عفرين ومستشفى "الشفاء" الخاص بصواريخ؛ ما أسقط عشرات القتلى والجرحى.

ومنذ عام 2016، تخضع تل رفعت، في محافظة حلب، لسيطرة إرهابيي "ي ب ك"، ويستخدمونها منطلقا لتنفيذ هجمات دموية.

وقال الحريري إن "عصابات الإرهابيين استهدفت المدنيين في عفرين، ما خلف 27 شهيدا، و25 مصابا".

وأضاف أن "هذا الهجوم يتزامن مع هجمات النظام على مناطق المعارضة، ما يدل على عقلية مشتركة بينهما، مع عمليات تفجير تستهدف الأماكن الحيوية عبر خلايا نائمة".

وشدد على أن "هذا الملف يجب أن يكون في أجندة اللقاءات الدولية الجارية في بروكسل، وخاصة وأن أمريكا داعمة للتنظيم، الذي استفاد من الظروف الدولية لمحاربة الإرهاب".

والإثنين، تستضيف بروكسل قمة لدول حلف شمال الأطلسي (ناتو)، بالإضافة إلى قمة أوروبية أمريكية.

وأوضح الحريري أن التنظيم "حصل على دعم مادي وعسكري كبيرين، متذرعا بمحاربة الإرهاب، واستغلها لفرض أجندته ومشروعه على الشعب السوري، وهو مشروع تدميري إرهابي انفصالي".

وتابع: "رغم الفرص في الحوار مع المجلس الوطني الكردي، برعاية أمريكية، إلا أنه لم يثمر عن أي شيء رغم مرور 14 شهرا على بدء الحوار".

واعتبر أن هذا "تصميم واضح من التنظيم على فرض أجندته على مساحة واسعة (من سوريا)، ما يهدد وحدة أراضيها وسلامة نسيجها الاجتماعين ويشكل من تهديد لدول الجوار، وخاصة تركيا".

وأضاف الحريري أن "ممارسات التنظيم وتجاوزاته وانتهاكاته تحمل مسؤولية قانونية للدول الداعمة (له)، وبسبب الارتباط مع بي كا كا الإرهابي وارتكابه جرائم ضد الإنسانية واعتقالات تعسفية، فإن لدى الائتلاف مطالب".

وحدد هذه المطالب بقوله: "نطالب تركيا والرئيس رجب طيب أردوغان، وكل العالم الحر الذي تهمه سوريا، بالتدخل العسكري إلى جانب الشعب والجيش الوطني، لإخراج الميليشيات من مدينتي تل رفعت ومنبج وكافة المناطق السورية".

وزاد بقوله: "نطالب الدول الداعمة (للتنظيم)، وخاصة أمريكا، بإيقاف أي دعم سياسي وعسكري للتنظيم، وسحب السلاح الثقيل المستخدم في ارتكاب انتهاكات جسيمة بحق المدنيين".

واستطرد: "فضلا عن التدخل المباشر للإفراج عن سجناء الرأي، وإدخال المنظمات الدولية للسجون السرية والعلنية، وحماية حقوق السكن والملكية للغائبين والحاضرين، وعودة أبناء المهاجرين، وفتح تحقيقات دولية ومساءلة المتورطين، وإنصاف الضحايا، وحماية آبار النفط، وتسخيرها لتأمين المساعدات الإنسانية لجميع السوريين".

وختم الحريري بالتشديد على ضرورة "دعم العملية السياسية عبر القرارات الدولية، وتمديد الآلية الدولية لإدخال المساعدات الإنسانية المنتظر مناقشتها في مجلس الأمن، الشهر المقبل".

ومن المتوقع أن يعقد مجلس الأمن، في 10 يوليو/تموز المقبل، محادثات حول تمديد العمل بالآلية الدولية لإدخال مساعدات إنسانية إلى الشمال الغربي من سوريا، والتي تنتهي قريبا.