بابا الكنيسة المصرية: وجودي بالقدس ليس "زيارة" وإنما " تأديةً لواجب عزاء"
ظهر عبر قناة مسيحية، بعد تصاعد انتقادات لسفره للقدس رغم المقاطعة الكنيسية
Mısır
القاهرة / حسين محمود / الأناضول
قال البابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية وبطريرك الكنيسة الأرثوذكسية المصرية، مساء أمس الخميس ، إنه توجه إلى مدينة القدس لـ"تأدية واجب العزاء" في رحيل مطرانها الأنبا إبرام، وليس للزيارة.
جاء ذلك بحسب تصريحات البابا المتلفزة، من القدس، عبر قناة "Me Sat" التي شاهدها عليها مراسل الأناضول، بعد تصاعد انتقادات مصرية وعربية لسفره للمدينة المقدسة رغم المقاطعة الكنيسية الرسمية.
وأضاف البابا تواضروس: "من واجب الكنيسة المشاركة في مراسم جنازة الأنبا إبرام، ولهذا السبب حضر وفد قبطي يضم أساقفة وكهنة وشمامسة، وأنا معهم لنودعه الوداع الأخير هنا في القدس حيث كان مقر خدمته ".
وتابع: "أنا لا أعتبرها زيارة، فالزيارة تحتاج ترتيب وجدول (..) لا تعتبر زيارة بأي صورة من الصور، هي واجب إنساني ولتأدية واجب العزاء، ولمسة وفاء لإنسان قدم حياته كله علي المستوي الوطني والكنسي".
وجدد تواضروس، تأكيده على أن تواجده في القدس هو لتأدية واجب العزاء في رحيل مطران المدينة، قائلا: "لا اعتبرها زيارة، واعتقد أن عدم الحضور بالنسبة لي سواء على مستوى المكان الذي أمثله (بابا الكنيسة المصرية)، أو علي المستوي الشخصي كان سيعتبر نوعًا من التقصير، الذي ليس من المفترض أن يتم".
وتصاعدت لهجة الانتقادات مصريا وعربيا، لاسيما عبر مواقع التواصل الاجتماعي، لسفر البابا تواضروس الثاني للقدس، فيما أصدر حزب مصر القوية المعارض بيانا، مساء أمس، قال فيه :" إننا إذ نستنكر زيارة البابا تواضروس للقدس المحتلة؛ فإننا نعتبر أن مثل تلك الزيارة تمثل خرقًا لحالة الإجماع الشعبي الموحد حول تلك القضية".
واستطرد الحزب قائلا "كما تفتح الباب للتعامل السلبي مع طريقة فرض الأمر الواقع التي اتبعها الكيان الصهيوني منذ أن اغتصب أرض فلسطين، كما أنها تأتي في الوقت الذي تزداد فيه العربدة الصهيونية ضد أشقائنا الفلسطينيين".
كما انتقد بيان "التحالف الوطني لدعم الشرعية ورفض الانقلاب"، الداعم للرئيس المصري، محمد مرسي (أول رئيس مدني منتخب في تاريخ مصر)، زيارة البابا، قائلا: "نتذكر أن الكثيرين كانوا يراهنون على موقف إيجابي لبطريرك الكنيسة الأرثوزكسية في هذه الأزمة، لكن إذ به ينكص في وعوده بعدم زيارة الكيان الصهيوني، ويسارع مصاحبا السفير الصهيوني على طائرته إلى القدس المحتلة ليفتح عهدا جديدا من التطبيع المرفوض مع العدو".
وكان المتحدث باسم الكنيسة المصرية، بولس حليم، قال في تصريحات سابقة لوكالة "الأناضول"، إن "قرار المجمع المقدس بعدم سفر المسيحيين للقدس لم يتغير، رغم سفر بابا الكنيسة، تواضروس الثاني، اليوم (أمس) الخميس، إليها في مهمة دينية".
وكانت الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، أعلنت، أول أمس الأربعاء، وفاة الأنبا "ابرام الأورشليمى"، مطران القدس والشرق الأدنى، عن (73 عامًا)، بعد أن أمضى فى منصبه (24 عاما).
وبحسب مصدر أمني بمطار القاهرة الدولي، غادر القاهرة، الخميس، البابا "تواضروس الثاني" بابا الإسكندرية، وبطريرك الكرازة المرقسية، متوجهًا على رأس وفد كنسي رفيع، إلى القدس عبر تل أبيب، في أول زيارة لشخصية تعتلي كرسي البابوية المصرية، منذ (٣٥ عاما).
كما غادر على نفس الرحلة، حاييم كورين، سفير إسرائيل، متوجهًا إلى تل أبيب لقضاء عطلته الأسبوعية، بحسب مصادر أمنية بمطار القاهرة الدولي.
وتعتبر زيارة البابا للقدس الأولى، بعد قرار يقضي بمقاطعة زيارة الديار المقدسة، أقره المجمع المقدس للكنيسة في 26 مارس /آذار عام 1980، فى أعقاب اتفاقية كامب ديفيد بين مصر وإسرائيل.، حيث تعتبر أنها "تطبيع مع إسرائيل التي تحتل القدس الشرقية (تضم أغلب الأماكن المقدسة المسيحية)".
الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.