واشنطن / الأناضول

أكد الرئيس الأمريكي جو بايدن، الإثنين، التزام بلاده بحماية مصالحها ومصالح شركائها في منطقة الشرق الأوسط، وعزمها على تجنيب المنطقة مخاطر التصعيد.

جاء ذلك في تصريحات لبايدن خلال مؤتمر صحفي مع رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني عقب عقد مباحثات معه في البيت الأبيض.

وقال بايدن: "عازمون على تجنب تمدد النزاع في الشرق الأوسط".

وأضاف: "ملتزمون بحماية المصالح الأمريكية وشركائنا في المنطقة بما في ذلك العراق".

وبدأ السوداني زيارة رسمية إلى واشنطن السبت الماضي غير معلنة المدة، وذلك بالتزامن مع إطلاق إيران ردًا انتقاميًا ضد إسرائيل شمل إطلاق المئات من الصواريخ والمسيرات.

يأتي ذلك بينما تصاعدت خلال الساعات الأخيرة الدعوات والاتصالات من قادة ومسؤولين بالمنطقة العربية وحول العالم، في محاولة لمنع التصعيد بعد الرد العسكري الإيراني على إسرائيل، وسط مخاوف من نشوب حرب إقليمية بالمنطقة.

ووصف بايدن شراكة بلاده مع العراق بـ"المحورية والمهمة" للشرق الأوسط.

وأشار إلى أن "العراق والولايات المتحدة يعملان معا لهزيمة تنظيم داعش" الإرهابي.

وبدأت الولايات المتحدة والعراق محادثات رسمية في يناير/كانون الثاني حول إنهاء التحالف الذي تم إنشاؤه لمساعدة الحكومة العراقية في محاربة تنظيم "داعش"، مع بقاء حوالي 2000 جندي أمريكي في البلاد بموجب اتفاق مع بغداد.

ودعا مسؤولون عراقيون بشكل دوري إلى انسحاب تلك القوات، في ظل تصاعد من هجمات نفذتها واشنطن على فصائل عراقية مسلحة تتهمها بشن هجمات على قواتها بالعراق وسوريا.

خلال المؤتمر الصحفي مع السوداني، تطرق بايدن أيضا إلى الرد العسكري الإيراني على إسرائيل، وقال إن بلاده قامت بـ"جهد غير مسبوق" للدفاع عن إسرائيل ضد الهجوم الإيراني، مدعيا أنها "نجحت" في إحباط هذا الهجوم.

وجدد في هذا الصدد التأكيد على أن الولايات المتحدة "ملتزمة بأمن إسرائيل".

ومساء السبت، أطلقت إيران نحو 350 صاروخا وطائرة مسيّرة تجاه إسرائيل، زعمت تل أبيب اعتراض 99 بالمئة منها بالتعاون مع دول شريكة لها، فيما قالت طهران إن نصف الصواريخ أصابت أهدافا إسرائيلية "بنجاح".

وهذا أول هجوم تشنه إيران مباشرة من أراضيها على إسرائيل، وليس عبر جماعات موالية لها، وجاء ردا على هجوم استهدف القسم القنصلي في السفارة الإيرانية بدمشق مطلع أبريل/ نيسان الجاري.

وبشأن الأزمة في قطاع غزة الذي يواجه حربا إسرائيلية مدمرة منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، قال بايدن إن بلاده "ملتزمة بالتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار (بين إسرائيل والفصائل في القطاع) يسمح بالإفراج عن الرهائن (الأسرى الإسرائيليين لدى الفصائل)، ويحول دون توسيع الصراع".

والتقى السوداني بايدن بالبيت الأبيض في العاصمة الأمريكية واشنطن، في وقت سابق الإثنين، دون أن ترشح تفاصيل بشأن ما دار في الاجتماع.

كما انطلقت في واشنطن، الإثنين، اجتماعات أعمال اللجنة التنسيقية العليا بين العراق والولايات المتحدة الخاصة بتفعيل "اتفاقية الإطار الاستراتيجي".

وترأس وفد العراق في الاجتماعات نائب رئيس مجلس الوزراء وزير التخطيط محمد تميم، فيما ترأس الوفد الأمريكي وزير الخارجية أنتوني بلينكن، وفق وكالة الأنباء العراقية (واع).

و"اتفاقية الإطار الاستراتيجي" هي اتفاقية أمنية وقعت بين حكومة العراق والولايات المتحدة عام 2008، وتتضمن تحديد الأحكام والمتطلبات الرئيسية التي تنظم الوجود المؤقت للقوات العسكرية الأمريكية في العراق وأنشطتها فيه وانسحابها من العراق.

وتوترت العلاقات بين واشنطن وبغداد في السنوات الأخيرة، جراء ما تعتبره الأولى "نفوذا متصاعدا لإيران" في هذا البلد العربي.

وفي الأشهر الأخيرة، حثت الولايات المتحدة العراق على بذل المزيد من الجهد لمنع الهجمات على القواعد الأمريكية في العراق وسوريا من قبل فصائل مسلحة تقول إنها "موالية لطهران" والتي تصاعدت ردًا على الدعم الأمريكي للحرب الإسرائيلية الحالية على غزة.

ومنذ 7 أكتوبر الماضي، تشن إسرائيل حربا مدمرة على غزة، خلفت أكثر من 100 ألف قتيل وجريح، معظمهم أطفال ونساء، ودمارا هائلا ومجاعة أودت بحياة أطفال ومسنين، حسب بينات فلسطينية وأممية.

وتواصل إسرائيل حربها رغم صدور قرار من مجلس الأمن بوقف إطلاق النار فورًا، وكذلك رغم مثولها أمام محكمة العدل الدولية بتهمة ارتكاب "إبادة جماعية".