برلمانيات العراق.. تقدم للكتل الإصلاحية وتراجع للأحزاب الإسلامية
"سائرون" 54 مقعدا، و"الفتح" 47 مقعدا، و"النصر" 43 مقعدا، و"ائتلاف دولة القانون" 25 مقعدا.

Baghdad
العراق / عارف يوسف، علي جواد / الأناضول
أظهرت نتائج الانتخابات البرلمانية شبه النهائية في العراق، تقدما كبيرا للكتل الإصلاحية على حساب الأحزاب ذات الطابع الإسلامي، في سابقة هي الأولى من نوعها منذ 15 عاما.
إذ تقدم تحالف "سائرون الإصلاح" الذي يتبنى الإصلاح الشامل والمدعوم من السياسي المعارض مقتدى الصدر، الذي يعتمد مبدأ فصل الدين عن السياسة، نتائج الانتخابات البرلمانية في 6 محافظات عراقية من أصل 18 محافظة، فيما حل ذات التحالف في المرتبة الثانية في 4 محافظات جنوبية، وفقا للأرقام التي أعلنتها مفوضية الانتخابات يومي الأحد والاثنين.
ووفقا لمصدر في مفوضية الانتخابات للأناضول، طلب عدم الإشارة إلى اسمه، فإن "تحالف سائرون حصل على 54 مقعدا في البرلمان في آخر النتائج شبه النهائية لانتخابات البرلمان 2018".
وقاد "الصدر" على مدى نحو أكثر من عامين بدعم من القوى المدنية والعلمانية، تظاهرات في أغلب المدن العراقية ضد الفساد، والمطالبة بإبعاد ممثلي الأحزاب الإسلامية والسياسية عن المناصب التنفيذية، وكانت تظاهراته محط انتقاد خصومه من الأحزاب الشيعية.
وإذا ما نجح تحالف الصدر في تشكيل الكتلة الأكبر في البرلمان العراقي الجديد، فإنه سيكون أول تحالف ذي طابع إصلاحي يكلف بتشكيل الحكومة بعد 3 حكومات متتالية، قادها حزب الدعوة الإسلامية، القريب من إيران.
وبحسب نتائج الانتخابات، تراجعت لأول مرة حظوظ الأحزاب الإسلامية، سواء كانت سنية أو شيعية، وأبرزها ائتلاف دولة القانون بزعامة نوري المالكي، الأمين العام لحزب الدعوة، وتيار الحكمة الوطني بزعامة عمار الحكيم.
وتراجع ائتلاف دولة القانون بشكل غير متوقع، بعدما حصل في انتخابات 2010 السابقة على 108 مقاعد في البرلمان من أصل 328 مقعدا (329 مقعدا في البرلمان الجديد).
وبحسب المصدر، فإن "ائتلاف دولة القانون حصل على 25 مقعدا في البرلمان ضمن النتائج شبه النهائية".
وخسر تيار الحكمة الوطني الذي يقوده رجل الدين الشيعي عمار الحكيم عددا من المقاعد، بعدما كان يملك 28 مقعدا برلمانيا في انتخابات 2010.
وحصل تيار الحكمة بحسب المصدر على "19 مقعدا ضمن النتائج شبه النهائية".
وتقدم تحالف الفتح الذي يضم فصائل الحشد الشعبي في 4 محافظات، كما حل ذات التحالف ثانيا في 5 محافظات أخرى، بينها محافظة صلاح الدين ذات الأغلبية السنية.
وبحسب مراسل الأناضول، فإن ائتلافات يطغى عليها المرشحون الشيعة، تمكنوا من الفوز بمقاعد في محافظات ذات أغلبية سنية، إما لوجود أقليات شيعية بها على غرار نينوى، أو لوجود تحالفات مع أحزاب سنية،
حيث يضم تحالف النصر بقيادة العبادي بعض الكتل السنية، مثل كتلة "بيارق الخير" بزعامة وزير الدفاع السابق خالد العبيدي، أو لأن الحشد العشائري (سني) الموالي للحشد الشعبي، منح أصواته لهذه القوائم بحكم المصالح.
وبحسب المصدر فإن "تحالف الفتح حصل على 47 مقعدا في البرلمان".
وجاء تحالف النصر برئاسة رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي ثالثا في ترتيب الكتل الفائزة، حيث حل بالمرتبة الأولى في محافظة نينوى (ذات الأغلبية السنية)، وبالمرتبة الثالثة في 6 محافظات جنوبية.
ووفقا للمصدر فإن "تحالف النصر حصل على 43 مقعدا في النتائج شبه النهائية".
وأضاف المصدر أن "الحزب الديمقراطي الكردستاني حصل على 25 إلى 27 مقعدا، والاتحاد الوطني الكردستاني على 15 مقعدا ضمن النتائج الأولية غير النهائية".
وتقدم الحزب الديمقراطي الكردستاني بـ 6 مقاعد على الأقل، حيث حصل في انتخابات 2014 على 19 مقعدا، فيما تراجع الحزب الوطني الكردستاني بخسارته لأربع مقاعد، رغم أنه حصل على 19 مقعدا أيضا في الانتخابات السابقة.
وتراجع ائتلاف الوطنية بزعامة إياد علاوي في انتخابات 2018 عن نتائج انتخابات 2010، التي حصل فيها ائتلافه على 21 مقعدا في البرلمان من أصل 329 مقعدا.
وتابع المصدر أن "ائتلاف الوطنية حصل على 22 مقعدا في النتائج شبه النهائية لانتخابات 2018".
ورغم أن النتائج شبه النهائية أظهرت تقدم الائتلاف بمقعد واحد عن الانتخابات السابقة، لكنها موزعة على كتل وأحزاب سياسية أبرزها حزب التجمع المدني للإصلاح بزعامة رئيس البرلمان سليم الجبوري، وائتلاف العربية بزعامة نائب رئيس الوزراء السابق صالح المطلك.
وحصل تحالف "القرار العراقي" بزعامة أسامة النجيفي (رئيس البرلمان الأسبق)، والذي تصدر نتائج الانتخابات في محافظة ديالى (شرق) فقط، بحسب المصدر على "19 مقعدا في البرلمان في النتائج شبه النهائية".
وتشمل هذه النتائج أصوات العسكريين والأمنيين وعناصر قوات الحشد الشعبي.
وأرجأت المفوضية إعلان النتائج في محافظتي كركوك ودهوك (شمال) لحين الانتهاء من تدقيقها.
ومنذ إغلاق صناديق الاقتراع قبل يومين، يحتج التركمان والعرب في كركوك على نتائج مسربة تفيد بتقدم حزب الاتحاد الوطني الكردستاني في المحافظة الغنية بالنفط.
واتهم مسؤولون عرب وتركمان الحزب الكردي بتزوير النتائج عبر برمجة الأجهزة الخاصة بالاقتراع الإلكتروني، لإعطاء نتائج محددة مسبقا لمصلحته، وهو ما ينفيه الحزب.
وأجريت الانتخابات البرلمانية في العراق، السبت، للمرة الأولى بعد هزيمة تنظيم "داعش" أواخر العام الماضي، والثانية منذ الانسحاب العسكري الأمريكي من البلد العربي في 2011.
الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.