بن فرحان: أكدت لعون استمرار وقوف السعودية مع لبنان وشعبه
وزير خارجية السعودية فيصل بن فرحان أكد على ثقة المملكة بالقيادة الجديدة في لبنان، خلال مؤتمر صحفي عقب لقاء الرئيس جوزاف عون
Lebanon
بيروت/ وسيم سيف الدين/ الأناضول
أكد وزير خارجية السعودية فيصل بن فرحان، مساء الخميس، استمرار وقوف المملكة مع لبنان وشعبه، وثقتها في قيادته الجديدة "للشروع بالإصلاحات".
جاء ذلك في مؤتمر صحفي عقده بن فرحان، بقصر بعبدا الرئاسي شرق بيروت، عقب انتهاء مباحثاته مع الرئيس اللبناني جوزاف عون.
وقال بن فرحان: "أكدت لعون استمرار وقوف السعودية مع لبنان وشعبه، وثقتنا الكبيرة به و(برئيس الوزراء المكلف نواف) سلام، للشروع بالإصلاحات وتحقيق الاستقرار".
وأضاف أن السعودية "تنظر بتفاؤل لمستقبل لبنان"، وتعتبر أن "تطبيق الإصلاحات سيعزز ثقة العالم فيه".
كما أعرب عن تفاؤل المملكة بـ"تكاتف المسؤولين اللبنانيين لتعزيز أمن لبنان وسيادته".
ويدعو المجتمع الدولي لبنان إلى إصلاحات تشمل، تشكيل حكومة غير مرتهنة لأي نفوذ خارجي، وحصر السلاح بيد الدولة، ومعالجة الأزمة الاقتصادية الحادة التي تعصف بلبنان منذ سنوات، بما في ذلك ضبط التضخم واستقرار سعر العملة.
إضافة إلى إصلاح النظام القضائي ليصبح أكثر استقلالية ونزاهة، وتنفيذ إصلاحات في القطاعات الحيوية مثل الكهرباء والمياه والاتصالات، ومكافحة الفساد، وتعزيز الشفافية في المؤسسات الحكومية.
بن فرحان، أشار إلى أنه أكد خلال اللقاء مع الرئيس عون، على "أهمية الالتزام باتفاق وقف إطلاق النار، وتطبيق القرار 1701".
ويدعو القرار 1701 الصادر في 11 أغسطس/ آب 2006 إلى وقف كامل للعمليات القتالية بين لبنان وإسرائيل، آنذاك، وإنشاء منطقة خالية من السلاح والمسلحين بين الخط الأزرق (المحدد لخطوط انسحاب إسرائيل من لبنان عام 2000) ونهر الليطاني جنوبي لبنان، باستثناء القوات التابعة للجيش اللبناني وقوة الأمم المتحدة المؤقتة (يونيفيل).
ويأتي تصريح بن فرحان، في هذا الخصوص، تزامنا مع تسريبات لإعلام عبري رسمي عن نية الجيش الإسرائيلي عدم الانسحاب من البلدات التي احتلها في الجنوب اللبناني بحربه الأخيرة خلال المهلة المحددة في اتفاق وقف إطلاق النار والتي تنتهي خلال أقل من 60 ساعة.
ونص اتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل و"حزب الله" في 27 نوفمبر/ تشرين الأول 2024 على إتمام الانسحاب الإسرائيلي من جنوب لبنان في موعد أقصاه 60 يوما من دخول الاتفاق حيز التنفيذ الذي يوافق فجر الأحد المقبل.
من جهته وجه عون خلال لقاء بن فرحان، الشكر للسعودية على "جهودها في مساعدة لبنان، لاسيما لجهة إنهاء الفراغ الرئاسي".
واعتبر أن زيارة بن فرحان، للبنان تعد "رسالة أمل"، متمنيا أن "تتعزز العلاقات الثنائية بين البلدين وتزداد قوة في المجالات كافة".
كما أعرب عن أمله في أن "يعود الإخوة السعوديون إلى لبنان من جديد".
ومنذ سنوات لا تسمح السلطات السعودية بسفر مواطنيها إلى لبنان إلا بموجب تصريح مسبق، وذلك على خلفية توترات أمنية وسياسية شهدها البلد الأخير.
ولفت عون، إلى أن خطاب القسم الذي أدلى به حدد أولويات المرحلة المقبلة بعد تشكيل الحكومة، بما يشمل "إعادة الإعمار (للمناطق المتضررة من الحرب الإسرائيلية)، ومعالجة الوضع الاقتصادي، ودعم الجيش والمؤسَّسات الأمنية".
وفي وقت سابق من مساء الخميس، بدأ بن فرحان، زيارة إلى لبنان تعد الأولى من نوعها منذ 15 عاما.
** لقاء بري
واستهل الوزير السعودي زيارته، التي تدوم لساعات، بلقاء الرئيس عون في قصر بعبدا الرئاسي، قبل أن يلتقي لاحقا في مقر البرلمان بمنطقة عين التينة غربي بيروت، رئيسه نبيه بري.
إذ جرى خلال اللقاء مع بري، "استعراض الأوضاع في لبنان والمنطقة والمستجدات السياسية والعلاقات الثنائية بين لبنان والسعودية"، وفق وكالة الأنباء اللبنانية.
** لقاء ميقاتي
وعقب ذلك، التقى بن فرحان، رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي، في السرايا الحكومية وسط بيروت.
وخلال اللقاء، تمنى ميقاتي، أن "تكون زيارة الوزير بن فرحان، فاتحة لعودة جميع الإخوة السعوديين إلى لبنان".
وقال: "مع بداية عهد الرئيس جوزاف عون، وتكليف نواف سلام، بتشكيل الحكومة الجديدة، فإننا نتطلع بأمل إلى احتضان المملكة لبنان ودعمه في كل المجالات في مرحلة النهوض والتعافي".
وأضاف ميقاتي: "العلاقة الأخوية المتينة التي تجمع بين لبنان والسعودية الشقيقة، زادتها السنوات عمقا ورسوخا وكانت فيها المملكة إلى جانب لبنان دائما، السند والعضد في الملمات، وصمام الأمان الذي حفظ وحدة اللبنانيين، إلى أي طائفة أو مذهب أو فريق سياسي انتموا".
** لقاء سلام
ثم التقي بن فرحان رئيس الحكومة المكلف نواف سلام، في دارة الأخير بمنطقة قريطم في بيروت.
وحسب الوكالة اللبنانية، كان اللقاء مناسبة قدم خلالها الوزير السعودي إلى سلام، التهنئة بتكليفه، وأكد "وقوف المملكة إلى جانب لبنان"، متمنيا على "اللبنانيين تغليب المصلحة العليا على المصالح الضيقة والسير في الإصلاحات الضرورية".
من ناحيته، رحب سلام، بالوزير بن فرحان، مشددا على "دلالة هذه الزيارة بعد 15 سنة على آخر زيارة لوزير خارجية سعودي الى لبنان".
وأكد سلام، على أن "هناك فرصة استثنائية للبنان (لإعادة النهوض والازدهار كما في السابق) يجب عدم تفويتها، وأنه يعمل بالتعاون الكامل مع الرئيس عون على ذلك".
وتحظى زيارة بن فرحان، باهتمام خاصة في الأوساط الإعلامية والسياسية اللبنانية، على اعتبار أنها قد تكون بداية عهد جديد للعلاقات بين البلدين في ظل القيادة اللبنانية الجديدة.
وتولى عون وسلام، منصبيهما في يناير/كانون الثاني الجاري، ما يمثل بداية لمرحلة جديدة في بلد غارق في أزمة مالية منذ عام 2019 ويواجه الآن فاتورة إعادة إعمار بمليارات الدولارات.
وقبل سنوات، مرت العلاقات السعودية اللبنانية بتوترات بسبب ما قالت المملكة إنه "مواقف لبنانية مناهضة" لها على المنابر الإقليمية والدولية، لاسيما من تنظيم "حزب الله"، عقب الاعتداء على سفارتها في العاصمة الإيرانية طهران مطلع 2016.
فيما تعهد الرئيس عون، بعد انتخابه في 9 يناير الجاري، بـ"إقامة أفضل العلاقات مع الدول العربية الشقيقة، وبناء شراكات استراتيجية مع دول المشرق والخليج العربي".
وأعلن حينها أن السعودية ستشكل وجهته الخارجية الأولى "إيمانا بدورها التاريخي في مساندة لبنان والتعاضد معه، وتأكيدا على عمق لبنان العربي كأساس لعلاقات لبنان مع محيطه الإقليمي".
الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.