فلسطين/ الأناضول

شارك مسؤولون أتراك وسفراء دول عربية وأجنبية وممثلي المجتمع المدني التركي، السبت، في فعالية إحياء لـ"اليوم العالمي للتضامن مع الشعب الفلسطيني"، الموافق 29 نوفمبر/ تشرين الثاني.

جاء ذلك في بيان صدر عن سفارة دولة فلسطين لدى تركيا، قالت فيه، إنها أحيت هذا اليوم بالتعاون مع "وزارة الخارجية التركية وبعثتي الأمم المتحدة للبرنامج الإنمائي وجامعة الدول العربية لدى تركيا".

ونظّمت السفارة، وفق البيان، هذه الفعالية في العاصمة أنقرة وسط حضور أيضا من عدد من الجرحى الفلسطينيين الذين استقبلتهم تركيا للعلاج إثر إصابتهم خلال حرب الإبادة الإسرائيلية المتواصلة بغزة منذ 7 أكتوبر 2023.

وبدأت الفعالية بـ"الوقوف دقيقة صمت حدادا على أرواح الشهداء" وبث النشيدين الوطنيين التركي والفلسطيني.

وتخللت الفعالية، بحسب البيان، عرض فيلم وثائقي "لقصة فلسطين تنزف الدماء في ظل صمت المجتمع الدولي والممارسات الإسرائيلية العدوانية على الشعب والأرض الفلسطينية".

وفي 29 نوفمبر من كل عام، تشهد عدد من دول العالم تنظيم فعاليات تضامنية مع الشعب الفلسطيني وحقوقه المنتهكة من قبل إسرائيل؛ لإحياء اليوم العالمي للتضامن مع الشعب الفلسطيني، الذي أقرته الأمم المتحدة عام 1977.

**تضامن مع فلسطين

وفي كلمته خلال الفعالية، نقل سفير دولة فلسطين لدى تركيا فائد مصطفى، رسالة الرئيس الفلسطيني محمود عباس، التي قال فيها: "شعب فلسطين أثبت للعالم بأسره أنه لا يمكن كسر إرادته، ولا يمكن سحق تطلعه للحرية ، أو فرض الاستسلام عليه".

وثمن عباس "مواقف جميع الدول العربية والإسلامية والدول الصديقة التي أيدت نضالنا المشروع، ووقفت إلى جانب حقوقنا العادلة، واعترفت بدولة فلسطين".

كما أشاد بدور الدول التي ساعدت فلسطين في "تحقيق تلك الانتصارات السياسية والقانونية والأخلاقية بالعضوية الكاملة في العديد من المنظمات الدولية"، وفق ما نقله البيان.

كما شكر عباس الدول التي "بادرت في طرق باب العدالة الدولية من خلال التوجه لمحكمة العدل الدولية لوقف الظلم الفاضح على أرض فلسطين وفي مقدمتها دولة جنوب أفريقيا، وكل الدول التي انضمت إليها لاحقا".

وفي 29 ديسمبر/ كانون الأول 2023، رفعت جنوب إفريقيا دعوى قضائية أمام محكمة العدل الدولية تتهم فيها إسرائيل بارتكاب جرائم إبادة جماعية في غزة، حيث انضمت إليها لاحقا 10 دول من بينها تركيا.

وفي ختام الكلمة، شدد عباس على "الروابط الأخوية بين البلدين الفلسطيني والتركي"، مشيدا "بمواقفهم الثابتة تجاه القضية الفلسطينية"، بحسب البيان.

كما استعرض مصطفى خلال كلمته "مجمل ممارسات إسرائيل العدوانية ضد الشعب والأرض والمقدسات بفلسطين"، بحسب البيان.

وقال البيان إن مصطفى "أكد على أن الشعب الفلسطيني مصمم على أن يعيش في دولة حرة مستقلة بكامل السيادة، ولن يقبل بأقل من الحقوق الوطنية كاملة كما عرفتها الشرعية الدولية وأن لا شيء في حياتنا جدير بأن نقاوم ونضحي من أجله سوى الحرية والكرامة".

وندد في كلمته بحالة الصمت الدولي إزاء استمرار "المحرقة والمقتلة والإبادة الفلسطينية"، قائلا: "دمنا في أعناق هذا العالم الصامت في جزء منه، والمنافق والمنحاز لبوصلة الظلم والقتل والتجويع في جزء آخر منه، فهم شركاء كذلك في قتلنا وذبحنا وتعذيبنا".

بدوره، استذكر منسق الأمم المتحدة المقيم في تركيا باباتوندي أهونسي، رسالة الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش التي قال: "المجتمع الدولي يقف في هذا اليوم من كل عام متضامنا مع كرامة الشعب الفلسطيني وحقوقه وعدالة قضيته وتقرير مصيره".

وأضاف في كلمة خلال الفعالية، وفق ما نقله البيان: "قال غوتيريش لقد آن الأوان لوقف فوري لإطلاق النار والإفراج غير المشروط عن جميع الرهان وإنهاء الاحتلال غير القانوني للأرض الفلسطينية بحسب ما أكدت محكمة العدل الدولية والجمعية العامة وإحراز تقدم في حل الدولتين بما يتماشى مع القانون الدولي وقرارات الأمم المتحدة حيث تعيش إسرائيل وفلسطين جنبا إلى جنب في سلام وأمن والقدس عاصمة للدولتين".

من جانبه، جدد السفير عبد الحميد الحمزة، رئيس بعثة جامعة الدول العربية لدى أنقرة، التأكيد على "حق الشعب الفلسطيني التاريخي والطبيعي غير القابل للتصرف في تقرير مصيره وإقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية"، وفق ما نقله البيان.

وتابع مشددا على "تمسك المجتمع الدولي وشعوبه الحرة بالثوابت التي أرستها قرارات الشرعية الدولية خاصة مبدأ حل الدولتين الذي يقع على العالم بأسره مسؤولية المحافظة عليه من الانهيار ومحاولات حكومة الاحتلال المستمرة لتقويضه

وأشار في كلمته إلى "التطورات الخطيرة التي تعصف بالقضية الفلسطينية في ظل تواصل سلطات الاحتلال الإسرائيلي سياساتها ومخططاتها لتقويض كل آمال وجهود تحقيق السلام، بتحدٍ صارخ لقرارات وقوانين وإرادة المجتمع الدولي".

وبدعم أمريكي ترتكب إسرائيل منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023 إبادة جماعية بغزة، خلفت أكثر من 149 ألف قتيل وجريح فلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 10 آلاف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قتلت عشرات الأطفال والمسنين، في إحدى أسوأ الكوارث الإنسانية بالعالم.

وتواصل إسرائيل مجازرها متجاهلة قرار مجلس الأمن الدولي بإنهائها فورا، وأوامر محكمة العدل الدولية باتخاذ تدابير لمنع أعمال الإبادة الجماعية وتحسين الوضع الإنساني الكارثي بغزة.