تطبيع البحرين.. إجماع فلسطيني على تحميل المسؤولية للجامعة العربية (محصلة)
ما بين "خيانة للقدس والمسجد الأقصى والقضية الفلسطينية"، و"مباركة لصفقة القرن المزعومة"، و"سعي للحفاظ على العروش والمصالح"، تنوعت أسباب الرفض الفلسطيني الرسمي والشعبي والفصائلي الواسع، للتطبيع البحريني.
Ramallah
إسطنبول / الأناضول
ـ قيادي بفتح: "ما حدث في الجامعة فتح شهية باقي العرب للتطبيع مع الاحتلال"ـ الجبهة الديمقراطية: "إخفاق الجامعة العربية في أن تتخذ أي موقف يمنع خطوة الإمارات، فتح الباب لمثل هذه الهرولة المتواصلة"
ـ حماس: "إصرار على تطبيق بنود صفقة القرن التي تصفي القضية الفلسطينية"
ـ منظمة التحرير: "طعنة أخرى غادرة توجه إلى ظهر الشعب الفلسطيني"
ما بين "خيانة للقدس والمسجد الأقصى والقضية الفلسطينية"، و"مباركة لصفقة القرن المزعومة"، و"سعي للحفاظ على العروش والمصالح"، تنوعت أسباب الرفض الفلسطيني الرسمي والشعبي والفصائلي الواسع، للتطبيع البحريني.
غير أن القاسم المشترك لدى معظم المواقف الفلسطينية، كان الإجماع على أن الموقف "المائع" للجامعة العربية بخصوص التطبيع الإماراتي الذي جرى قبل شهر، وفشلها في اعتماد قرار عربي يدين هذا التطبيع، كان السبب الرئيسي وراء خطوة المنامة، كما أنه فتح شهية الضعفاء للسير في هذا الطريق.
وفي وقت سابق الجمعة، أعلنت البحرين التوصل إلى اتفاق على إقامة علاقات دبلوماسية كاملة مع إسرائيل، برعاية أمريكية، وهو ما أعلنه أيضا الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، ورحب به رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.
** القيادة الفلسطينية
اتفاق اعتبرته، القيادة الفلسطينية، في بيان "خيانة للقدس والأقصى والقضية الفلسطينية"، وطالبت البحرين "بالتراجع عنه، لما يلحق بالضرر للشعب الفلسطيني وقضيته".
وقالت: "نعلن رفضنا واستنكارنا الشديدين لإعلان التطبيع الثلاثي الأمريكي الإسرائيلي البحريني".
** الخارجية الفلسطينية
فيما أعلنت الخارجية الفلسطينية، في بيان، أن وزيرها "رياض المالكي، استدعى السفير في المنامة، للتشاور وبحث الخطوات الضرورية حيال اتفاق التطبيع".
** حركة حماس
واعتبرت حركة المقاومة الإسلامية "حماس"، أن تطبيع علاقات البحرين مع إسرائيل "إصرار على تطبيق بنود صفقة القرن التي تصفي القضية الفلسطينية".
وقال المتحدث باسم الحركة حازم قاسم، للأناضول: "انضمام هذه الدول لمسار التطبيع يجعلها شريكة في صفقة القرن (الأمريكية)، التي تشكل عدوانا على شعبنا".
وأضاف: "هذا المسار بالتأكيد يشكل ضررا بالغا على القضية الفلسطينية، ودعما للاحتلال والرواية الصهيونية".
فيما اعتبر رئيس الدائرة الإعلامية في حركة حماس بمنطقة الخارج رأفت مرة، أن "الإعلان عن اتفاق سلام جديد وعلاقات دبلوماسية بين مملكة البحرين والكيان الصهيوني، هو تنكر للقضية الفلسطينية واستسلام للاحتلال وخروج عن الإجماع العربي".
واستنكر مرة، في بيان: "هذه الاتفاقيات التي ستكون فقط في خدمة الاحتلال الإسرائيلي وسياساته العدوانية".
** منظمة التحرير
من جانبه، أوضح عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير، أمين عام جبهة التحرير الفلسطينية، واصل أبو يوسف، أن الاتفاق "طعنة أخرى غادرة، توجه إلى ظهر الشعب الفلسطيني، من خلال هذا التطبيع الذي يجري مع دولة عربية أخرى هي البحرين".
وأضاف للأناضول: "أول أمس (الأربعاء) في اجتماع الجامعة العربية، كان واضحا تماما أن العديد من الدول العربية تحاول إجهاض نص مشروع قرار إدانة الإمارات لتطبيعها مع الاحتلال، ما أكد بما لا يدع مجالا للشك، أن دولا أخرى تحذو حذو الإمارات للأسف".
والأربعاء، أسقط وزراء الخارجية العرب، مشروع قرار قدمته فلسطين، يدين اتفاق التطبيع بين الإمارات وإسرائيل، بحسب السفير الفلسطيني المناوب لدى الجامعة مهند العكلوك.
** الجبهة الديمقراطية
من جهته، قال عضو المكتب السياسي للجبهة الديمقراطية قيس عبد الكريم، إن "إخفاق الجامعة العربية في أن تتخذ أي موقف يمنع خطوة الإمارات، فتح الباب لمثل هذه الهرولة المتواصلة".
وأضاف للأناضول: "هذه الهرولة من نظم عربية أخرى خصوصا في الخليج هي من أجل وضع مبادرة السلام العربية خلف ظهرها، والتنصل من التزاماتها بالتضامن العربي وأيضا القضية الفلسطينية".
** حركة فتح
بدوره، قال مسؤول الإعلام بمفوضية التعبئة والتنظيم التابعة لحركة فتح منير الجاغوب، للأناضول "من الواضح أن ما حدث في الجامعة العربية فتح شهية باقي العرب للتطبيع مع الاحتلال".
** الجهاد الإسلامي
وفي نفس الاتجاه، قال المتحدث باسم حركة الجهاد الإسلامي داود شهاب، للأناضول: "هذا الاتفاق هو سقوط سياسي جديد ومتوقع، بعد أن باتت الجامعة العربية راعية للخروج عن الإجماع العربي".
وأضاف أن الاتفاق "إعلان يعكس الوصاية الأمريكية على البحرين التي يتصرف ملكها وحكومتها بتعليمات وأوامر أمريكية".
** المبادرة الديمقراطية
أما الأمين العام لحركة المبادرة الوطنية الفلسطينية مصطفى البرغوثي، فقال للأناضول إن "اتفاق التطبيع البحريني الإسرائيلي طعنة في ظهر الشعب الفلسطيني".
** الجبهة الشعبية
بدورها، أدانت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، هذا الاتفاق، وقالت في بيان، إن "تساقط الحكام العرب أتباع أمريكا وعبيدها، بالتفريط بالحقوق العربية والقضية الفلسطينية لن يضمن لهم مصالحهم وحماية عروشهم كما يتوهمون، فالتاريخ قال كلمته مع كل من خان شعبه وأمته".
وأضافت أن "استسهال التفريط والخيانة من قبل بعض الحكام العرب وآخرهم حكام البحرين، والمساومة على المصالح العليا للأمة العربية وقضيتها المركزية، قضية فلسطين، يستدعي لهذا التسابق على الخيانة المتلاحقة من بعض حكام العرب، حماية لمصالح شعوبنا، وردعا لمن يفكر بالسير على هذا الطريق".
** حنان عشراوي
من ناحيتها، قالت عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية حنان عشراوي، إن "إجبار العرب على التطبيع مع إسرائيل لن يجلب السلام أو الكرامة".
وخاطبت عشراوي، الرئيس الأمريكي في تغريدة قائلة: "إذا كنت ترغب حقا في دفع قضية السلام والكرامة والفرص الاقتصادية للشعب الفلسطيني، ماذا عن إنهاء الاحتلال الإسرائيلي الذي لا يرحم، وسرقته لأرضنا ومواردنا؟".
وجاء التطبيع البحريني، بعد نحو شهر من إعلان الإمارات اتفاقا مماثلا، حيث يرى مراقبون أن المنامة تابعة لأبوظبي.
وفي 13 أغسطس/ آب الماضي، توصلت الإمارات وإسرائيل، إلى اتفاق لتطبيع العلاقات بينهما، قوبل بتنديد فلسطيني واسع، حيث اعتبرته الفصائل والقيادة الفلسطينية، "خيانة" من أبوظبي و"طعنة" في ظهر الشعب الفلسطيني.
وبعد إعلان ترامب، ستكون البحرين الدولة العربية الرابعة التي وقعت أو اتفقت على توقيع اتفاقية تطبيع مع إسرائيل، بعد مصر (1979) والأردن (1994) والإمارات (2020).