دولي, الدول العربية, سوريا

توتر أمني بجرمانا السورية ونتنياهو يوجه بالتحضير لـ"حماية الدروز

في تصعيد جديد من حكومة نتنياهو ضد الإدارة الجديدة في سوريا التي تطالب بوقف الانتهاكات الإسرائيلية المتواصلة لسيادة البلاد

Said Amori  | 01.03.2025 - محدث : 02.03.2025
توتر أمني بجرمانا السورية ونتنياهو يوجه بالتحضير لـ"حماية الدروز

Quds

القدس/ سعيد عموري/ الأناضول

تشهد مدينة جرمانا، قرب العاصمة السورية دمشق، خلال الساعات الأخيرة، توترات أمنية افتعلتها إحدى الميلشيات التي ترفض التخلي عن سلاحها.

فيما وجه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، ووزير الدفاع في حكومته يسرائيل كاتس، مساء السبت، الجيش بـ"التحضير لحماية" تلك المدينة التي وصفها بـ"الدرزية".

يأتي ذلك في تصعيد جديد من حكومة نتنياهو ضد الإدارة الجديدة في سوريا، التي تطالب بوقف الانتهاكات الإسرائيلية المتواصلة لسيادة البلاد.

فيما لما يصدر عن دمشق تعقيب رسمي بالخصوص حتى الساعة 19:45 ت.غ.

وتعد جرمانا مدينة متنوعة ديموغرافيا، حيث تضم نسيجا سكانيا من كل من الدروز، والمسيحيين، والمسلمين (سنة وشيعة).

** توترات أمنية

وشهدت هذه المدينة، مساء الجمعة، توترات أمنية أدت إلى مقتل أحد عناصر الأمن السوري، على يد مليشيا مسلحة مرتبطة بالنظام السابق تدعى "درع جرمانا".

ووفق ما نقلته وكالة الأنباء السورية "سانا"، عن مدير مديرية أمن ريف دمشق المقدم حسام الطحان، فإنه "أثناء دخول عناصر تابعة لوزارة الدفاع إلى جرمانا بهدف زيارة أقاربهم، تم إيقافهم عند حاجز يتبع لما يُعرف بدرع جرمانا ومنعهم من الدخول بسلاحهم".

وأضاف الطحان: "بعد تسليم عناصر وزارة الدفاع أسلحتهم تعرضوا للضرب والشتائم من قبل عناصر الحاجز، قبل أن يتم استهداف سيارتهم بإطلاق نار مباشر".

وتابع: على خلفية حادثة إطلاق النار من حاجز بجرمانا قتل أحد العناصر على الفور، فُيما أصيب آخر وأسره عناصر الحاجز.

ولفت الطحان، إلى أنه أعقب ذلك "هجوم على قسم الشرطة في المدينة حيث تم طرد عناصر القسم وسط إطلاق الشتائم بحقهم وسلب أسلحتهم، ورغم إنكار درع جرمانا في البداية احتجاز العنصر الأسير إلا أنه تم تسليمه لاحقا بعد التواصل مع الوجهاء".

وأكد على مواصلة قوات الأمن جهودها بالتعاون مع الوجهاء في المدينة لملاحقة جميع المتورطين في حادثة إطلاق النار.

وتابع الطحان مشددا: "لن نسمح لأي جهة كانت بالتعدي على وحدة سوريا، ومشكلتنا الوحيدة تقتصر على من ارتكبوا الهجوم والاعتداء، فيما ندعو أصحاب العقول إلى إدراك أن هذا الطريق يهدد أمن واستقرار ووحدة البلاد".

** تدخل إسرائيلي

ودخلت إسرائيل على خط هذه التوترات الأمنية.

إذ قالت هيئة البث العبرية الرسمية إن نتنياهو وكاتس "وجها الجيش بالتحضير لحماية منطقة جرمانا الدرزية"، التي تقع على بُعد حوالي 60 كيلومترا من الحدود الإسرائيلية.

وأشارت الهيئة إلى أن مكتب نتنياهو هدد عبر بيان، بعدم السماح للإدارة الجديدة في سوريا بـ"المساس بالدروز" هناك.

وأضاف: "إذا تعرض الدروز (في سوريا) للأذى، فسنرد على ذلك".

** لم نطلب حماية إسرائيل

من جانبه، أبدى ربيع منذر، عضو مجموعة العمل الأهلي في جرمانا، عبر تصريحات متلفزة، رفضه لتدخل إسرائيل في الأحداث بمدينته.

وقال: "نحن نعيش في جرمانا منذ مئات السنين، ولم نطلب الحماية من أحد، فما يحمينا هو النسيج الاجتماعي السوري، الذي نعتبر أنفسنا جزءا أصيلا منه".

وتعكس تصريحات المسؤولين الإسرائيليين بشأن سوريا غضبا من تولي الإدارة الجديدة لزمام الأمور فيها، بعد إسقاط نظام الأسد، في 8 ديسمبر/ كانون الأول 2024، التي تشير تقارير إعلامية وتصريحات مسؤولين إلى أن إسرائيل لم ترغب يوما بسقوطه و"كانت ترى فيه لاعبا مفيدا".

وما عزز هذا الاعتقاد بحالة "التعايش والتناغم" بين نظام الأسد وإسرائيل، قيام الأخيرة، وفور سقوط النظام، بقصف مئات الأهداف ومخزونات الأسلحة الاستراتيجية التابعة للجيش السوري السابق خشية وصولها لقوات الإدارة الجديدة.

كما استغلت إسرائيل الوضع الجديد في سوريا بعد سقوط نظام الأسد، حيث احتلت المنطقة السورية العازلة، وأعلنت انهيار اتفاقية فض الاشتباك مع سوريا لعام 1974.

وتؤكد السلطات الجديدة في سوريا على حقوق كل الطوائف، وتشدد على عدم المساس بها في إطار وطن موحد.

وتقول إن المشكلة في جرمانا، وفي بعض مناطق البلاد، ليست مع طائفة إثنية معينة، وإنما مع الميلشيات التي ترفض التخلي عن السلاح، وتواصل إثارة القلاقل الأمنية.

وفي سياق التدخلات المتصاعدة في الشأن السوري، قال نتنياهو، خلال مؤتمر صحفي في 24 فبراير/ شباط المنصرم، إن إسرائيل "لن تقبل بأي تهديد لأبناء الطائفة الدرزية في جنوب سوريا"، على حد زعمه.

وأضاف أن تل أبيب "لن تسمح" للجيش السوري الجديد بالانتشار إلى الجنوب من دمشق.

الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.
المواضيع ذات الصلة
Bu haberi paylaşın