الدول العربية, بروفايلات, فلسطين

حسين الشيخ.. الرجل الثاني في هرم القيادة الفلسطينية (بروفايل)

بين مسيرة سياسية امتدت لعقود وسنوات قضاها في العمل التنظيمي والأمني والدبلوماسي، يقف حسين الشيخ، اليوم على أعتاب واحدة من أعلى المناصب القيادية الفلسطينية، بعدما عينه الرئيس الفلسطيني محمود عباس نائبا له.

Awad Rjoob  | 27.04.2025 - محدث : 27.04.2025
حسين الشيخ.. الرجل الثاني في هرم القيادة الفلسطينية (بروفايل)

Ramallah

رام الله/ عوض الرجوب/ الأناضول

- الخميس قرر المجلس المركزي الفلسطيني خلال ختام دورته الـ32 استحداث منصب نائب رئيس اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير، نائب رئيس دولة فلسطين
-صادقت اللجنة التنفيذية السبت على ترشيح الرئيس عباس للشيخ لهذا المنصب
- ولد حسين شحادة محمد الشيخ في 14 ديسمبر 1960 برام الله، لعائلة فلسطينية لاجئة
- اعتقل الجيش الإسرائيلي الشيخ وقضى 11 عاما، حتى الإفراج عنه عام 1989 خلال ذروة انتفاضة الحجارة
- تولى عضوية القيادة الوطنية الموحدة للانتفاضة الأولى ثم أصبح نائبا لرئيس اللجان السياسية للضفة الغربية وقطاع غزة والقدس
- في عام 1993 شارك في تأسيس اللجان السياسية في الضفة الغربية وقطاع غزة بعد اتفاقيات أوسلو

بين مسيرة سياسية امتدت لعقود وسنوات قضاها في العمل التنظيمي والأمني والدبلوماسي، يقف حسين الشيخ، اليوم على أعتاب واحدة من أعلى المناصب القيادية الفلسطينية، بعدما عينه الرئيس الفلسطيني محمود عباس نائبا له.

رحلة الشيخ، التي بدأت مع بدايات الاحتلال الإسرائيلي للضفة الغربية، شكلت مسارا حافلا بالاعتقال والنضال والمفاوضات، وصولا إلى موقعه الحالي وسط تحولات داخلية وإقليمية فارقة، في ظل حرب دامية تشهدها غزة وتصاعد التوتر في الضفة الغربية.

**استحداث المنصب

والخميس، قرر المجلس المركزي الفلسطيني، خلال ختام دورته الـ32، استحداث منصب نائب رئيس اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير، نائب رئيس دولة فلسطين، بحيث يعين من بين أعضاء اللجنة التنفيذية بترشيح من رئيسها ومصادقة أعضائها، مع صلاحية تكليفه بمهام وإعفائه أو قبول استقالته.

وبحسب وكالة الأنباء الفلسطينية الرسمية "وفا"، صادقت اللجنة التنفيذية، السبت، على ترشيح الرئيس عباس للشيخ، لهذا المنصب.

يذكر أن المجلس المركزي هو هيئة دائمة منبثقة عن المجلس الوطني الفلسطيني (أعلى هيئة تشريعية لمنظمة التحرير) ويضم 188 عضوا.

**النشأة والمسيرة المبكرة

ولد حسين شحادة محمد الشيخ، في 14 ديسمبر/كانون الأول 1960، بمدينة رام الله، وسط الضفة الغربية، لعائلة فلسطينية لاجئة من قرية دير طريف المهجرة، بقضاء الرملة (وسط)، وهو متزوج وأب لأربعة أبناء.

عاصر الشيخ، في طفولته احتلال الضفة الغربية عام 1967، والتحق قبيل بلوغه سن الشباب بحركة "فتح"، ليعتقله الاحتلال الإسرائيلي لاحقا ويقضي 11 عاما في السجون، حتى الإفراج عنه عام 1989 خلال ذروة انتفاضة الحجارة.

**من الميدان إلى المفاوضات

بعيد الإفراج عنه، تولى عضوية القيادة الوطنية الموحدة للانتفاضة الأولى، ثم أصبح نائبا لرئيس اللجان السياسية للضفة الغربية وقطاع غزة والقدس، وهي أطر تمثيلية لكوادر منظمة التحرير في الأرض المحتلة.

واصل القيادي الفلسطيني مشواره السياسي وصولا إلى مواقع قيادية ومسؤوليات متعددة مع بدء المفاوضات السياسية بين منظمة التحرير الفلسطينية وإسرائيل والتي أسفرت عن مؤتمر مدريد للسلام في 1991 ثم اتفاق أوسلو في 1993، الذي أفضى إلى إقامة السلطة الفلسطينية في 1994.

ففي 1993، شارك في تأسيس اللجان السياسية في الضفة الغربية وقطاع غزة بعد اتفاقيات أوسلو.

وفي 1994، أصبح عقيدا في جهاز الأمن الوقائي المستحدث مع إقامة السلطة الفلسطينية، ثم تولى في 1999، أمانة سر حركة فتح في الضفة الغربية، وأصبح الناطق باسمها.

**أدوار متقدمة

بين 2007 و2023، ترأس الشيخ، لجنة التنسيق المدنية العليا مع الجانب الإسرائيلي، ورئاسة الهيئة العامة للشؤون المدنية برتبة وزير، وهي الجهة الفلسطينية الرسمية المعنية بالشؤون المدنية مع إسرائيل.

في 2008، انتخب عضوا في اللجنة المركزية لحركة فتح خلال مؤتمرها السادس، وأُعيد انتخابه في 2016.

ومنذ 2017، كان عضوا في لجنة الحوار الوطني الفلسطيني، المعنية بملف المصالحة الداخلية وإنهاء الانقسام بين الضفة الغربية وقطاع غزة.

**مهام داخل منظمة التحرير

في فبراير/ شباط 2022، انتخبه المجلس المركزي عضوًا في اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير.

وفي مايو/ أيار من العام ذاته، كلفه الرئيس عباس، بمهام أمين سر اللجنة التنفيذية خلفا للراحل صائب عريقات، إضافة إلى رئاسته دائرة شؤون المفاوضات بالمنظمة، وعضويته في المجلسين الوطني والمركزي.

ومَثل الشيخ، السلطة الفلسطينية ومنظمة التحرير في عدة مؤتمرات إقليمية ودولية، وفي السنوات الأخيرة تكرر ظهوره إلى جانب الرئيس الفلسطيني في كثير من الجولات الخارجية والزيارات الرسمية، واستقباله مسؤولين من أنحاء العالم في مكتبه برام الله.

يشير الموقع الإلكتروني للشيخ، إلى مشاركته، بصفته مسؤولًا عن الشؤون المدنية في السلطة الفلسطينية، في توقيع عدة اتفاقيات، من بينها اتفاقية المعابر الفلسطينية المشتركة مع الدول المجاورة للحدود الفلسطينية ومع إسرائيل عام 2005، إضافة إلى اتفاقيات أخرى في قطاعات الاتصالات والبريد والمياه والكهرباء.

كما أدار الشيخ، خلال رئاسته الهيئة العامة للشؤون المدنية، عدة ملفات مهمة، منها جمع شمل العائلات الفلسطينية، واسترجاع جثامين فلسطينيين احتُجزت لدى الاحتلال الإسرائيلي، وتنظيم تصاريح زيارة إلى فلسطين للأجانب والفلسطينيين الذين لا يحملون جواز سفر فلسطيني، إضافة إلى التنسيق لاستصدار تصاريح لمؤسسات السلطة والمجتمع المدني للتنقل بين قطاع غزة والضفة الغربية.

**نشاط اجتماعي ودولي

اجتماعيا، يتولى الشيخ رئاسة "نادي شباب البيرة" منذ 2010 وحتى اليوم.

وفور الإعلان عن تعيينه، نائبا للرئيس، توالت ردود الأفعال المرحبة وفي مقدمتها تركيا والسعودية والإمارات والأردن ومصر.

ويأتي تولي الشيخ، في ظرف فلسطيني خاص حيث ترتكب إسرائيل بدعم أمريكي مطلق منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023 إبادة جماعية بغزة، خلّفت أكثر من 168 ألف قتيل وجريح من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود.

وبالتوازي مع حرب الإبادة الجماعية في غزة صعّد الجيش الإسرائيلي والمستوطنون اعتداءاتهم بالضفة الغربية، بما فيها القدس الشرقية، ما أدى إلى مقتل أكثر من 958 فلسطينيا، وإصابة قرابة 7 آلاف، إضافة إلى تسجيل 16 ألفا و400 حالة اعتقال، وفق معطيات فلسطينية.

الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.