زلزال المغرب.. حكاية شاب فقد 12 شخصا من أقربائه (قصة إنسانية)
-تيخيت.. قرية بإقليم شيشاوة وسط المملكة، تحولت إلى ركام خلال لحظات بسبب الزلزال.
Rabat
الرباط/ الأناضول
-تيخيت.. قرية بإقليم شيشاوة وسط المملكة، تحولت إلى ركام خلال لحظات بسبب الزلزال.-إبراهيم ادجار للأناضول: فقدت 12 من عائلتي ولا نملك إلا الصبر.
-الشاب عزيز، أحد أفراد الوقاية المدنية للأناضول: جغرافية القرية الوعرة صعبت من عمليات الإنقاذ وتقديم الدعم
الطريق المؤدية إلى قرية "تيخيت" بإقليم شيشاوة وسط المغرب، مغامرة بحد ذاتها قبل وقوع الزلزال، فالحجارة تتساقط من الجبال، وبعد الزلزال، سقطت أحجار بحجم الغرف وسط الطريق المؤدية لها.
الطريق ملتوية وخطيرة وبعضها غير معبدة، وبمجرد الوصول إلى قرية "تيخيت" يظهر حجم الكارثة للعيان.
** تيخيت
تقع "تيخيت" فوق جبل، وقد انهارت بكاملها بسبب الزلزال المروّع، وكأنها لم تكن لها قائمة، وقد نصبت الوقاية المدنية الخيام، والعائلات تبحث عن بريق أمل، في حين اختارت عائلات أخرى الجلوس تحت الأشجار للهروب من لهيب الشمس تحت وقع الصدمة.
في ظل كل ذلك، يجلس إبراهيم أدجار (23 سنة) فوق ركام منزله، ولم يستوعب بعد كيف فقد 12 من أفراد أسرته دفعة واحدة، وعيناه ت أنه مر بفترة صعبة.
قال أدجار للأناضول: "فقدت 12 من عائلتي، لا نملك من الأمر شيئا، ما علينا إلا الصبر، ونحتسب أمرنا لله، وإنا لله وإنا إليه راجعون".
يحاول إبراهيم أن يبقى قويا رغم أن نظراته تبين غير ذلك.
وأضاف والحسرة بيّنة على وجهه "فقدت أخي الذي قضى مع ابنيه الصغيرين، وجدي وجدتي، وعمي وزوجته وأبناءهم، ولا حول ولا قوة إلا بالله".
بالكاد يحكي إبراهيم عن قصته الحزينة، حيث نجا من الموت بعدما كان خارج القرية مع أصدقائه، ليسمعوا آثار الزلزال ويعاينوا قريتهم وهي تتحول إلى ركام في رمشة عين، حسب قوله.
يؤكد إبراهيم أنه في اللحظات الأولى لم يكن يدري أهو في حلم أم حقيقة بسبب هول الكارثة، لكنه سرعان ما انخرط طوال الليل في البحث عن مفقودين لعله يظفر بشيء ما، في حين لم يتمكن آخرون من ذلك.
** صعوبة البحث
أحد أفراد الوقاية المدنية المكلفين بالبحث، يقوم بجولة لعله يجد مؤشرات على وجود أحد الأحياء، فالرائحة تزكم الأنوف، خاصة أن المباني انهارت على البشر والحيوانات بالقرية.
فطريقة البناء المتكونة من طوب جعلت عمليات البحث صعبة للغاية، خاصة أن انهيار الطوب لا يترك منافذ للأكسجين، ووجود القرية فوق جبل جعل من عملية الإنقاذ ضربا من المستحيل.
خلال اليومين الأولين من الزلزال، فاقت حصيلة الوفيات في القرية 60، وهي مرشحة للارتفاع لأن إجمالي السكان يزيد عن 170 فردا.
** أمل
رجال الوقاية المدنية يبحثون بين الركام رغم صعوبة الأمر، حيث توقع الشاب عزيز وهو أحد أفراد الوقاية المدنية، استمرار عمليات إنقاذ المواطنين.
وأوضح للأناضول، أن جغرافية القرية صعبت من جلب الجرارات للمساعدة في إزالة الركام.
ترك الزلزال المدمر الذي ضرب مدنا و قرى في المغرب، وراءه أضرارا كبيرة طالت الجوانب المعيشية، مسببا الكثير من المآسي الإنسانية والصعوبات خاصة لدى سكان الأرياف.
وباستثناء مدينة مراكش (وسط) التي شهدت انهيار عدة مبان، فإن الملاحظ أن الزلزال خلف خسائر وأضرارا كبيرة بالقرى دون المدن، وفق مراسل الأناضول وشهود عيان.
وضرب الزلزال الذي بلغت قوته 7 درجات على مقياس ريختر ومركزه منطقة الحوز (وسط)، مساء الجمعة، عدة مدن أبرزها مراكش وأغادير وتارودانت (وسط)، ووصل ارتدادها إلى العاصمة الرباط والدار البيضاء ومكناس وفاس (شمال)، وتسبب بسقوط 2497 قتيلا و2476 جريحا وفق حصيلة غير نهائية.