سوريا.. فريق الأناضول يرصد "غرفة الإعدام" في سجن صيدنايا
يُنقل المعتقلون في منتصف الليل، مع تغطية عيونهم، إلى "غرفة الإعدام" الواقعة في الزاوية الجنوبية الشرقية من "البناء الأبيض"، حيث يتم إبلاغهم فقط قبل دقائق من الإعدام بالحكم عليهم بالموت..
Damascus
دمشق/ الأناضول
رصد فريق من وكالة الأناضول ما يُعرف بـ"غرفة الإعدام" في سجن صيدنايا، أحد مراكز التعذيب في العاصمة السورية دمشق إبان عهد نظام الأسد المخلوع.
وبعد الإطاحة بنظام البعث في سوريا الذي دام حكمه 61 عاما، طفت على السطح قضية السجون التي تم فيها احتجاز المعتقلين خلال الحرب السورية، وتعرضوا فيها للتعذيب ولانتهاكات ممنهجة ضد حقوق الإنسان.
ومن بين هذه السجون، سجن صيدنايا التابع لوزارة الدفاع في النظام المخلوع.
ويحتوي مجمع السجن على منشأتين مختلفتين للاحتجاز تُسمى إحداهما "البناء الأبيض" والأخرى "البناء الأحمر".
رصد "غرفة الإعدام" التابعة لنظام الأسد
— Anadolu العربية (@aa_arabic) January 9, 2025
◼️ وكالة الأناضول حددت موقع "غرفة الإعدام" في سجن صيدنايا، حيث يتم إعدام المعتقلين
🗨️ نائب مدير عام وكالة الأناضول، رئيس التحرير العام يوسف أوزهان:
"كما هو معروف، يُعد سجن صيدنايا من بين الأماكن التي شهدت أشد الجرائم التي ارتكبها نظام الأسد… pic.twitter.com/BdAdrbf8Fo
كان المعتقلون الذين يُنقلون إلى السجن بواسطة شاحنات تُعرف بـ"برادات اللحوم"، يتعرضون للعنف الجسدي من قبل المسؤولين في السجن فور وصولهم إلى المجمع.
ووفق تقرير لمنظمة العفو الدولية، يشكل المدنيون الذين تم اعتقالهم منذ عام 2011 معظم المحتجزين في "البناء الأحمر"، بينما يضم "البناء الأبيض" الضباط والجنود الذين تم احتجازهم بتهمة "الخيانة" للنظام.
بالعموم كان يتم نقل المعتقلين إلى هذين البناءين بعد محاكمات غير عادلة في أحد المحاكم العسكرية بمنطقة المزة في دمشق.
وحسب شهادات من معتقلين وموظفين سابقين في السجن، شكّل المدنيون من مختلف شرائح المجتمع السوري، الذين اعتبرهم النظام معارضين له، معظم الأشخاص الذين احتجزوا في "البناء الأحمر" منذ عام 2011.
وذكر التقرير أنه يتم نقل المعتقلين في منتصف الليل، مع تغطية عيونهم، إلى "غرفة الإعدام" الواقعة في الزاوية الجنوبية الشرقية من "البناء الأبيض"، حيث يتم إبلاغهم فقط قبل دقائق من الإعدام بالحكم عليهم بالموت.
وأشار التقرير إلى أنه بين عامي 2011 و2015، كان يُعدم حوالي 50 شخصا كل أسبوع، أو أحيانا كل أسبوعين، في "غرفة الإعدام"، ويتم دفن جثثهم في مقابر جماعية قرب دمشق.
- عدسة الأناضول ترصد "غرفة الإعدام"
تمكن نائب المدير العام لوكالة الأناضول ورئيس التحرير يوسف أوزهان وفريقه من رصد "غرفة الإعدام" بعد إجراء تحقيق استمر 4 ساعات في سجن صيدنايا و"البناء الأبيض"، استنادا إلى المعلومات التي تم تسريبها من السجن والخرائط التي نشرتها منظمات حقوق الإنسان الدولية.
دخل الفريق من الباب المحترق المطل على الفناء الخارجي الواقع جنوب شرق المبنى الأبيض في حرم السجن، ونزلوا على سلم مكون من ثلاث أو أربع درجات، وعندما انعطفوا يمينا، رأوا الزنزانات الثلاث الموجودة في الغرفة بحسب الرسومات التخطيطية، حيث تمت إزالة هذه المنطقة وتحويلها إلى عنبر تعرض الجزء الداخلي منه والأسرة ذات الطابقين للحرق.
وعثر فريق الأناضول على علامات واضحة تشير إلى أن هذا المكان كان غرفة إعدام، حيث كان يتم نقل السجناء إلى منصة ويتم إعدامهم شنقا، كما هو موضح في الرسومات التخطيطية في التقارير الدولية.
وفي الجزء من الغرفة الذي كان يتم فيها تنفيذ عمليات الإعدام، تظهر منصتان منفصلتان والسلالم المؤدية إلى هذه المنصات في مكانهما، تمامًا كما هو موضح في الرسومات التخطيطية.
وقد أشارت التقارير الدولية إلى استخدام منصات عالية، يمكن الوصول إليها عن طريق سلالم مكونة من ثلاث درجات وتتسع لعدد من الأشخاص في عمليات الإعدام.
وتشير التقارير إلى أن جلادي النظام كانوا يقومون في هذه المنصات بالتعلق بأجساد السجناء المعلقة من السقف لجعلهم يموتون بشكل أسرع عبر كسر أعناقهم.
وقال رئيس تحرير وكالة الأناضول ونائب مديرها العام، يوسف أوزهان: "كما هو معروف، فإن سجن صيدنايا هو أحد الأماكن التي شهدت أشد الجرائم التي ارتكبها نظام الأسد ضد الإنسانية. ومن المعروف أن النظام أخفى عشرات الآلاف من الأشخاص هنا في السنوات الـ 14 الماضية، وأعدم الناس بشكل جماعي".
وأشار أوزهان إلى أن وكالة الأناضول تعمل على إعلام الجمهور وزيادة الوعي حول ما حدث من خلال تسجيل الوحشية في سجن صيدنايا منذ يوم الإطاحة بالنظام، وخلال هذه الفترة تم التعرف على الأشخاص الذين كانوا محتجزين هنا أو الذين فقدوا أقاربهم، حيث أجريت معهم مقابلات أيضًا.
وأضاف: "لا تزال هناك بعض التفاصيل التي تكشف أن المعتقلين والسجناء السياسيين تعرضوا هنا لقسوة كبيرة وتعذيب لا يمكن تصوره، وقد بدأنا كوكالة الأناضول عملا خاصًا لتوثيق الأعمال الوحشية خاصة في سجن صيدنايا".
ولفت أوزهان إلى أنهم يجرون العمل مع العديد من المنظمات الدولية المختلفة من أجل تتبع الوحشية في سجن صيدنايا.
وقال أوزهان إن وكالة الأناضول ستجري دراسة يتم فيها تسجيل أحداث صيدنايا، تمامًا مثل كتابي "الدليل"، و"الشاهد" اللذين وثقا جرائم الحرب الإسرائيلية في غزة.
الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.