عباس: من حق إسرائيل "الأمن الكامل" ومن حقنا "تقرير المصير"
في كلمة له خلال المنتدى الاقتصادي العالمي بالرياض
Ramallah
عوض الرجوب/ الأناضول
أعلن الرئيس الفلسطيني محمود عباس، الأحد، أن من حق إسرائيل "الحصول على الأمن الكامل"، ومن حق الفلسطينيين الحصول على "تقرير المصير".
جاء ذلك في كلمة له خلال الاجتماع الخاص للمنتدى الاقتصادي العالمي بالعاصمة السعودية الرياض، في وقت تواصل فيه إسرائيل، بدعم أمريكي، حربا مدمرة على قطاع غزة للشهر السابع.
وقال عباس: "لإسرائيل الحق بالحصول على الأمن الكامل.. وهذا واجبنا.. ونحن كفلسطينيين من حقنا الحصول على تقرير المصير ودولة مستقلة أسوة بباقي شعوب العالم"، حسب مراسل الاناضول.
ودعا العالم إلى أن "يعترف بفلسطين دولة كاملة العضوية بالأمم المتحدة"، وحث الدول الأوروبية على أن "تعترف بدولة فلسطين أسوة باعترافها بإسرائيل".
ومنذ 2012، تحظى فلسطين بوضع "دولة مراقب غير عضو" في الأمم المتحدة، ومؤخرا استخدمت الولايات المتحدة، سلطة "النقض" (الفيتو) في مجلس الأمن لمنع الفلسطينيين من نيل العضوية الكاملة.
مخاوف التهجير
وبشأن الحرب المستمرة على غزة منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، أفاد بأن "إسرائيل دمّرت ما لا يقل عن 75 بالمئة من قطاع غزة، وقتلت 34 ألفا من أهل غزة خلال 200 يوم، معظمهم من النساء والأطفال".
وخلفت الحرب الإسرائيلية المتواصلة على غزة منذ 7 أكتوبر 2023، أكثر من 112 ألف قتيل وجريح معظمهم أطفال ونساء، ودمارا هائلا ومجاعة أودت بحياة أطفال ومسنين، حسب بيانات فلسطينية وأممية.
وتابع عباس: "أخشى بعد الانتهاء من غزة من توجّه إسرائيل إلى الضفة وترحيل أهلها إلى الأردن".
وحذر من "تهجير 2.2 مليون فلسطيني إلى الخارج، ومن اجتياح مدينة رفح (جنوبي قطاع غزة)".
وأردف أن جميع الفلسطينيين من أهل غزة (نحو 1.4 مليون نازح) تجمعوا في رفح "وبقي ضربة صغيرة لتحصل أكبر كارثة في تاريخ الشعب الفلسطيني".
وتتصاعد تحذيرات فلسطينية ودولية من ارتفاع كبير محتمل في عدد الضحايا، في حال نفذت إسرائيل تهديدها باجتياح عسكري لرفح، بزعم أنها "المعقل الأخير لحركة حماس".
المسؤولية الأمريكية
وحمَّل عباس "المسؤولية للولايات المتحدة، باعتبارها الجهة الوحيدة القادرة في العالم على أمر إسرائيل وإجبارها على وقف أعمالها".
وتواصل إسرائيل الحرب رغم صدور قرار من مجلس الأمن بوقف إطلاق النار فورا، وكذلك رغم أن محكمة العدل الدولية طالبتها باتخاذ تدابير فورية لمنع وقع أعمال "إبادة جماعية" وتحسين الوضع الإنسان في غزة.
وقال عباس إنه "إذا أردنا أن نتحدث عن غزة بالذات والسابع من أكتوبر، فهو مرحلة مفصلية حصل فيها اعتداء على مدنيين، وهذا الاعتداء قلنا من البداية إننا نرفضه رفضا قاطعا".
وفي ذلك اليوم، شنت "حماس" هجمات على قواعد عسكرية ومستوطنات بمحاذاة غزة؛ ردا على "جرائم الاحتلال اليومية بحق الشعب الفلسطيني ومقدساته، ولاسيما المسجد الأقصى"، وفق الحركة.
وأشار عباس إلى مطالبته منذ البداية "بوقف القتال على غزة لأنه مؤذ جدا، وإمداد السكان بالمواد الإنسانية، ورفض تهجير الفلسطينيين سواء من غزة أو الضفة خارج وطنهم.. يجب ألا تتكرر مأساة 1948 و1967".
وشدد على أنه "لا بد في النهاية من حل سياسي يجمع قطاع غزة والضفة الغربية والقدس في دولة فلسطينية مستقلة من خلال مؤتمر دولي".
وزاد بأنه "منذ السابع من أكتوبر، استغلت إسرائيل فرصة الاعتداء عليها وذهبت لتعتدي على أهل غزة؛ بحجة أنها تريد أن تنتقم من حماس، لكنها تنتقم من الشعب الفلسطيني وتقتل المدنيين".
ويعقد الاجتماع الخاص بالمنتدى الاقتصادي العالمي في الرياض يومي الأحد والاثنين، ويتناول موضوعات وقضايا الدولية لمناقشة "النهوض بالتعاون العالمي والوصول إلى النمو الاقتصادي المستدام".