قطر.. "وسيط" النهايات السعيدة
الوساطة القطرية سجلت نجاحات متعددة، من أزمة الممرضات البلغاريات في ليبيا، على اتفاق دارفور، مروراً بأكثر من هدنة بين إسرائيل وحماس

Ad Dawhah
الدوحة / أحمد يوسف / الأناضول
نجحت الوساطة القطرية في وضع نهايات سعيدة لكثير من أزمات ومشاكل المنطقة في السنوات الماضية، ولم تقتصر تلك الوساطات على الشأن العربي، لكنها امتدت كذلك إلى القارة السمراء.
واستضافت الدوحة، أمس الأول الإثنين، توقيع اتفاق بين حكومة السودان وحركة "جيش تحرير السودان ـ الثورة الثانية" بمناسبة استكمال عملية السلام في دارفور (غرب)، وفقاً لوثيقة الدوحة.
و"وثيقة الدوحة للسلام" في دارفور، وقعتها الحكومة السودانية و"حركة التحرير والعدالة"، في 14 يوليو/تموز 2011، بعد أن أجيزت في مؤتمر أهل المصلحة بدارفور قبل ذلك التاريخ بنحو شهرين.
ويأتي هذا الاتفاق ضمن سلسلة من جهود قطرية في مجال الوساطات الناجحة التي خاضتها في مختلف الملفات العربية والدولية، إذ تتبنى دولة قطر في سياستها الخارجية مبدأ الوساطة والحياد تجاه الأطراف المختلفة في تلك الملفات.
وعلى مدار السنوات العشر الماضية، حفل سجل الوساطات القطرية بنجاحات متعددة، في هذا الصدد.
وتباينت الوساطة القطرية؛ سواء على مستوى الصراعات بين دول متنازعة، أو جماعات ومجموعات سياسية أو جماعات مسلحة؛ أو قوى معارضة.
ويعود سبب النجاحات القطرية في هذا الاتجاه، إلى الإمكانيات الدبلوماسية والعلاقات القطرية القوية مع الأطراف المختلفة؛ بالإضافة إلى الأهمية التي توليها قطر لهذا الجانب.
وفي ما يلي أهم الوساطات التي قامت بها قطر خلال السنوات الأخيرة:
* الإفراج عن أسرى جيبوتيين لدى إريتريا 2016
نجحت المساعي القطرية في الإفراج عن أسرى جيبوتيين لدى إريتريا، ضمن وساطة بين الطرفين؛ ليعود الأسرى إلى بلادهم برفقة وزير الخارجية القطري، محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، على متن طائرة خاصة في مارس/آذار العام الماضي.
* الإفراج عن جنود لبنانيين مختطفين 2015
عملت قطر على الإفراج عن الجنود اللبنانيين الـ 16 الذين اختطفتهم "جبهة النصرة" في أغسطس/آب 2014 ، ونجحت في هذه المهمة يوم 1 ديسمبر/كانون الأول 2015، مقابل إفراج الحكومة اللبنانية عن 25 سجيناً؛ طالبت "النصرة" بإطلاق سراحهم، بينهم 17 امرأة.
* اتفاق التبو والطوارق في ليبيا2015
تمكنت قطر من لعب دور وساطة ناجحة بين قبائل التبو والطوارق في ليبيا، ففي 23 نوفمبر/تشرين الثاني 2015، تم في الدوحة توقيع اتفاق سلام بين القبيلتين، بعد مفاوضات استمرت 4 أيام برعاية قطرية.
وتعود جذور المشكلة بين القبيلتين إلى مشاجرة بين رجال أمن من الطوارق ومواطنين من التبو، ازدادت حدتها لتتحول إلى اشتباكات مسلحة، بعدما قام مسلحون من التبو بالهجوم على مركز الأمن الوطني الذي تسيطر عليه جماعة مسلحة من الطوارق.
* اتفاق دارفور 2013
بوساطة قطرية، توصلت الحكومة السودانية من جهة وحركة "العدل والمساواة" من جهة أخرى، إلى اتفاق وقف إطلاق النار، في محاولة لإعادة إحياء عملية السلام المجمدة بينهما.
وجاء الاتفاق في أعقاب تصاعد القتال في إقليم دارفور، وخرق اتفاق آخر تم توقيعه بوساطة قطرية أيضاً عام 2011.
*مفاوضات بين الحكومة الأفغانية وحركة طالبان كان آخرها 2016
في إطار جهود إحلال السلام في أفغانستان، استضافت الدوحة مرات عديدة جلسات مفاوضات بين حركة "طالبان" والحكومة الأفغانية.
ورعت قطر في مايو/أيار 2015 جولة مفاوضات بين ممثلين عن الحركة ومسؤولين أفغان، بهدف إنهاء الحرب الدائرة.
وفي سبتمبر/أيلول 2016 جرت مفاوضات أخرى بين الطرفين لم تعلن عنها قطر بشكل رسمي.
*المصالحة بين حركتي "فتح" و"حماس" 2012
بحضور أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني في الدوحة يوم 6 فبراير/شباط 2012، وقعت حركتا "فتح" و"حماس" الفلسطينيتين، اتفاقاً يهدف لتسريع وتيرة المصالحة الوطنية بينهما.
وقع الاتفاق من طرف "فتح" الرئيس الفلسطيني محمود عباس، ومن طرف "حماس" رئيس مكتبها السياسي خالد مشعل.
* وثيقة سلام دارفور 2011
في 14 يوليو/تموز 2011، استضافت الدوحة مراسم توقيع ممثلي الحكومة السودانية وحركة "التحرير والعدالة"، الوثيقة النهائية للسلام في دارفور.
وجرى التوقيع، بعد وساطة قطرية ناجحة بين الطرفين المتنازعين، اللذين خاضا مفاوضات استمرت عامين ونصف العام.
* ملف المصالحة بين جيبوتي وإريتريا 2011
نجحت الدوحة بعد فترة طويلة من مساعيها التصالحية، في إبرام اتفاقية سلام بين حكومتي جيبوتي وإريتريا؛ لتسوية النزاع الحدودي القائم بينهما، وذلك في مارس/آذار 2011.
* "اتفاق الدوحة" الخاص بلبنان 2008
في 21 مايو/أيار 2008 وقعت الأطراف اللبنانية في الدوحة، اتفاقاً توصلت إليه بوساطة قطرية، بعد 18 شهراً من أزمة سياسية عصفت بلبنان.
وأفضى "اتفاق الدوحة" إلى انتخاب قائد الجيش اللبناني آنذاك ميشال سليمان، رئيساً للجمهورية (انتهت ولايته في مايو/أيار 2014)، وإقرار قانون الانتخابات، الذي قسم العاصمة بيروت إلى 3 مناطق، فضلاً عن تشكيل حكومة وحدة وطنية.
*الممرضات البلغاريات 2008
مرة جديدة نجحت الجهود القطرية في إنهاء أزمة الطبيب الفلسطيني والممرضات البلغاريات في ليبيا بعد صفقة تم بموجبها الإفراج عن هؤلاء، بعد 8 سنوات قضوها في السجن، وذلك عام 2007.
وكانت الممرضات البلغاريات الخمس والطبيب الفلسطيني، الذي تم منحه الجنسية البلغارية لاحقاً، حُوكموا في ليبيا بتهمة نقل فيروس الإيدز عمداً إلى 450 طفلاً ليبياً، ليصدر بحقهم حكماً بالإعدام، ويتم تخفيف الحكم لاحقاً إلى السجن مدى الحياة.
وشمل الاتفاق: إنشاء "الصندوق الليبي من أجل الأطفال المصابين بالإيدز"، الذي ساهمت فيه قطر والتشيك.
وقام الصندوق قام بصرف مليون دولار أمريكي لعائلة كل طفل من المصابين، فضلاً عن تعهد فرنسا بتجهيز مستشفى بنغازي، وتدريب طاقمه لمدة 5 أعوام، بالإضافة إلى تدريب 50 طبيباً آخرين.
*كان لقطر دور بارز في التوصل إلى هدنة بين الفصائل الفلسطينية وإسرائيل خلال الحروب التي شنتها الأخيرة على قطاع غزة في أعوام 2009، و2012، 2014.