دولي, الدول العربية, قطاع غزة

قلوب مسيحيي غزة "أبعد" ما تكون عن أجواء عيد الميلاد (تقرير)

**الفلسطيني إبراهيم العمش للأناضول: - مسيحيو غزة "يعيشون أصعب أيام على الإطلاق ويخشون من الإبادة الجماعية"

22.12.2023 - محدث : 22.12.2023
قلوب مسيحيي غزة "أبعد" ما تكون عن أجواء عيد الميلاد (تقرير)

Gazze

غزة/ حسني نديم/ الأناضول

**الفلسطيني إبراهيم العمش للأناضول:
- مسيحيو غزة "يعيشون أصعب أيام على الإطلاق ويخشون من الإبادة الجماعية"
- لم أشهد على مدار حياتي دمارا بهذا الحجم من قبل وكل يوم هناك مجازر جديدة
- خلال الحرب الإسرائيلية على غزة قتل وأصيب عدد كبير من المسيحيين في القطاع 
- لا يوجد مكان آمن لمسيحي أو مسلم هنا في غزة"

"قلوب مسحيي غزة وفلسطين أبعد ما تكون عن أجواء العيد. هذه أصعب أيام نعيشها على الإطلاق، لقد فقدت العديد من أصدقائي الذين استشهدوا في الغارات الإسرائيلية"، بهذه الكلمات عبر المسيحي الفلسطيني إبراهيم العمش عن واقع نحو ألف مسيحي يعيشون بقطاع غزة وبات خطر الإبادة الجماعية بسبب الحرب يهددهم بشكل حقيقي.

وخلال الحرب الإسرائيلية على غزة المتواصلة منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، قتل وأصيب عدد كبير من المسيحيين في القطاع بفعل الغارات الجوية الإسرائيلية وعمليات إطلاق النار المباشرة من الجيش الإسرائيلي.

** مخاوف من الإبادة

ويقول العمش (45 عاما) لمراسل الأناضول: "لجأنا في بداية الحرب إلى كنيسة القديس بورفيريوس في مدينة غزة لكن تم استهداف الكنيسة من الطائرات الحربية الإسرائيلية واستشهد وأصيب عدد كبير من النازحين هناك. لا يوجد مكان آمن لمسيحي أو مسلم هنا في غزة".

ويضيف: "نحن نخشى بشكل حقيقي من الإبادة الجماعية من جيش الاحتلال. لقد فقدت العديد من الأقارب من الأصدقاء بهذه الحرب".

ويتابع: "لم أشهد على مدار حياتي دمارا بهذا الحجم من قبل، وكل يوم هناك مجازر جديدة".

ويضيف بصوت حزين: "هذه هي أصعب حرب واجهتها على الإطلاق. لا أعرف ماذا أقول؟، هناك قتلى في كلّ مكان. فقدتُ العديد من أفراد عائلتي، أبناء عمي وأطفالهم".

ويوضح أن المجتمع المسيحي صغير جدا في غزة وفي هذه الحرب نحن مهددون بالإبادة بفعل القصف الإسرائيلي.

ومع اقتراب عيد ميلاد السيد المسيح، "قلوب مسيحيي غزة وسائر فلسطين هي أبعد ما تكون عن أجواء العيد"، بحسب العمش الذي أكد أنه "حتى لو توقف القصف، لن نحتفل، سنصلي فقط، من أجل نهاية الحرب، من أجل السلام، حتى يتمكن الناس من العودة إلى ديارهم".

والسبت، أعلنت البطريركية اللاتينية في القدس، عن مقتل سيدة مسيحية وابنتها برصاص الجيش الإسرائيلي.

وحسب البيان، فقد أصيبت المسنة ناهدة خليل برصاص قناص إسرائيلي أثناء توجهها إلى دورة المياه داخل كنيسة العائلة المقدسة التي لجأت إليها كالمئات من النازحين من العائلات المسيحية في مدينة غزة، بحثًا عن الأمن والأمان من العمليات العسكرية الإسرائيلية العنيفة والغارات المكثفة، حسب البيان.

وأضاف البيان: "عندما حاولت الابنة، سمر أنطون، مساعدة والدتها، تلقت أيضا رصاصة أخرى، فأردتها قتيلة، كما أصيب سبعة آخرين بالرصاص، بينما كانوا يحاولون حماية البقية".

وتعد بطريركية اللاتينية في القدس السلطة الكاثوليكية في الأرض المقدسة.

ووصف البابا فرانسيس، بابا الفاتيكان، الأحد، هذه الجريمة بأنها "إرهاب".

وقال: "ما زلت أتلقى أخبارا خطيرة ومؤلمة جدا من غزة.. مدنيون عزل يتعرضون للقصف وإطلاق النار. وقد حدث هذا حتى داخل مجمع رعية العائلة المقدسة، حيث لا يوجد إرهابيون، بل عائلات وأطفال ومرضى وذوو احتياجات خاصة وراهبات".

** استهداف متواصل

ولم تكن هذه الحادثة هي الأولى التي يتم فيها استهداف دور عبادة مسيحية، فقد استهدف الجيش الإسرائيلي في 21 أكتوبر/ تشرين أول الماضي، كنيسة القديس بورفيريوس في البلدة القديمة في غزة، وهي أقدم كنيسة أرثوذكسية في المدينة، ما أسفر عن مقتل 18 مسيحيا على الأقل، وفق المكتب الاعلامي الحكومي.

كذلك استهدف الجيش الإسرائيلي المركز الثقافي الأرثوذكسي في حي الرمال الجنوبي غربي مدينة غزة، والذي يضم مرافق وقاعات عدة ونادٍ رياضي، ما أدى الى تدمير أجزاء واسعة منه.

من جانبها، قالت عضوة البرلمان البريطاني، ليلى موران في منشور على منصة أكس، الجمعة الماضية، إن بعض أقاربها كانوا من بين حوالي 300 شخص محاصرين في الكنيسة الكاثوليكية في مدينة غزة.

ونقلت موران عنهم بأن "الجيش الإسرائيلي أطلق قنابل فوسفور أبيض ونار داخل مجمعهم".

وتابعت موران في تغريدة أخرى باليوم التالي، إن عائلتها أبلغتها بوجود جنود إسرائيليين على أبواب الكنيسة، "واندلع حريق عندما ضربوا أحد المولدات المتوقفة عن العمل أصلا. ولم يعد هناك ماء".

وأضافت: "لا نعرف سبب حدوث ذلك. هل سيتم طردهم من الكنيسة قبل أيام قليلة من عيد الميلاد".

** إلغاء الاحتفالات

وكانت الطوائف المسيحية في الأراضي الفلسطينية قد أعلنت قبل أيام إلغاء كافة الاحتفالات بأعياد الميلاد بما في ذلك إضاءة شجرة الميلاد بسبب الحرب في غزة، في رسالة تضامن من رؤساء الكنائس المسيحية.


وقرر رؤساء الكنائس المسيحية، ومنهم المطران عطا الله حنا، رئيس أساقفة بطريركية الروم الأرثوذكس في القدس، إلغاء المظاهر الاحتفالية بعيد الميلاد فقط، بما في ذلك المهرجانات، والاحتفالات وتزيين وإضاءة شجرة عيد الميلاد، مع الحفاظ على الأبعاد الدينية للعيد، في ظل الحرب الجارية في قرار استثنائي، حسب بيان للكنائس.


وقال المطران عطالله حنا، إنه لا يملك أحد صلاحية إلغاء عيد الميلاد، لأنه عيد مهم جداً في الكنيسة المسيحية، سواء حسب التقويم الغربي يوم 25 من ديسمبر/ كانون الأول الجاري أو حسب التقويم الشرقي يوم 7 يناير/ كانون الثاني المقبل.


ويهدف القرار إلى نقل رسالة تضامن قوية إلى جميع الكنائس المسيحية في العالم، داعياً إلى الصلاة من أجل فلسطين في ظل الظروف الصعبة التي تشهدها .


وعلى الرغم من أن شجرة عيد الميلاد لن تُضاء في القدس وبيت لحم هذا العام، إلا أن هناك مبادرات في بعض الكنائس لإضاءة شجرة بألوان العلم الفلسطيني أو بعناوين تحمل اسم العدالة والسلام، ولكن من المؤكد أنها ستكون بعيدة البعد التام عن الاحتفالات الصاخبة والمهرجانات.

ويمثل المسيحيون في غزة نسبة ضئيلة من السكان، إذ يعيش حوالي 1000 شخص فقط في القطاع الساحلي المحاصر، وغالبيتهم من الأرثوذكس اليونانيين، في حين أن نسبة أقل بكثير من الروم الكاثوليك والمعمدانيين والطوائف البروتستانتية الأخرى، وفقًا لمسح أجرته جمعية الشبان المسيحيين عام 2014.

الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.