كاتب مغربي: القضية الفلسطينية حاضرة في مختلف حياتنا الثقافية (مقابلة)
محمد البكدوري صاحب كتاب "فلسطين محطات تاريخية وارتباط المغاربة" قال في مقابلة مع الأناضول: فلسطين حاضرة بالمشهد الثقافي على شكل مهرجانات ومسرحيات ورسوم جدارية وأناشيد وكتب

Rabat
الرباط/ الأناضول
محمد البكدوري صاحب كتاب "فلسطين محطات تاريخية وارتباط المغاربة" قال في مقابلة مع الأناضول:- فلسطين حاضرة بالمشهد الثقافي على شكل مهرجانات ومسرحيات ورسوم جدارية وأناشيد وكتب
-الثقافة مفتاح الوعي بالقضية الفلسطينية
-الثقافة منطلق من أجل تعبئة المواطنين نحو المزيد من دعم ومساندة القضية
-زخم التضامن مع فلسطين مرتبط بعشق المغاربة لفلسطين والقوة التنظيمية لجمعيات المجتمع المدني
قال الكاتب المغربي محمد البكدوري إن القضية الفلسطينية حاضرة في مختلف الحياة الثقافية في بلاده، مؤكدا على العلاقة التاريخية التي تربط بلاده بفلسطين.
جاء ذلك في مقابلة أجرتها الأناضول مع البكدوري صاحب كتاب "فلسطين محطات تاريخية وارتباط المغاربة"، سلط الضوء خلالها على أشكال التضامن الثقافي مع القضية وعلاقة المغاربة بفلسطين.
وأوضح الكاتب المغربي خلال المقابلة أن فلسطين حاضرة بالمشهد الثقافي على شكل مهرجانات ومسرحيات ورسوم جدارية وأناشيد وكتب.
وعد البكدوري الثقافة مفتاح الوعي بالقضية الفلسطينية، ومنطلقا لتعبئة "المواطنين نحو المزيد من الدعم والإسناد للقضية".
**أشكال التضامن
قال البكدوري إن المغرب يعد "البلد الأول على مستوى العالم في الحراك الداعم لقطاع غزة، من حيث التظاهرات اليومية في الشوارع" وعلى مستوى الجامعات أيضا.
وأضاف إن الحركة الثقافية في المغرب تولي اهتماما بفلسطين وينبع من "عشق المغاربة لها".
وتابع: "كما أن هذا الزخم في التضامن مرتبط بالقوة التنظيمية لجمعيات المجتمع المدني، فضلا عن حرية تنظيم المظاهرات في البلاد."
وأكد أن قضية فلسطين كانت دائما حاضرة "في مختلف التظاهرات الثقافية وفي الأسابيع الثقافية التي تنظمها الجمعيات المدنية منذ ثمانينيات القرن الماضي".
وكانت هذه التظاهرات تتم "إما على شكل عروض ومهرجانات، أو مسرحيات، أو رسوم جدارية، بالإضافة إلى الأناشيد ونشر كتب تعريفية بالقضية الفلسطينية"، بحسب البكدوري.
وذكر أن الأديب المغربي رغم اختلاف توجهاته الفكرية وقيم إبداعه الجمالية عبر بشكل متواصل عن "روح ارتباطه بأرض فلسطين كما تغنى برموزها وتضحياتها الكبيرة من أجل الحرية"، مشيرا إلى أن عددا من الشعراء المغاربة ساروا وفق ذلك.
وأشار إلى أن عددا من الكتاب المغاربة برزوا في معالجة القضية الفلسطينية في أعمالهم، واعتبروها "قضية وجود حيث استطاعت أن تؤثر في أجيال من المتعلمين بعد أن قررت وزارة التربية الوطنية تدريسها في التعليم الثانوي".
وسلط البكدوري الضوء على عدد من الكتاب المغاربة، من بينهم الروائية خناثة بنونة التي سخرت قلمها ومشروعها الأدبي لدعم القضية الفلسطينية، حيث أصدرت عدة روايات في هذا السياق مثل: النار والاختيار والغد والغضب والعاصفة وليسقط الصمت.
وأشار إلى أن الاتحاد العام للأدباء والكتاب العرب منح بنونة عام 2013 "جائزة القدس" على مجمل أعمالها الداعمة للقضية، فيما تبرعت بقيمة الجائزة لبيت مال القدس (تابع لمنظمة التعاون الإسلامي)، لافتا إلى أنها تبرعت أيضا من مالها الخاص لبناء مدرسة بغزة، وفق قوله.
إلى جانب ذلك، فقد قال الكاتب المغربي إن رواد المسرح في بلاده قدموا عروضا متعددة حول القضية الفلسطينية.
**الثقافة وزيادة الوعي
اعتبر البكدوري الثقافة بمفهومها الشامل وكافة أشكالها "مفتاحا للوعي بالقضية الفلسطينية".
وقال عن ذلك: "هي المنطلق من أجل تعبئة المواطنين نحو المزيد من الدعم والمساندة للقضية، سواء بالكتابة، أو المسرح أو الأغنية، أو المهرجانات الخطابية".
وتجسيدا لكلامه حول دور الثقافة بزيادة الوعي بالقضية، سلط البكدوري الضوء على الهاشمي الطود الذي حضر مهرجانا في أربعينيات القرن الماضي للتعريف بالقضية الفلسطينية في المغرب حينما كان تلميذا في المستوى الإعدادي (بين الصفين السابع والتاسع من التعليم).
وأشار إلى أن هذا الطود انتقل "لإتمام دراسته في مصر مشيا على الأقدام وأكمل به دراسته الثانوية العامة، وتطوع للقتال في فلسطين سنة 1948 أثناء حرب النكبة".
وتابع: "ثم شجعه الأمير عبد الكريم الخطابي (أحد أبرز قادة الحركات التحررية بالعالم وقائد المقاومة الريفية ضد الاستعمار الإسباني والفرنسي في البلاد) على الالتحاق بالكلية العسكرية الملكية ببغداد ليجمع بين الاندفاع التحرري والخبرة العسكرية، ثم شارك سنة 1952 في تأسيس (جيش تحرير المغرب العربي)، بالقاهرة".
**أغاني تضامنية
تطرق البكدوري خلال المقابلة للحديث عن دور الأغاني في دعم القضية وزيادة الوعي حولها، حيث قال إن فرقة ناس الغيوان (مجموعة غنائية مغربية تأسست في ستينيات القرن الماضي) أصدرت الكثير من الأغاني حول فلسطين، ولاقت رواجا من الشباب المغربي.
ومن تلك الأغاني، وفق ما أورده البكدوري، كانت "صبرا وشاتيلا، وغير خذوني، والأمة، والقسم، وأهل الحال، ونرجاك أنا، والشمس الطالعة ويا صاح، والانتفاضة".
كما كانت القضية الفلسطينية، وفق الكاتب المغربي، في صلب الأغنية الأمازيغية كما هو الحال بالنسبة لفرقة أَحيدوس ومجموعة إزنزاران والفنان محمد الرويشة، بحسب الكاتب البكدوري.
وأضاف عن ذلك: "الفنان الأمازيغي بطبعه منحازا لقضايا الحرية والتحرر، وإلى كل مقومات الهوية الدينية والتاريخية وما يكنه المغاربة للقدس وفلسطين يدفع هؤلاء الفنانين إلى التعبير عن تضامنهم مع القضية بكل عفوية وتلقائية".
وأشار إلى احتفاء رواد التواصل الاجتماعي بموقف الفنانة الأمازيغية فاطمة تِحيحيت التي ظهرت في حوار إعلامي مصور تعبر عن رفضها التام لزيارة الكيان الإسرائيلي الذي يرتكب أبشع الجرائم ضد الشعب الفلسطيني أمام العالم، لافتا إلى أن هذا الموقف جاء رغم "الإغراء المالي الكبير المعروض عليها".
وفي سبتمبر/ أيلول 2024، قالت تِحيحيت في برنامج فني مغربي، إنها رفضت عروضا مغرية للغناء في إسرائيل، مؤكدة رفضها الغناء لدولة يقتل جيشها الفلسطينيين ويهجرهم.
**المغاربة وفلسطين
قال البكدوري إن علاقة المغاربة بفلسطين تمتد إلى أكثر من 10 قرون، كما أنها "لم تنقطع في العصر الحالي رغم بعد الديار وقسوة ظروف الطرفين من استعمار وحروب ونكبات".
واستكمل قائلا: "هناك علاقة تاريخية تربط المغرب بفلسطين ومدينة القدس خصوصا، حيث كان للمغاربة دور في تنمية القدس والحفاظ عليها، وخاصة أن لديهم تعطشا تاريخيا متأصلا ومتوارثا لهذه المدينة، حيث كانوا يعتبرون أن حجهم لا يستقيم إلا بعد زيارة بيت المقدس".
ومنذ بدء الإبادة الجماعية التي ترتكبها إسرائيل بغزة تشهد المدن المغربية تظاهرات مساندة للقطاع، حيث يعتبر هذا البلد من أكثر الدول تنظيما للفعاليات الداعمة لفلسطين.
وبدعم أمريكي مطلق ترتكب إسرائيل منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، جرائم إبادة جماعية في غزة، خلّفت أكثر 170 ألف قتيل وجريح من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود.
الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.