الدول العربية, تونس

لن نشتري خروفا هذا العيد.. تونسيون لا يطيقون غلاء الأضاحي

- مشترٍ: سعر الخروف يفوق قدرة ذوي الدخل المحدود، والسبب ارتفاع أسعار الأعلاف وأزمة عالمية بحكم الحروب

Adel Bin Ibrahim Bin Elhady Elthabti  | 13.06.2024 - محدث : 13.06.2024
لن نشتري خروفا هذا العيد.. تونسيون لا يطيقون غلاء الأضاحي

Tunisia

تونس/ عادل الثابتي/ الأناضول

- مشترٍ: سعر الخروف يفوق قدرة ذوي الدخل المحدود، والسبب ارتفاع أسعار الأعلاف وأزمة عالمية بحكم الحروب
- مربي ماشية: تكلفة الإنتاج كبيرة جدا لأننا مررنا بعام جدب فارتفعت أسعار الأعلاف
- رئيس المنظمة التونسية لإرشاد المستهلك: ثمة مبالغة كبيرة في أسعار الأضاحي وفي الأسابيع الماضية كان السعر أعلى

مع اقتراب عيد الأضحى في 16 يونيو/ حزيران الجاري، تجاوزت أسعار الأضاحي في تونس الألف دينار (333 دولار)، بل وبلغ بعضها ألفين و200 دينار (733.3 دولار).

وبات من المستحيل على عائلات تونسية عديدة شراء خروف العيد، الذي تجاوز سعره ضعفي الأجر الأدنى، وهو 450 دينار (150 دولار).

وفي ضيعة اليسر للفلاحة والإنتاج الفلاحي بمدينة العالية من ولاية بنزرت (شمال)، التقى مراسل الأناضول مع فوزي اليعقوبي، وهو مواطن بالولاية.

اليعقوبي قال للأناضول: "عائلتي كاملة اقتنت خراف من هذه الضيعة، والأسعار تختلف بحسب الحجم، ولكن بصفة عامة هناك نقص في عدد الخرفان هذا العام".

ويوجد فائض في عدد الأضاحي لعام 2024، إذ توفر مليون و12 ألف رأس أضحية، بينما لا تتجاوز احتياجات المستهلكين 900 ألف رأس، حسب إحصاءات وزارة الفلاحة والموارد المائية والصيد البحري.

وأضاف اليعقوبي أن "أسعار الخروف الواحد تفوق ألف دينار (333 دولار)، وهذا يفوق قدرة ذوي الدخل المحدود".

واعتبر أن من يعمل بأجر قيمته 233 دولار أو 250 دولار من العمال في معامل النسيج بهذه المنطقة لا يمكنه شراء خروف.

و"لشراء خروف يلزم هؤلاء الناس عمل شهر كامل، وهذا العام أكيد كثير من الناس لا يقدرون على شراء خروف العيد"، حسب اليعقوبي.

أزمة أعلاف

ووفق اليعقوبي، "مربو الماشية لا دخل لهم في غلاء الأسعار، فالمسؤولية تعود إلى الدولة التي تركت أسعار الأعلاف ترتفع".

وزاد بأن "الدولة لها ظروفها والفلاح له ظروفه، فالأزمة شاملة، وهي عالمية بحكم الحروب، فالأعلاف التي كانت تأتي من الخارج لم تعد متوفرة".

واستدرك: "لكن المتضرر في الأخير هو المواطن محدود الدخل الذي لا يقدر على شراء خروف العيد".

وأضاف أنه "إذا أراد صاحب الجراية (الأجرة) المحدودة شراء خروف، فعليه ادخار جرايتين، يعني لا يأكل لا يشرب ولا يدفع إيجار منزله".

ولفت اليعقوبي إلى أنه "في بعض الأحيان الخروف لا يكون بسعره الحقيقي".

ارتفاع كلفة الإنتاج

حمادي بن سديرة، مربي ماشية بضيعة اليسر، قال للأناضول إن "تكلفة الإنتاج كبيرة جدا هذا العام؛ لأننا مررنا بسنة جدب العام الماضي".

وأوضح أن "حزمة القرط (علف يُجمع أخضر ويجفف) لم يصل 40 دينار (13.3 دولار) أبدا (كان يباع بنحو 5 دولارات)، نحن اشتريناه بـ40 دينار هذا العام".

واستطرد: "طن الأعلاف كان بـ600 دينار (200 دولار) أو 700 دينار (233 دولار)، ونحن اشتريناها بـ1600 دينار (533.3 دولار) و1700 دينار (566.6 دولار). وحتى الماء كان صعب الحصول عليه لانحباس الأمطار".

ابن سديرة تابع أن "تكلفة إنتاج الخروف صعبة جدا هذا العام، لذلك ارتفعت أسعاره التي لا نعتبرها ارتفعت كثيرا، وإذا قارنا أسعار العلف بين العام الماضي وهذا العام، فالفرق واضح".

ورأى أنه "حتى إذا ارتفع (سعر) الخروف إلى أكثر من ألف دينار، فلا يغطي التكاليف، وهناك كثير من السرقة وكثير من الغلاء، ونحن 11 شخصا في هذه الضيعة ولا نعرف إلى حد الآن هل سنسدد تكاليف الإنتاج أم لا".

وعن المشترين، قال ابن سديرة إن "الحرفاء يأتوننا من كل أنحاء تونس، لأن أسعارنا معقولة، وبعنا الخرفان هذا العام بأسعار تتراوح بين 600 دينار (200 دولار) و2200 دينار (733.3 دولار) للخروف الواحد".

وزاد بأنه "هذا العام الظروف المناخية جيدة نسبيا، ونحن نراعي مقدرة المستهلكين الشرائية".

أسعار أفضل

"ارتفاع الأسعار هو نتيجة غلاء الكلفة، ولو كانت الكلفة أقل لبعنا بأسعار أقل"، هكذا بدأت سندس الدرويش، إحدى المشرفات على ضيعة اليسر، حديثها مع الأناضول.

واعتبرت أن "الأسعار في النقاط المنظمة مثل ضيعتنا أفضل من أسعار النقاط الخارجية"، في إشارة إلى الأسواق السنوية بمناسبة عيد الأضحى.

وتابعت: "نربي الأبقار ونقوم بتسمين العجول والخرفان، وفي عيد الأضحى هناك إقبال هام".

وبخصوص غلاء أسعار الأعلاف، قالت: "يوميا أقتني بما قيمته ألفي دينار (666.6 دولار) من الأعلاف، ولا نتمتع بالعلف الذي تدعمه الدولة، مما يرفع أكثر كلفة الإنتاج".

مضاربة كبيرة

غير أن رئيس المنظمة التونسية لإرشاد المستهلك (أهلية) لطفي الرياحي قال إن "هناك مضاربة (مبالغة) كبيرة في أسعار الأضاحي، وفي الأسابيع الماضية كان السعر أعلى".

وأضاف الرياحي للأناضول أن "السلطات حددت سعر الكيلوغرام لحم الخروف المذبوح بـ43 دينار (14.33 دولارا)".

وزاد بأن "هذا له تأثير مباشر على أسعار الأضحية، حيث حُدد ثمن الكيلوغرام من الخروف الحي بـ21.9 دينار (7.3 دولارات) مقابل 18.700 دينارا (6.2 دولارات) العام الماضي".

الرياحي شدد على أن "الخروف لم يعد الآن بيد المربين، بل عند المضاربين للحفاظ على هامش ربح كبير".

وأقر بأنه رغم تحديد سعر الخروف "عديد العائلات التونسية لن تشتري الخروف، بل ستشتري اللحم من القصابين".

و"لذلك دعونا إلى تحديد سعر كيلوغرام اللحم بـ43 دينار (14.33 دولارا) بدل 50 دينارا (16.66 دولارا) مثلما بيع الربيع الماضي عند القصابين"، كما ختم الرياحي.

الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.