مجزرة الشاطئ بغزة.. كيف كان لقاء "العيد" الأخير؟
ارتكبت إسرائيل مجزرة في صفوف عائلتي أبو حطب والحديدي راح ضحيتها 10 أشخاص، هم أمّ وأطفالها الأربعة، وأمّ أخرى، وأطفالها الأربعة أيضا
Gazze
غزة/ نور أبو عيشة/ الأناضول-
ملأت الفرحة قلوب أطفال عائلة الحديدي، بعدما قررت والدتهم الذهاب لزيارة شقيقها من عائلة أبو حطب، القاطن في مخيم الشاطئ للاجئين غربي مدينة غزة، لتهنئته وأطفاله بالعيد.
تجهّز الأطفال وارتدوا ملابس العيد الجديدة، واستعدوا جيدا للقاء أقاربهم، علّهم يقضون أوقاتا يبددون فيها مشاعر الخوف من انفجارات الصواريخ الإسرائيلية، التي استهدفت مناطق مختلفة في القطاع، منذ مساء الإثنين.
كان اللقاء الأول بينهم مليء بالفرح ولحظات السعادة، فقد وصلوا إلى منزل "شقيق والدتهم"، بأمان رغم القصف الإسرائيلي.
لكنّهم لم يعرفوا أن هذه اللحظات ستكون الأخيرة في حياتهم، بعد سقوط عدة صواريخ من طائرات حربية إسرائيلية على رؤوسهم.
وبدون سابق إنذار، أحالت صواريخ الطائرات الإسرائيلية، منزل أبو حطب، إلى رماد.
لحظة صادمة، وغير متوقعة بالنسبة لذوي العائلتين، والجيران الذين يقطنون في محيطهم.
فقد تسبب هذا الاستهداف، بوقوع مجزرة إسرائيلية في صفوف العائلتين، حيث استشهد 10 أفراد منهم، بينهم 8 أطفال وسيدتيْن.
وينقسم الشهداء إلى 4 أطفال من عائلة أبو حطب ووالدتهم، و4 آخرون من عائلة الحديدي ووالدتهم.
يقول محمد الحديدي، زوج الشهيدة، ووالد الشهداء الأطفال الأربعة، إن أبنائه خرجوا من المنزل، وهم يرتدون ملابس العيد، وفرحون للقاء أحبّائهم من أقاربهم.
وتابع الحديدي في حديث للصحفيين "ما ذنبهم كي يُقتلوا، وهم أطفال أبرياء لا علاقة لهم في هذا الصراع؟".
واستكمل بصوت حزين "استشهدت زوجتي، وأبنائي صهيب (14 عاما)، وعبد الرحمن (8 سنوات)، وأسامة (6 سنوات)، ويحيى (11 سنة)".
وتساءل مستنكرا "أطفال آمنون داخل المنزل، لم يحملوا سلاح، ولم يوجهوا أذية لأحد، ما مبرر قتلهم؟!".
ورفض مناشدة مؤسسات حقوق الإنسان الدولية، واتهمهم بالتقاعس في أداء دورهم بحماية الطفل الفلسطيني الذي يتعرّض منذ سنوات للانتهاكات الإسرائيلية.
ونجا من هذه المجزرة، من بين أطفاله جميعا، أصغرهم وهو رضيع عُمره (5 شهور).
وحينما أبلغوه بنجاة "عمر"، همّ مؤديا ركعتي شكر لله على ذلك.
وبيّن أن عائلة أبو حطب، فقدت هي الأخرى 4 أطفال وهم "مريم (8 سنوات)، ويامن (6 سنوات)، وبلال (9 سنوات)، ويوسف (11 سنة)"، فضلا عن استشهاد والدتهم.
وتسببت الانتهاكات الإسرائيلية في مدينة القدس، ومحاولات بسط السيادة الكاملة عليها، بانتقال التوتر إلى قطاع غزة، واندلاع جولة القتال الحالية، التي بدأت مساء الإثنين الماضي.
ومن أهم الانتهاكات الإسرائيلية التي تسببت بالاحتقان الحالي، صدور قرارات قضائية إسرائيلية بإخلاء 12 منزلًا فلسطينيًّا في حي "الشيخ جراح"، الذي يعد أحد أحياء القدس الشرقية، من قاطنيها وتسليمها للسكان اليهود.
ومنذ بدء العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، قُتل 140 شهيدا؛ بينهم 40 طفلا، و22 سيدة، و1038 إصابة بجراح متفاوتة، وفق إحصاء للأناضول استنادا على بيانات وزارة الصحة ومصادر طبية.