محافظ السويداء السورية: لم ألمس أي دعوات للانفصال بالمحافظة (مقابلة)
** محافظ السويداء مصطفى البكور للأناضول: لا أرى خلافا بيننا وبين مشايخ العقل ونحن متفقون في القضايا الوطنية

Damascus
دمشق/ محمد قره بجق/ الأناضول
** محافظ السويداء مصطفى البكور للأناضول:- لا أرى خلافا بيننا وبين مشايخ العقل ونحن متفقون في القضايا الوطنية
- "منذ أن قدمت إلى السويداء لم ألمس من المشايخ الثلاثة أي دعوات للطائفية أو الانفصال
- كان نداؤهم في الجلسات، نحن وطنيون سوريون، الانفصال مستحيل
- تشكل جهاز الأمن من أبناء المحافظة سيضمن عدم حدوث مشكلات جديدة لحين اتضاح الرؤى وبناء الثقة
- حوالي 640 شخصا من المحافظة تطوعوا لجهاز الشرطة
قال محافظ السويداء السورية، مصطفى البكور، إنه لم يلمس أي دعوات للطائفية أو الانفصال في المحافظة ذات الغالبية الدرزية، وإن هناك توافقا مع مشايخ العقل في القضايا الوطنية.
جاء ذلك في حوار أجرته الأناضول مع البكور، تطرّق خلاله إلى الأوضاع في المحافظة الواقعة جنوبي سوريا.
وأضاف أن أبناء المحافظة دائما يؤكدون أنهم وطنيون سوريون، مشيرا إلى أنه لا يوجد أي دعوات للانفصال من المواطنين أو مشايخ العقل الدروز.
وتسعى إسرائيل إلى إقامة "تحالفات" لجذب السكان الدروز في سوريا إلى جانبها في سياستها الهجومية والاحتلالية بالمنطقة، والتي توسعت منذ بدء حربها على غزة في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023.
وبينما تؤكد الإدارة السورية الجديدة حمايتها جميع الطوائف في البلاد دون تمييز تحت مظلة وطن واحد، تُردد إسرائيل ادعاءات عن تعرّض الدروز لاعتداءات، ملوّحة بالتدخل العسكري بذريعة "حمايتهم"، وهو ما تعتبره دمشق ذريعة من تل أبيب لمواصلة انتهاك السيادة السورية.
وردا على الاعتداءات الإسرائيلية المتواصلة على سوريا منذ الإطاحة بنظام بشار الأسد في 8 ديسمبر/ كانون الأول 2024، أعرب دروز سوريون، في احتجاجات شعبية وبيانات، عن رفضهم أي تدخل من تل أبيب في الشؤون الداخلية لبلدهم، وجددوا الدعوة إلى انسحاب الجيش الإسرائيلي من بلادهم.
* الأوضاع الداخلية
وفي حديثه عن الأوضاع الداخلية بالمحافظة، قال البكور إن جهاز الأمن بالسويداء يجب أن يتشكل من أبناء المحافظة.
وأشار إلى أن الوضع الذي عاشته ولا تزال تعيشه المحافظة فيه كثير من التجاذبات، لذلك "فتشكل جهاز الأمن من أبناء المحافظة سيضمن عدم حدوث مشكلات جديدة لحين اتضاح الرؤى وبناء الثقة".
ولفت إلى أنه لا يوجد تنسيق تام بين كل الفصائل في السويداء، مشيرا إلى أن "بعض الفصائل تتواصل مع وزارة الدفاع لترتيب أمورها فيما تنتظر بعض الفصائل الأخرى لترى ما ستؤول إليه الأوضاع".
وأشار إلى أنه يتوقع "أن تعود الثقة وينضوي الجميع تحت وزارة الدفاع في الأيام القادمة".
* وجهات النظر
وتطرق البكور إلى استمرار جهود تبادل وجهات النظر مع مشايخ العقل في المحافظة قائلا: "لا أرى خلافا بيننا وبين مشايخ العقل ونحن متفقون في القضايا الوطنية. ربما هناك تباين في وجهات النظر لكن لا يوجد خلاف".
وأضاف: "زياراتي مستمرة، أحيانا أزور الشيخ حكمت الهجري (الرئيس الروحي لدروز سوريا)، ونتبادل الآراء ووجهات النظر بكل محبة واحترام. وكثير من الأحيان نسمع من سماحة الشيخ حكمت أفكارا نطبقها بالمحافظة".
وتابع: "نلتقي أيضا مع سماحة الشيخ حمود الحناوي والشيخ يوسف جربوع ونسمع منهما أيضا الكثير من الأفكار ونأخذ بنصائحهما بكل محبة ومودة".
* الواقع الخدمي
وفيما يخص الواقع الخدمي بالمحافظة قال البكور "فيما يخص المياه بدأنا العمل وترميم الآبار، وقدمنا دعما ماليا لمديرية المياه".
وأفاد "على مستوى الأمن تطوع كدفعة أولى 640 شخصا تقريبا للشرطة من ثم جاءت لجنة من وزارة الداخلية التقت بعدد كبير من الشرطة الموجودين لتدريبهم".
وتابع: "معنى كلمة المحافظ لغويا هو الذي يحافظ على أمن الناس، ويسعى لترتيب أوضاعهم، وتلبية حوائجهم، ويحافظ على حقوقهم. لذا فغير معقول أن نغلق بابنا أمام المحتاجين".
* رفض الانفصال
وعن دعوات خارجية من إسرائيل لانفصال الدروز وتأجيج الطائفية، قال المحافظ البكور "منذ أن توليت منصب محافظ السويداء لم ألمس دعوات للطائفية أو الانفصال من المشايخ الثلاثة وكان ندائهم في الجلسات، نحن وطنيون سوريون لا يوجد انفصال أبدا".
واستطرد: "لم أسمع أحدا نادى بالانفصال بين كل من التقيت بهم في محافظة السويداء من الأكاديميين ومن المثقفين".
وتابع: " قالوا لي نحن سنبقى سوريون، نحن قبلتنا ووجهتنا دمشق حتى لو تخلت عنا".
وأضاف "طلب منا السيد الرئيس (أحمد الشرع) رفع أي خطط مشاريع استثمارية للمحافظة، ونحن نطالب كل من عنده مشروع استثماري أي يتقدم به ونحن جاهزون لتذليل كل العقبات".
وبسطت فصائل سورية، في 8 ديسمبر 2024، سيطرتها على العاصمة دمشق بعد مدن أخرى، منهية 61 عاما من نظام حزب البعث الدموي، و53 سنة من حكم عائلة الأسد.
وفي 29 يناير/ كانون الثاني الماضي، أعلنت الإدارة السورية تعيين أحمد الشرع، رئيسا للبلاد خلال المرحلة الانتقالية.
وتحتل إسرائيل منذ 1967 معظم مساحة هضبة الجولان السورية، واستغلت الوضع الجديد في البلاد بعد إسقاط نظام الأسد، واحتلت المنطقة السورية العازلة، وأعلنت انهيار اتفاقية فض الاشتباك بين الجانبين لعام 1974.