آقسراي/ زكريا قره داود/ الأناضول

وصل الشاب التركي براق أوزتورك (26 عامًا) إلى مسقط رأس والدته، مدينة آقسراي التركية (وسط)، قادمًا على دراجته الهوائية من ألمانيا في رحلة نحو مكّة المكرمة لأداء مناسك الحج.

ويعمل أوزتورك في مجال الأعمال الكهربائية في مدينة شتوتغارت الألمانية، وبدأ رحلته على الدراجة الهوائية قبل 63 يومًا بهدف زيارة الأراضي المقدسة وأداء مناسك الحج.

وقطع أوزتورك حتى الآن حوالي 3500 كلم من إجمالي المسافة إلى مدينة مكة المكرمة والبالغة نحو 6500 كلم، عبر دول النمسا وسلوفينيا وكرواتيا والبوسنة والهرسك وصربيا وكوسوفو ومقدونيا الشمالية واليونان، قبل أن يصل إلى الأراضي التركية.

وخلال تواجده في تركيا، يواصل أوزتورك رحلته منذ 20 يوم عبر مدن مختلفة، إذ وصل إلى آقسراي، مسقط رأس والدته، حيث قرأ الفاتحة عند ضريح المتصوف وعالم الدين المسلم حميد الدين أقصرايلي (1331 - 1412)، والذي يعرف محليًا باسم "صمونجي بابا"، والتقى بعض صديقات والدته اللواتي تعرفن عليه عبر وسائل التواصل الاجتماعي.

ومن المقرر أن يتابع أوزتورك رحلته عبر مسار يمر بنيكدة وأضنة وسط وجنوب تركيا، قبل أن يعبر الحدود إلى سوريا.

- منذ 63 يومًا أقود دراجتي الهوائية نحو مكة المكرمة

وفي حديثه لوكالة الأناضول، أوضح أوزتورك أنه يعمل مع عائلته في شتوتغارت الألمانية في شركة تنشط في قطاع الأعمال الكهربائية، لافتًا إلى أنه خاض غمار تجربة سابقة بقيادة دراجته الهوائية من ألمانيا إلى إسطنبول.

وأضاف قائلًا: "تجربتي السابقة كانت مميزة جعلتني أشعر بالسعادة، مؤخرًا مررت بظروف نفسية صعبة في ألمانيا، فأردت أن أستعيد طاقتي الإيجابية عبر القيام برحلة جديدة، لكن هذه المرة وضعت هدفًا أكبر نصب عيناي، ولا يوجد هدف أعظم بالنسبة لنا نحن المسلمين من زيارة مكة المكرمة، لهذا قررت خوض هذه الرحلة لأصبح حاجًا إن شاء الله".

وأردف: "منذ 63 يومًا، أقود دراجتي نحو مكة المكرمة، قضيت شهر رمضان في دول البلقان وسط أجواء روحانية رائعة، تبقى أمامي حوالي 3000 كيلومتر، وهذا يعني أنني بحاجة إلى قطع نحو 100 كيلومتر يوميًا".

وأوضح أوزتورك أن رحلته تجري حتى الآن كما هو مخطط لها، وسط أجواءٍ مفعمة بالطاقة الإيجابية.

وأشار إلى أن دراجته مزودة بحقائب تحمل ملابس وشواحن وجميع المستلزمات الضرورية للطريق.

وتابع قائلا: عشت حتى الآن أيامًا مليئة بالمغامرة، التقيت بالكثير من الأشخاص الطيبين، ولم أتعرض لأي مضايقة أو موقف سلبي.

وأضاف: "شعرت بدعم كبير من شعوب دول البلقان، الذين أوجه لهم تحية خاصة من هنا، بداية يستغرب الكثيرون عند سماعهم أن شابًا صغيرًا يسافر إلى مكة المكرمة لأداء مناسك الحج على متن دراجة هوائية، ثم يعربون عن فرحتهم بهذه الفكرة وهذا العمل".

- سأواصل رحلتي حتى الوصول إلى مكّة المكرمة

وأشار أوزتورك إلى أنه نشر نحو 1000 محتوى من رحلته عبر حساباته على وسائل التواصل الاجتماعي.

كما أوضح أن نيته الأولى كانت أداء العمرة، إلا أن الرحلة تطورت لتصبح رحلة حج.

وأعرب عن أمله التنقل بين مكة المكرمة والمدينة المنورة على متن دراجته الهوائية، ثم أداء مناسك الحج سيرًا على الأقدام، وبعدها العودة إلى وطنه".

- دعم محلي ورسالة ملهمة للشباب

من جانبه، قال مدير الثقافة والسياحة في ولاية آقسراي مصطفى دوغان، للأناضول، إنه علم بالرحلة التي يقوم بها أوزتورك على متن الدراجة الهوائية إلى مكّة المكرمة ورغب بلقائه.

وأضاف دوغان: "أوزتورك مرّ عبر العديد من البلدان الأوروبية قبل أن يدخل الأراضي التركية عبر البلقان".

واختتم حديثه بالقول إن "شاب يقوم بمثل هذه الرحلة انطلاقًا من أوروبا هي مسألة تتطلب الكثير من الثقة بالنفس، وأوزتورك يمثل في الحقيقة نموذجًا رائعًا يحتذى به لنشر قيمنا الروحية وقيم الصبر والمثابرة بين الشباب".