وزير الخارجية العراقي يستقبل نظيره السوري
ضمن زيارة رسمية يجريها أسعد الشيباني إلى العراق هي الأولى له منذ الاطاحة بنظام الأسد

Iraq
ليث الجنيدي / الأناضول
استقبل وزير الخارجية العراقي فؤاد حسين، الجمعة، نظيره السوري أسعد الشيباني في بغداد.
جاء ذلك ضمن زيارة رسمية يجريها الشيباني إلى العراق، هي الأولى له منذ الإطاحة بنظام الأسد.
وقالت وكالة الأنباء العراقية إن "الشيباني وصل اليوم إلى العاصمة بغداد في زيارة رسمية".
وبينت أن حسين استقبل الشيباني في مقر وزارة الخارجية.
وخلال اللقاء أكد حسين "أهمية بناء علاقات متينة وتفاهمات واضحة لتعزيز العمل المشترك في مكافحة تنظيم داعش الإرهابي".
وشدد على "ضرورة إنشاء غرفة عمليات خماسية تضم العراق وسوريا والأردن وتركيا ولبنان لمواجهة هذا التنظيم" وفق بيان لوزارة الخارجية العراقية.
وأشار حسين وفق البيان الذي نشرته الوكالة العراقية، إلى "أهمية تعزيز التنسيق العسكري والاستخباري والتعاون الأمني الكامل بين دول المنطقة".
وذكر أن "داعش الإرهابي يمثل تهديداً عابراً للحدود، مما يستوجب تعاوناً إقليمياً فعالاً".
وأكد أن "العراق لا يتدخل في الشؤون الداخلية للدول، لكنه بحكم تجربته يقدم النصح والتحذير، نظراً للروابط التاريخية العميقة بين الشعبين العراقي والسوري".
ولفت حسين إلى أن "ما يحدث في سوريا يؤثر على العراق، لا سيما أن المجتمع السوري، مثله مثل المجتمع العراقي، يتميّز بالتعددية والتنوع".
وأعرب عن "أسفه لما وقع في الساحل السوري من أحداث"، مشيراً إلى "تأثيرها على العراقيين".
ودعا وزير الخارجية العراقي إلى "تجنب خطاب الكراهية لما له من تداعيات خطيرة".
وفي 6 مارس/ آذار الجاري، شهدت منطقة الساحل السوري توترا أمنيا على وقع هجمات منسقة لفلول نظام الأسد، هي الأعنف منذ سقوطه، ضد دوريات وحواجز أمنية، ما أوقع قتلى وجرحى.
وإثر ذلك، استنفرت قوى الأمن والجيش ونفذت عمليات تمشيط ومطاردة للفلول، تخللتها اشتباكات عنيفة، وانتهت باستعادة الأمن والاستقرار في مدن الساحل، وبدء ملاحقة الفلول وضباط النظام البائد في الأرياف والجبال.
وأكد حسين أن "الانتماء الوطني يجب أن يكون الجامع الأساسي، وأن مسؤولية الدولة هي فرض الأمن والاستقرار"، مجددا تأييد العراق لـ"الاتفاق بين الحكومة السورية وقوات سوريا الديمقراطية (قسد)".
وفي 10 مارس الجاري، قالت الرئاسة السورية إنه جرى توقيع اتفاق يقضي باندماج ما تعرف بقوات "قسد" (واجهة تنظيم بي كي كي/ واي بي جي الإرهابي) ضمن مؤسسات الجمهورية العربية السورية وتأكيد وحدة الأراضي السورية ورفض التقسيم.
ووقع الاتفاق الرئيس السوري أحمد الشرع وفرهاد عبدي شاهين قائد ما تعرف بقوات "قسد".
وأشار حسين إلى أن "الجالية السورية في العراق تحظى باحترام وتقدير كبير"، مشيدا "بدور سوريا في رعاية الجالية العراقية".
وشدد على "أهمية حماية المراقد الدينية، حيث اتفق الجانبان على ضرورة دراسة مقترح إنشاء المجلس التنسيقي العراقي ـ السوري المشترك بين البلدين في المستقبل القريب لتعزيز التعاون الثنائي في مختلف المجالات الأمنية والسياسية والاقتصادية".
من جانبه، أكد الوزير السوري خلال اللقاء "حرص بلاده على تطوير العلاقات الثنائية مع العراق"، مشيداً بـ"تجربة العراق في مواجهة التحديات الأمنية" وفق ما نقل عنه بيان الخارجية العراقية.
وأشار الشيباني إلى أن "ما حدث من تجاوزات في الساحل السوري كان له أثر بالغ على الحكومة السورية"، مؤكداً "أهمية احترام التنوع في سوريا ورفض أي أعمال عنف".
وأكد "استعداد سوريا لتشكيل لجان أمنية مشتركة والاستفادة من خبرات الدول المجاورة في مكافحة الإرهاب"، و"وجود إرادة سياسية مطلقة لتعزيز العلاقات بين بغداد ودمشق".
وقال إن "التفاهم مع قسد يمكن أن يسهم في ضبط الحدود بين البلدين، كما أن إعادة فتح المعابر الحدودية سيسهم في إنعاش المنطقة اقتصادياً".
ويعتبر العراق من الدول العربية القليلة التي حافظت على علاقة مع نظام الأسد بعد قمعه للاحتجاجات الشعبية التي بدأت عام 2011.
وفي 6 ديسمبر/ كانون الأول 2024، استضافت بغداد وزيري خارجية إيران عباس عراقجي والنظام المخلوع بسام صباغ، قبل يومين من سقوط رأس النظام بشار الأسد وفراره إلى روسيا، في اجتماع بحث التطورات الأمنية في سوريا آنذاك.
لكن مع سقوط نظام الأسد في 8 ديسمبر، ورغم حذر أولي، قال رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني في تصريحات صحفية: "ننسق مع سوريا بشأن تأمين الحدود وعودة اللاجئين ومستعدون لتقديم الدعم، ولا نريد لسوريا أن تكون محطة للصراعات الأجنبية".
فيما أكد الوزير حسين، في 14 فبراير/ شباط الماضي، أن "العراق ليس لديه تحفظات أو شروط للتعامل مع القيادة السورية الجديدة، بل مجموعة من الآراء المتعلقة برؤيتنا حول مستقبل سوريا ولكن بالنتيجة القرار والإرادة للشعب السوري نفسه".
الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.