السيسي: مصر ستواجه صعوبات حال استقبال مزيد من السودانيين
الرئيس المصري وصف في مقابلة مع صحيفة يابانية السودانيين بأنهم "ضيوف" في بلاده وليسوا لاجئين
Al Qahirah
القاهرة / الأناضول
قال الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، إن بلاده "ستواجه تداعيات اقتصادية وصعوبات" في حال استقبالها مزيدا من السودانيين، في خضم الأزمة الجارية بين الأطراف المتصارعة في بلدهم.
جاء ذلك في مقابلة استمرت نحو 70 دقيقة، أجراها السيسي مع صحيفة "The Asahi Shimbun" اليابانية.
ونشرت الصحيفة اليابانية المقابلة، الثلاثاء على موقعها الإلكتروني، بعد 3 أيام من إجرائها بالعاصمة المصرية القاهرة، السبت الماضي.
وأضاف السيسي أن "العديد من السودانيين يفرون إلى مصر" بينما تواجه بلاده "صعوبات"، وذلك في معرض الحديث عن الأزمات الاقتصادية التي ضربت العالم على خلفية الحرب الروسية في أوكرانيا، لا سيما أسعار السلع والأغذية.
وتابع: "إذا وافقنا على استقبال مزيد من السودانيين، فسوف تشعر مصر بالتأكيد بهذه الآثار (الاقتصادية)".
وزاد: "لدينا بالفعل ملايين السودانيين في مصر ونعتبرهم ضيوفا وليسوا لاجئين، لكن في خضم الصعوبات الاقتصادية التي خلفتها الحرب الروسية في أوكرانيا، وفرار العديد من السودانيين، تواجه مصر أيضا مشكلات".
وأشار إلى أن المصريين يعانون بالفعل من "تصاعد التضخم، والارتفاع المتزايد في أسعار الاحتياجات اليومية".
وفي السياق، تحدث السيسي عن وجود ما بين 8 و9 ملايين لاجئ بشكل عام في مصر، قال إن بجانب السودانيين هناك من جاؤوا من سوريا، وليبيا، واليمن، وغيرها من الدول الإفريقية.
** الموقف المصري من الصراع في السودان
وشدد الرئيس المصري على أن بلاده "لن تتدخل" في الصراع القائم بالسودان، عملا بمبدأ "عدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول الأخرى"، قائلا: "لا نريد زيادة الأمور تعقيدا".
ولفت إلى أن مصر "ستوفر الدعم اللازم لبدء الحوار بين السودانيين، بهدف وضع حد للصراع وتحقيق الهدنة".
وأشار في حديثه إلى أهمية "تأسيس حكومة مدنية مؤقتة في السودان، وإجراء الانتخابات بهدف تنصيب حكومة مدنية" في نهاية المطاف.
وعن التداعيات السلبية للصراع في السودان، أكد السيسي أن استمرار النزاع "سيؤثر على المنطقة بالكامل".
واستطرد: "نبذل قصارى جهدنا لعقد مباحثات بين الجيش وقوات الدعم السريع".
وفي 30 أبريل/ نيسان الماضي، استقبل السيسي رئيس وزراء اليابان فوميو كيشيدا في القاهرة، حيث تعهد الأخير في مؤتمر صحفي مشترك، بأن تقدم بلاده "مساعدات إنسانية للاجئين السودانيين الفارين من بلدهم باتجاه الدول المجاورة".
والجمعة الماضية، قالت الخارجية المصرية إنها رصدت حتى 27 أبريل "دخول 14 ألف لاجئ سوداني إلى الأراضي المصرية".
ووفقا لأحدث بيانات صادرة عن المنظمة الدولية للهجرة التابعة للأمم المتحدة، في أغسطس/ آب الماضي، وصل عدد المهاجرين الذين يعيشون في مصر إلى 9 ملايين شخص من 133 دولة، يمثلون نحو 8.7 بالمئة من إجمالي سكان البلاد (103 ملايين عند إعداد الإحصاء الأممي).
وقالت المنظمة في بيان إن السودانيين جاؤوا في مقدمة القائمة حيث بلغ عددهم في مصر 4 ملايين، يليهم السوريون (1.5 مليون)، واليمنيون (مليون)، والليبيون (مليون).
وتشكل هذه الجنسيات الأربع 80 بالمئة من المهاجرين الدوليين المقيمين حاليا في مصر، وفقا للمنظمة الأممية.
ومنذ 15 أبريل الماضي، تشهد ولايات بالسودان اشتباكات واسعة بين الجيش بقيادة عبد الفتاح البرهان، و"الدعم السريع" بقيادة محمد حمدان دقلو "حميدتي"، يتبادل فيها الجانبان الاتهامات بالمسؤولية عن اندلاعها عقب توجه قوات تابعة لكل منهما للسيطرة على مراكز تابعة للآخر.
وأُسست قوات الدعم السريع في 2013 لمساندة القوات الحكومية في قتالها ضد الحركات المسلحة المتمردة في إقليم دارفور (غرب)، ثم تولت مهام منها مكافحة الهجرة غير القانونية عبر الحدود وحفظ أمن البلاد.