
Istanbul
إسطنبول / الأناضول
أعلنت شركات طيران عالمية، الإثنين، تعليق رحلاتها إلى مطار رفيق الحريري بالعاصمة بيروت، لفترات متباينة، تجنبا لتصعيد بين إسرائيل و"حزب الله" اللبناني.
جاء ذلك، في بيانات صحفية منفصلة لتلك الشركات، وتصريحات لوسائل إعلام دولية، في وقت ساد بعض الإرباك رحلات الطيران المغادرة والقادمة من وإلى لبنان منذ الأحد، وتواصلت دعوات دول غربية وعربية لمغادرة بيروت وتجنب السفر إليها.
ومطار رفيق الحريري هو الوحيد في لبنان، وسبق أن استُهدف خلال الحرب الأهلية التي شهدتها البلاد (1975- 1989)، وفي حروب سابقة مع إسرائيل، كان آخرها حرب تموز 2006 (يشار إليها في تل أبيب بحرب لبنان الثانية) بين "حزب الله" وإسرائيل.
وتزايدت توقعات بتصعيد كبير مرتقب بين الجيش الإسرائيلي و"حزب الله"، على خلفية مقتل 12 درزيا معظمهم أطفال وإصابة آخرين، السبت، جراء سقوط صاروخ على ملعب لكرة القدم ببلدة مجدل شمس بهضبة الجولان السورية المحتلة من جانب تل أبيب منذ 1967.
تعليق جديد
والإثنين، قالت مجموعة الخطوط الجوية الألمانية لوفتهانزا في بيان إنها علقت رحلاتها إلى لبنان حتى 5 أغسطس/آب المقبل، وهو ذات الموعد الذي أعلنته شركة الطيران السويسرية اليوم.
بينما أعلنت شركة "إير فرانس" الفرنسية تعليق رحلاتها يومي الإثنين والثلاثاء إلى لبنان، بعد تأجيل رحلات تتبع خطوط الشرق الأوسط اللبنانية، وإلغاء رحلات كانت مجدولة اليوم من ألمانيا وهولندا والسويد.
كما قالت شركة الخطوط الجوية الأردنية، في بيان الاثنين إنها قررت "تعليق رحلاتها الجوية إلى بيروت (الاثنين) و(الثلاثاء)"، مع "استمرار التقييم" للوضع".
وذكرت هيئة الطيران المدني الأردنية (حكومية)، عبر بيان، أن "تعليق الرحلات للشركات الوطنية هو إجراء تحوطي ناتج عن تقييم للمخاطر بالنسبة للرحلات الجوية إلى بيروت".
مخاوف
وبحسب جولة أجراها مراسل الأناضول، في مطار بيروت، الاثنين، فقد تم إبلاغ عدد كبير من المسافرين بإلغاء رحلاتهم.
وقال المسافر الألماني من أصل سوري موسى أحمد (54 عاما): "أنا مسافر إلى العاصمة الألمانية برلين عبر شركة سان إكسبرس، وعندما وصلتُ المطار تفاجأت بإلغاء الرحلة".
من جهته، المسافر الفرنسي من أصل لبناني خليل بحر (70 عاما)، قال: "كانت رحلتي مجدوَلة عند الساعة الواحدة ظهرًا عبر الطيران اليوناني ترونسافيا، وتأجّلت إلى الساعة السادسة، ومن ثم ألغيت".
وذكر أنه كان لديه شعور بالقلق من أن يقفل المطار نتيجة التصعيد الأخير بين إسرائيل و"حزب الله" وإنه وكان يدرك أن إسرائيل ستضرب المطار.
ونقلت تقارير إعلامية الاثنين، عن موقع فلايت رادار 24، أن طيران إيجه اليونانية والخطوط الجوية الإثيوبية أجلتا أيضا رحلات كان من المقرر وصولها إلى بيروت الاثنين.
ومساء الأحد، أعلنت شركة طيران الشرق الأوسط اللبنانية، تأخير عودة بعض رحلاتها إلى بيروت من مساء الأحد 28 يوليو/ تموز الجاري إلى صباح الاثنين 29 يوليو، في ظل التهديدات الإسرائيلية بشن ضربة عسكرية ضد لبنان.
كما أفادت وسائل إعلام محلية بأن عددا من شركات الطيران الأجنبية ألغت رحلاتها إلى بيروت مساء الأحد من بينها الطيران القطري، و"ترانسافيا" من هولندا و"يورو وينغز" من ألمانيا.
وارتفعت وتيرة التهديدات الإسرائيلية بشن ضربة موسعة على لبنان عقب هجوم صاروخي استهدف السبت، بلدة مجدل شمس بهضبة الجولان السورية المحتلة، نفى "حزب الله" مسؤوليته عنه، وأسفر عن مقتل 12 شخصا من الطائفة الدرزية، وإصابة نحو 40 آخرين.
دعوات بتجنب السفر والمغادرة
وإزاء ذلك تواصلت دعوات دول غربية وعربية لليوم الثاني، لرعاياها لتجنب السفر إلى لبنان ومغادرتها، في مواقف صادرة عن ألمانيا وإيطاليا والأردن.
والأحد، حثت السفارتان الأمريكية والنرويجية في بيروت، ووزارة الخارجية والتنمية البريطانية، ونظيراتها الدنماركية والفرنسية والبلجيكية رعاياها على مغادرة لبنان.
والأحد، دعا وزير الخارجية اللبناني عبد الله بو حبيب، في تصريحات نقلتها وكالة الأنباء اللبنانية، الأحد إلى "إجراء تحقيق دولي أو عقد اجتماع للجنة الثلاثية عبر اليونيفيل (الأممية التي تراقب الحدود) لمعرفة حقيقة الأمر"، مؤكدا أن أي "هجوم كبير من قبل إسرائيل على لبنان سيؤدي إلى تدهور الوضع في المنطقة واشتعال حرب إقليمية".
ومساء الأحد، كلّف المجلس الوزاري الإسرائيلي المصغر للشؤون السياسية والأمنية (الكابينت)، رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع يوآف غالانت بتحديد كيفية وتوقيت مهاجمة "حزب الله"، على خلفية حادثة مجدل شمس.
ومنذ 8 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، تتبادل فصائل لبنانية وفلسطينية في لبنان، أبرزها "حزب الله"، مع الجيش الإسرائيلي قصفا يوميا عبر "الخط الأزرق" الفاصل أسفر عن مئات القتلى والجرحى معظمهم بالجانب اللبناني.
وترهن الفصائل وقف القصف بإنهاء إسرائيل حربا تشنها بدعم أمريكي على قطاع غزة منذ 7 أكتوبر الماضي، خلّفت أكثر من 130 ألف قتيل وجريح فلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 10 آلاف مفقود.