Mauritania
نواكشوط / محمد البكاي / الأناضول
** المحلل السياسي الموريتاني سيد أحمد ولد باب للأناضول:
- نواكشوط لا ترى أنها ملزمة بتبني وجهة نظر المغرب والأمر نفسه بالنسبة للجزائر
- نزاع الصحراء وراء تجميد اتحاد المغرب العربي وموريتانيا نشطة ومهتمة به
- مشاركة الأحزاب السياسية الموريتانية في مؤتمرات البوليساريو ليست جديدة
- استبعد أن تخسر المغرب موريتانيا لعلاقتها مع الصحراويين
قال المحلل السياسي الموريتاني سيد أحمد ولد باب، إن بلاده لا تنحاز لأي طرف في نزاع إقليم الصحراء، لافتا إلى أنها تستهدف الوصول إلى حل عادل للأزمة.
وثمة نزاع بين المغرب و"البوليساريو" على إقليم الصحراء بدأ عام 1975، بعد إنهاء الاحتلال الإسباني وجوده في المنطقة، وتحول النزاع إلى صراع مسلح، استمر حتى 1991، ثم توقف بتوقيع اتفاق لوقف إطلاق النار، برعاية أممية.
ويصر المغرب على أحقيته في إقليم الصحراء، ويقترح حكمًا ذاتيًا موسعًا تحت سيادته، بينما تدعو "البوليساريو" إلى استفتاء لتقرير مصير الإقليم، وهو طرح تدعمه الجزائر، التي تؤوي النازحين الفارين من الإقليم.
وأضاف "ولد باب": "موريتانيا تتعاطى مع الشعب الصحراوي على أنه شعب يطالب بالاستقلال وتعترف بجبهة البوليساريو كممثل له".
وأشار إلى أن بلاده لا ترى أنها ملزمة بتبني وجهة نظر المغرب، لكي تحافظ على علاقة حسنة به، كما أنها في المقابل، ليست ملزمة بتبني وجهة النظر الجزائرية من أجل ذات الهدف.
ولفت المحلل الموريتاني إلى أن بلاده تحتاج إلى علاقات قوية مع البوليساريو، نظرًا لوجود حدود تصل إلى نحو 700 كم مع مناطقها، ومن ثم فهي بحاجة لتنسيق أمني مع البوليساريو لتأمين حدودها الشمالية.
وبشأن الزيارات المتكررة لمسؤولين في البوليساريو إلى موريتانيا، واستقبالهم من حين لآخر بقصر الرئاسة في نواكشوط، قال ولد باب: "زيارة المسؤولين الصحراويين لموريتانيا ليست بجديدة، لقد زار موريتانيا العديد منهم خلال حكم الرئيس الأسبق معاوية ولد الطايع".
وأضاف: كذلك فإن مشاركة الأحزاب السياسية الموريتانية في مؤتمرات البوليساريو ليست جديدة كذلك، مرجعا ذلك إلى أنهم يعتبرون البوليساريو حركة تنشط من أجل الاستقلال.
وتواصل "البوليساريو" تحركات على المستوى الإقليمي، لحشد الدعم لمؤتمرها الخامس عشر، بين 19 و23 ديسمبر/ كانون الأول الحالي.
وقاد تحركات "البوليساريو" ما يسمى وزير خارجيتها، محمد سالم ولد السالك، الذي التقى مؤخرا الرئيس الموريتاني، محمد ولد الشيخ الغزواني، إضافة إلى زعماء أحزاب موريتانية، بينها حزب التجمع الوطني للإصلاح والتنمية (تواصل)/ إسلامي) المعارض، الذي يرتبط بعلاقات وثيقة مع حزب "العدالة والتنمية (إسلامي)، قائد الائتلاف الحكومي بالمغرب.
وبينما التزمت الحكومة المغربية الصمت تجاه تحركات "البوليساريو" في موريتانيا، فإن حزب "العدالة والتنمية"، وصف خطوة استقبال حزب "تواصل" الموريتاني لـ"ولد السالك" بـ"الخاطئة".
واستبعد "ولد باب" أن يخسر المغرب موريتانيا لعلاقتها مع الصحراويين، كما استبعد أن تتنازل موريتانيا "عن موقفها من الصحراء بضغط من الجزائر أو المغرب".
وفي الآونة الأخيرة، شهدت العلاقات بين الجارتين تحسنًا ملحوظًا، وزار المتحدث باسم الحكومة المغربية، حسن عبيابة، نواكشوط في نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، وعقد لقاءات مع وزراء موريتانيين.
وفي السابع من نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، قال وزير الخارجية الموريتاني، إسماعيل ولد الشيخ أحمد، إن الوقت حان لإنهاء النزاع في الصحراء وإيجاد حل عادل ودائم ومقبول لدى جميع أطراف الصراع.
ولفت إلى أن نزاع الصحراء هو سبب تجميد اتحاد المغرب العربي، وموريتانيا نشطة ومهتمة به، لكنها لا تنحاز لأي طرف.