أنقرة / الأناضول

شدد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، الأربعاء، على وجوب عدم استغلال حرائق الغابات المندلعة في عدد من ولايات البلاد، لتحقيق غايات سياسية.

وقال أردوغان، في مقابلة مع قنوات تركية خاصة: "كما هو الحال في أجزاء كثيرة من العالم، حدثت زيادة كبيرة في حرائق الغابات في بلدنا، ولا ينبغي استغلال الوضع لتحقيق غايات سياسية".

وأضاف أن عدد الطائرات المشاركة في مكافحة حرائق الغابات ارتفع اليوم إلى 20، وهناك أيضا 51 مروحية.

وأوضح أن طواقم الإطفاء تواصل مكافحة الحرائق دون توقف.

وتابع: "187 حريقا اندلع في غضون 8 أيام، 15 منها لا تزال مستمرة، وتمت السيطرة على بعضها".

وأكد الرئيس التركي عزم حكومته على تشجير جميع المناطق المحترقة لتعود خضراء من جديد.

ولفت إلى أنه تفقد الأضرار الناجمة عن الحرائق وأوعز للمسؤولين المحليين ببدء تعويض الأهالي المتضررين في أقرب وقت.

وأشار إلى أن طواقم الإطفاء تعمل جاهدة لحماية مفاعل حراري بولاية أنطاليا من ألسنة اللهب، مبينا أن قوة الرياح تصعّب عمل الكوادر.

وردا على مزاعم المعارضة حيال عدم قيام الدولة بواجباتها في إخماد الحرائق على أكمل وجه، قال أردوغان: "الدولة سخرت كافة إمكاناتها لإخماد الحرائق، الآن تعمل عشرات الطائرات والمروحيات، أما بلديات المعارضة، فهل تقوم بواجباتها على أكمل وجه؟ عليهم أن يطرحوا هذا السؤال لأنفسهم".

وبين أردوغان أن العالم يواجه في الوقت الراهن تهديد الحرائق، وأن دولا عديدة تواجه حاليا حرائق ضخمة، مجددًا استنكاره للمزاعم التي تروجها المعارضة التركية بخصوص تقاعس الدولة عن القيام بواجبها حيال ما تشهده البلاد من حرائق.

وذكر كذلك أن حكومته قامت بزرع 5 مليارات شجرة خلال 19 عامًا، مضيفًا "فهل هذه المساحات التي احترقت ستظل جرداء؟ بالطبع لا سنواصل زرع الأشجار كما كنا في السابق لنعيد لهذه المناطق حيويتها".

وردًا على سؤال حول ما إذا كانت لديه معلومة تشير إلى احتمالية أن يكون هناك عمل إرهابي أو تخريبي وراء تلك الحرائق، قال الرئيس التركي إنهم منذ اندلاع تلك الحرائق تساورهم الشكوك بهذا الصدد، وأنهم قاموا بالتحقيق في هذه الجزئية وتم توقيف عدد من الأشخاص واعتقال آخرين لضلوعهم في هذه الاعمال.

وأوضح أردوغان أن في عائلات هؤلاء المعتقلين أشخاص لهم صلة بتنظيم "بي كا كا" الإرهابي، مشددًا في الوقت نفسه على أن كافة تشكيلات الاستخبارات وأجهزة الأمن تواصل تحرياتها في هذه النقطة، ومن ستثبت إدانته سينال عقابه.

كما شدد الرئيس أردوغان على أنهم سيشاركون مع الرأي العام نتائج التحقيقات بكل شفافية عند انتهائها.

وعن خسائر الحرائق في بلدان أخرى بالعالم قال أردوغان إنها أتت على مليونين و750 ألف هكتار بكندا، و1.5 مليون هكتار بالولايات المتحدة.

الرئيس أردوغان انتقد كذلك في تصريحاته حملة مزعومة انتشرت عبر وسائل التواصل الاجتماعي المختلفة تحت مسمى "أنقذوا تركيا"، مشيرًا أن الهدف الأساسي من وراء إطلاقها هي إظهار تركيا على أنها دولة ضعيفة.

وأضاف ردًا على من روجوا لهذه الحملة "افعلوا ما يحلو لكم، نحن نقف شامخين على أقدامنا وسنواصل السير في طريقنا"، مضيفًا "هل يعتقدون أنهم سيهزموننا بالأكاذيب؟ تركيا الآن دولة قوية وليست دولة بلا إمكانيات".

وردًا على مزاعم ساقتها المعارضة حول عدم وجود طائرات مخصصة رسميًا لإطفاء الحرائق، قال أردوغان إن هيئة الطيران التركية لديها طائرات لهذا الغرض، وتقدم خدمة إطفاء الحراق لإدارات الغابات منذ العام 1985 بمقابل.

ولفت كذلك أن هناك حملات إعلامية مضللة على مواقع التواصل الاجتماعي تسعى لتقوض ثقة تركيا المتزايدة بالنفس، مشددًا على أنهم لا يلتفتون إلى مثل هذه المحاولات، وأن من يقفون ورائها منزعجين من قوة تركيا.