
Ankara
أنقرة / الأناضول
قال وزير الخارجية التركي مولود تشاووش أوغلو إنّ تركيا لا تسمح من خلالها بخرق العقوبات الأوروبية والأمريكية المفروضة على روسيا.
جاء ذلك في مؤتمر صحفي عقده الإثنين، مع نظيره الأمريكي أنطوني بلينكن في المجمع الرئاسي بالعاصمة التركية أنقرة.
وأشار أنّ تركيا غير مشاركة في العقوبات على روسيا، وأنها لا تشارك في عقوبات مفروضة من طرف واحد، وتلتزم بالقرارات التي تتخذها الأمم المتحدة.
وأكد وزير الخارجية التركي أنّ بلاده لم تسمح بدخول أي سفينة حربية إلى البحر الأسود بعد الحرب الأوكرانية الروسية.
أوضح: "منذ البداية قلنا إنّ تركيا لن تسمح من خلالها بخرق وتجاوز العقوبات المفروضة على روسيا من قبل الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي".
وأكد أنّ بلاده اتخذت التدابير اللازمة من أجل منع وصول منتجات أوروبية إلى روسيا عبر تركيا.
ولفت إلى أن حجم التجارة بين تركيا وروسيا زاد بنسبة 60 بالمئة، معظمها في الغاز الطبيعي المستورد من روسيا نظرا لارتفاع سعره للضعفين بسبب الحرب.
ونفى تشاووش أوغلو تصريحات سابقة لنظيره الأمريكي اتهم فيها تركيا بتصدير معدات إلكترونية تستخدم في الصناعات الدفاعية إلى روسيا.
وطالب الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي إظهار وثائق تثبت ذلك، قائلاً: "إن وقع أي انتهاك بهذا الشأن فإننا سنتخذ ما يلزم، موقفنا في غاية الوضوح".
وعلى صعيد آخر، أشار تشاووش أوغلو إلى أنّ حلف شمال الأطلسي (الناتو) اليوم يقع تحت تهديدين اثنين، الأول روسيا والثاني الإرهاب.
واعتبر وزير الخارجية تعاون الولايات المتحدة مع تنظيم "بي كي كي/ واي بي جي" بدعوى مكافحة "داعش" بأنه "أمر غير صائب".
وفي شأن آخر، قال إن تركيا لا يمكنها شراء مقاتلات أمريكية من طراز F16 "وفق شروط تقييدية"، مشددا أنّ هذا الأمر "غير منصف لدولتين عضو في الناتو".
وأكد على أنه من حق تركيا استعادة 1.4 مليار دولار دفعتها لبرنامج صناعة مقاتلة "إف-35" بعد استبعاد أنقرة من المشروع من طرف واحد.
ودعا تشاووش أوغلو الكونغرس الأمريكي للعب دور داعم لحل المسائل العسكرية العالقة مع تركيا وعدم لعب دور المعيق.
فيما أشاد بتواصل الأمريكيين مع تركيا بعد حادثة الزلزال، واستعدادهم لتقديم المساعدة.
وكانت ملفات الاقتصاد والتجارة في مقدمة المسائل التي بحثها تشاووش أوغلو مع نظيره الأمريكي، مبينا أنّ حجم التجارة بين البلدين العام الماضي بلغ 32 مليار دولار، وأنهم يهدفون لرفعها إلى 100 مليار دولار.
كما بحث الجانبان العديد من المسائل الإقليمية وفي مقدمتها التطورات بين أذربيجان وأرمينيا.
كما بحث تشاووش أوغلو مع بلينكن التطورات في الأراضي الفلسطينية، معربا عن قلقه من الخطوات الإسرائيلية الأخيرة في بناء المستوطنات على الأراضي الفلسطينية المحتلة.
وبحث الوزيران الأوضاع في سوريا ولفت تشاووش أوغلو إلى أنّ واشنطن ستقدم مساعدات للشعب السوري.
وأكد على أنّ الاجتماعات التي عقدها الجانبان التركي والأمريكي، في مختلف الأصعدة، كانت شفافة وإيجابية.
وأشار إلى تقديم الرئيس الأمريكي جو بايدن تعازيه في اتصال هاتفي مع نظيره التركي رجب طيب أردوغان، وكذلك اتصال بلينكن مرتين معه قبيل زيارته لتركيا.
وأعرب تشاووش أوغلو عن شكره للشعب الأمريكي ومنظمات المجتمع المدني لحملات المساعدة التي أعلنت عنها من أجل المتضررين من الزلزال.
وتواصل عدد من الهيئات والمؤسسات الأمريكية عملها في منطقة الزلزال جنوبي تركيا، وأفاد تشاووش أوغلو أنّه ونظيره بلينكن اجتمعا معهم الأحد.
وحول انضمام السويد وفنلندا إلى الناتو، أشار تشاووش أوغلو لوجود مذكرة تفاهم ثلاثية وأنّ ما ينبغي القيام به واضح للجميع.
وقال: "الموضوع مرتبط بالخطوات التي ستتخذها السويد، فهي أرسلت رسائل إيجابية، أجرت تغييرات في الدستور والقوانين، ولكن مع الأسف أنصار تنظيم بي كي كي يواصلون في السويد تمويل التنظيم وتجنيد البشر والدعاية له وغيرها من الفعاليات".
ودعا تشاووش أوغلو السويد للإسراع في اتخاذ خطوات جدية، من أجل إقناع البرلمان والشعب التركي.
وفي الشأن السوري أشار إلى وجود بعض الاتفاقات بين تركيا والولايات المتحدة تنص على تطهير الحدود التركية مع سوريا بعمق 30 كيلو متر من الإرهابيين، الأولى "خارطة الطريق في منبج" والثانية الإعلان المشترك عام 2019، واستدرك بأن تركيا لم تتلق أي خطوات إيجابية من الجانب الأمريكي.
وفي سياق آخر، جدد الوزير التركي تسهيل بلاده لكل المساعدات التي ستقدمها الدول الأجنبية إلى سوريا، وخاصة بعد الطلبات العديدة التي تلقتها تركيا في هذا الصدد.
وأكد أنّ معبر جلوة غوزو المقابل لمعبر باب الهوى السوري والمعابر بولاية كيليس ستستخدمها الأمم المتحدة لإيصال المساعدات للسوريين.