تركيا, archive, الدول العربية

جامع بن طولون.. كنز فرعوني وهندسة قبطية وأمر تركي

شيد بكنز فرعوني، وعلى يد مهندس قبطي، وبأمر من حاكم تركي من أتراك القبجاق، هكذا تقول الوثائق التاريخية لجامع أحمد بن طولون الكائن بحي السيدة زينب.

11.05.2013 - محدث : 11.05.2013
جامع بن طولون.. كنز فرعوني وهندسة قبطية وأمر تركي

 كوثر الخولي

القاهرة ـ الأناضول

شيد بكنز فرعوني، وعلى يد مهندس قبطي، وبأمر من حاكم تركي من أتراك القبجاق، هكذا تقول الوثائق التاريخية لجامع أحمد بن طولون الكائن بحي السيدة زينب وسط العاصمة المصرية القاهرة.

ومثل كثير من المساجد الأثرية في البلاد زحفت يد الإهمال إليه رغم أنه واحد من أعرق المساجد ، وهو ما دفع عدد من طلاب الجامعات الخميس الماضي إلى تنظيم جولة تطوعية لتنظيف الجامع الأثري والعناية به أمام السياحة الوافدة.

يقول محمد عبد المحسن، الطالب بجامعة مصر للعلوم والتكنولوجيا "إن طلاب الجامعة المهتمين بالأعمال التطوعية وأعضاء جمعية "رسالة" للأعمال الخيرية اتفقوا على تنظيم هذا اليوم لتنظيف الجامع بعدما لوحظ إهمال العديد من أجزائه، رغم كونه واحد من أقدم مساجد القاهرة، ويشهد الكثير من الإقبال السياحي نظرا لروعة تصميمه، وما يمثله من قيمة أثرية كبيرة.

وأشار إلى أن الجامع يعد ثالث مسجد أقيم فى مصر بعد مسجدي عمرو بن العاص والعسكر الذى لم يعد له وجود الآن.

وترجع نشأة جامع أحمد بن طولون إلى العام 876 ميلاديا، وهو أحد الشخصيات الهامة في تاريخ مصر الإسلامي حيث انتقلت مصر في عهده من ولاية تابعة للخلافة العباسية إلى دولة ذات استقلال ذاتي.

وتولى أحمد بن طولون حكم مصر في عام 254 هجرية الموافق 868 ميلادية، حيث تم تكليفه من قبل الدولة العباسية بولاية مصر، وكانت ولايته في بداية الأمر مقتصرة على الفسطاط (مدينة شيدها عمروبن العاص عقب فتح مصر وكانت تقع قرب القاهرة)، لكن سرعان ما وسع بن طولون نفوذه حتى شمل سلطانه مصر كلها، حتى وصل إلى الشام، وأسس الدولة الطولونية التي حكمت مصر بين عامي 868 و 904 ميلادي.

ولد أحمد بن طولون عام 835 ميلادي في العراق لأسرة تعود أصولها لأتراك القبجاق، وتوفى عام 884 ميلادي.

ويشير أرشيف وزارة الآثار المصرية إلى أن أحمد بن طولون شيد جامعه بكنز عثر عليه في إحدى المقابر الفرعونية، واستغرق بنائه عامين، على يد مهندس قبطي يدعى سعيد بن كاتب الفرغانى.

ويتميز الجامع في تصميمه، بأسلوب العمارة العراقية، وتحديدا من سامراء، حيث التخطيط والزخرفة الموجودة في أنحاء الجامع.

ويتكون الجامع من صحن مكشوف متساوي الأضلاع تقريبا حيث يصل طول ضلعه 92 مترا، تتوسطه قبة محمولة على رقبة مثمنة موضوعة على قاعدة مربعة بها أربع فتحات معقودة، وبوسطها حوض للوضوء.

ويحيط بالصحن أربعة أروقة، أكبرها رواق القبلة وبه خمسة صفوف من العقود المدببة المحمولة على أكتاف مستطيلة القطاع، مستديرة الأركان على شكل أعمدة ملتصقة، أما الأروقة الثلاثة الأخرى فيوجد بها صفين فقط ويغطي الأروقة الأربعة سقف من الخشب حديث الصنع، عمل على نفس نمط السقف القديم، وبأسفله أعيد وضع إزار الخشب القديم مكتوباً عليه عدد من الآيات القرآنية بالخط الكوفي المكبر.

ويبلغ طول الجامع 138 مترا وعرضه 118 مترا تقريبا، يحيط به من ثلاث جهات، ويضم الجامع منارة لا يوجد مثيل لها في مآذن القاهرة حيث بنيت على غرار مئذنة سامراء بالعراق، وهي مربعة من الأسفل، بينما وسطها أسطواني، وتنتهي على شكل مثمن تعلوها قبة ويبلغ ارتفاعها 40 متراً.

وتمتاز وجهات الجامع الأربع بالبساطة، مع خلوها من أنواع الزخرف، باستثناء صف من الشبابيك المفرغة المتنوعة الأشكال والمختلفة العهود، والتي تنتهي بشرفات مفرغة بديعة، وأمام كل باب من أبواب الجامع، يوجد باب في السور الخارجي، بالإضافة إلى باب صغير فتح في جدار القبلة.

وتقول خبيرة الآثار الإسلامية "سعاد ماهر محمد" في كتابها "مساجد مصر وأولياؤها الصالحين" إن من قام ببناء مسجد أحمد بن طولون هو مهندس قبطي يدعى سعيد بن كاتب الفرغانى، حيث قال له أحمد بن طولون: "أريد مسجدا إذا احترقت مصر بقى وإذا غرقت بقى".

وتم ترميم المسجد في نهاية التسعينات من القرن الماضي حيث قامت وزارة الثقافة المصرية بترميم زخارفه وافتتاحه في عام 2005 كواحد من بين 38 مسجدا تم ترميمها ضمن مشروع القاهرة التاريخي، وقد أعلنت الحكومة المصرية وقتها أن إعادة ترميم الجامع تجاوزت تكلفت 12 مليون جنيه (أقل من مليوني دولار).

الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.
المواضيع ذات الصلة
Bu haberi paylaşın