في تجمع حاشد بإسطنبول.. صلاة الغائب على خاشقجي في مسجد الفاتح
بحضور أكثر من ألفي شخص في مجيط مسجد الفاتح، رفع بعضهم صور خاشقجي كتب عليها "القتيل"، وصورة ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان مكتوبا عليها "القاتل".
Istanbul
إسطنبول / صهيب قلالوة / الأناضول
إسطنبول/ صهيب قلالوة - إسماعيل أوزدمير/ الأناضول
أدى أكثر من 2000 شخص، صلاة الغائب، اليوم الجمعة، على الصحفي السعودي جمال خاشقجي بمسجد الفاتح في مدينة إسطنبول.
وجاءت صلاة الغائب بعد صلاة الجمعة، تلبية لدعوة رابطة "أصدقاء جمال خاشقجى حول العالم".
الصلاة شارك بها، المئات من الكتاب والصحفيين والإعلاميين العرب والأتراك، بالإضافة إلى المصلين الذين احتشدوا لإقامة صلاة الغائب.
ورفع المشاركون صور خاشقجي كتب عليها "القتيل"، وصورة ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان مكتوب عليها "القاتل".
وطالب المصلون السلطات التركية والمجتمع الدولي بملاحقة المتورطين في قضية قتل خاشقجي وتقديمهم للعدالة.
وذكرت العديد من المصادر المقربة من خاشقجي، وصيته بدفنه في البقيع بالمدينة المنورة.
وأعلن مئات الصحفيين والحقوقيين من دول عربية وأوروبية، إضافة إلى تركيا، الشهر الماضي، عن تأسيس "رابطة أصدقاء جمال خاشقجي".
وقال مستشار رئيس حزب العدالة والتنمية الحاكم في تركيا ياسين أقطاي، في كلمته، إن "صلاة الغائب على خاشقجي أُديّت اليوم في ولايات تركية عدّة وفي مكة والمدينة".
وأكّد أقطاي أن بلاده طالبت بالعدالة من أجل خاشقجي، وكشف ملابسات الحادثة بالكامل، منذ اليوم الأول لاختفائه وبعد اتضاح مقتله في وقع لاحق.
وبيّن أن الحقائق التي ظهرت حتى اليوم تدل على أن خاشقجي قُتل بطريقة وحشية وجرى تقطيع جثته وإخراجها من القنصلية ثم التخلص منها في مكان ما.
وأشار أقطاي إلى أن وحشية مرتكبي الجريمة تتضح أكثر فأكثر مع كل حقيقة تظهر.
وتابع: "قد تكون هذه الجريمة تخلصت من جثة جمال خاشقجي، ولكنها نشرت للعالم أجمع أفكاره التي ناضل وكافح من أجلها".
وشدّد أقطاي على أن الجميع يسأل الآن "لماذا قُتل خاشقجي؟" وأن هذا السؤال يتحول يوما بعد يوم إلى "كابوس" بالنسبة إلى القتلة.
وأوضح أن تركيا ستواصل السؤال عن القتلة والمحرضين الحقيقيين، وأن أداء صلاة الجنازة لا تعني التخلي عن القضية.
واعتبر أن الجريمة التي ارتكبت بحق خاشقجي، لم تكتف بالكشف عن هجوم كبير كان يحاك ضد تركيا، وإنما حالت أيضا دون تحقق هذا الهجوم.
كما أكّد أن بلاده لا تصدّق بأن الفريق الذي قتل خاشقجي قد تحرك بمفرده.
من جهته قال نائب حزب العدالة والتنمية عن إسطنبول، أحمد حمدي تشاملي، إن قتل خاشقجي تصرف غير إسلامي وغير أخلاقي وغير إنساني.
أمّا رئيس جمعية بيت الإعلاميين العرب في تركيا، طوران قشلاقجي، فقال إن خاشقجي لم يكن تابعا لأي مجموعة أو منظمة، وإنما كان فقط صحفيا.
وأضاف قشلاقجي: "سمعنا بأن جثة خاشقجي جرى تقطيعها، هي لم تقطع فحسب وإنما جرى التخلص منها".
وتابع: "أدينا اليوم صلاة الجنازة، ولكن لا توجد جثة على المصلى، وهذا عار بالنسبة إلى الإنسانية جمعاء".
وأشار إلى أن آخر كلمة لخاشقجي كانت "أنا أختنق". مبينا أن الإنسانية كلها اختنقت وليس جمال فقط.
وأكّد على ضرورة تحرك زعماء جميع الدول في العالم من أجل تحقيق العدالة لخاشقجي.
مرشح الرئاسة المصرية الأسبق أيمن نور، شدد أيضا على أن "جمال سيظل حاضرا في ضمير البشرية، حتى تتحقق العدالة كاملة".
وأضاف "ما سمعناه بالأمس في مؤتمر النيابة العامة السعودية لا يعبر عن العدالة التي كنا نتوقعها، إنه بيان مختلق وغير صحيح، ولا يوجد به معلومات متطابقة مع المعلومات التي سبقتها، وهذا يؤكد زيف الرواية منذ البداية".
وطالب نور تركيا والمجتمع الدولي "أن يقف جادا تجاه بيان النيابة العامة السعودية".
بدوره، رأى محمود حسين في كلمة له عن جماعة الإخوان المسلمين أن "التضامن العالمي مع جمال يدل على أن المطالبين بالحرية والعدالة كثيرون".
وقال حسين "نرفض أي محاولة بالتستر على الجريمة، ونطالب المجتمع الدولي بالكشف عن القاتل".
والخميس، أعلنت النيابة العامة السعودية، أن من أمر بقتل خاشقجي، داخل قنصلية بلاده في إسطنبول هو "رئيس فريق التفاوض معه" دون ذكر اسمه، وأنّ جثة المجني عليه (خاشقجي) تمت تجزئتها من قبل المباشرين للقتل (دون تسميتهم)، وتم نقلها إلى خارج مبنى القنصلية.
إلّا أن هذا الإعلان يتناقض مع ما تؤكده وسائل إعلام وخاصة غربية بأن من أصدر أمر قتل خاشقجي، هو ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، فضلا عن إعلان من النيابة العامة السعودية أن الجريمة حدثت جراء شجار عابر مع أشخاص في القنصلية.
واعتبر وزير الخارجية التركي مولود تشاووش أوغلو، أن بعض تصريحات النيابة العامة السعودية حول ملابسات جريمة مقتل خاشقجي، "غير مرضية"، وقال: "يجب الكشف عن الذين أمروا بقتل خاشقجي والمحرضين الحقيقيين وعدم إغلاق القضية بهذه الطريقة".
الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.