
عبد الرحمن فتحي
القاهرة- الأناضول
"الله .. سوريا.. حرية وبس" أشهر هتافات الثورة السورية التي تحولت إلى أنشودة غناها أحد أعمدة الإنشاد الإسلامي في سوريا، محمد مصطفى أبو راتب، لتصبح بعدها كنشيد وطني للثورة السورية.
أبو راتب (50 عامًا) المهجر من وطنه منذ أكثر من 30 عاما بسبب انتمائه للحركة الإسلامية قدم مثالا لتفاعل محترفي النشيد الإسلامي مع الثورة السورية، وترك مع غيره من المنشدين أثرا واضحا في الحراك الشعبي خاصة بين صفوف المنتمين للحركة الإسلامية في سوريا.
قال إنه إضافة لدور المنشدين في تحويل شعارات الثورة إلى أناشيد مغناة، فإن بعضهم أصبح عضوا في الجيش السوري الحر الذي يحارب نظام بشار الأسد، والبعض الآخر يقوم بزيارات دعم له، لكن دون الإفصاح عن ذلك.
وعن دور النشيد الإسلامي في الثورة السورية، وحياته كمعارض ومنشد كان لوكالة الأناضول للأنباء هذا الحوار مع المنشد محمد أبو راتب خلال مشاركته في مهرجان "القاهرة لنصرة الثورة السورية"، الذي انعقد الجمعة الماضي بدعوة من المجلس الوطني السوري وبالتنسيق مع مشيخة الأزهر والاتحاد العالمي لعلماء المسلمين والحملة العالمية لنصرة الشعب السوري.
وفيما يلي نص الحوار:
لك باع طويل في الإنشاد، ومدرسة خاصة في هذا الفن، كيف تقيم تجربة النشيد الإسلامي في سوريا؟
فن النشيد الإسلامي فن عمره خمس عقود فقط، وأنا هنا أقصد فن النشيد الهادف؛ فهناك فرق بين النشيد الإسلامي الديني (التقليدي الخاص بالمديح والابتهالات إلخ) والنشيد الإسلامي الهادف (الذي يتبنى قضايا اجتماعية وجهادية)، لكن رغم قصر هذه الفترة فقد حقق خطوات جيدة استطاع أن يصل إلى كثير من البيوت، وأنا باعتقادي كان له أثر كبير في الحراك الثوري العربي والإسلامي؛
ما هو أثر النشيد الإسلامي في سوريا خاصة وأن أكثر المنشدين خرجوا منها هروبا أو طردا؛ نتيجة للوضع السياسي في ظل النظام السابق؟
بشكل عام الثورات رافقها تطور إنشادي جيد، لكن ظهر بوضوح في ثورتي اليمن وسوريا، وفي سوريا بشكل أكبر حتى نجد أن المتظاهرين يرددون الشعارات بشكل إنشادي.
استطعنا أن نأخذ بعض الشعارات التي يرددها المتظاهرون وننسج من خلالها أناشيد مثل "الله سوريا حرية وبس"، و"على الجنة رايحين شهداء بالملايين"، والكثير من الشعارات التي أبدع المنشدون في صياغتها في قوالب إنشادية.
إضافة إلى ذلك فإن الثوار أنفسهم يستخدمون بعض الأناشيد، مثلا أنا سمعت "بيوم من الأيام هجموا الأعادي" وسمعت "سود سود براياتك جود جود بدماتك"، أدت إلى شعارات كبيرة امتزجت ما بين النشيد والشعار نفسه.
ونحن دورنا كمنشدين أن نفعل هذا الحراك من خلال الكلمة الطيبة واللحن العذب؛ ولذلك تداعينا إلى إقامة رابطة المنشدين السوريين التي احتوت معظم من غنى للثورة السورية، ونطمح الآن أن نقيم مهرجانا كبيرا إن شاء الله.
هل من علاقة شخصية تجمعك بالثوار أو مع الجيش الحر داخل سوريا؟
نعم بحكم أني أنتمي إلى الحركة الإسلامية، وهي ضليعة في الجيش الحر، ونعمل دائما لدعمه من خلال الحفلات التي نجمع له من خلالها الأموال.
في ظل الانشقاقات الجديدة هل تتفق مع تخوفات من سرقة الثورة من أركان في النظام السابق بدأوا في الانشقاق بعد أن تأكد سقوط النظام؟
طبعا أعداء الشعب يحاولون الالتفاف على الثورة بطرق مختلفة، نحن لا نشكك في نوايا هؤلاء الذين انشقوا، ربما يكون منهم من هو جيد وقد استيقظ ضميره، ولكن أتصور أن المعارضة والقيادات الشريفة التي كانت مع الثورة من بدايتها تعي هذا الأمر، وستدرس كل حالة على جهة، ولا يصح في النهاية إلا الصحيح.
متى بدأت معارضتك لنظام الأسد؟
أنا خرجت من سوريا عام 1980 (في عهد الرئيس الراحل حافظ الأسد) هربا بعد اعتقالي وأنا في السابعة عشر من عمري، وأصرت عائلتي أن أخرج من سوريا لأن الكثير من الضغوط كانت تمارس عليَّ لكوني من الحركة الإسلامية المعارضة للنظام، وعلى مدى 30 سنة لم يسمح لنا بالعودة، وأنا أمثل الآلاف من الشباب الذين بقوا خارج سوريا مضطرين.
والحمد لله واصلت أنا إنتاج هذه الأناشيد التي تفضح هذا النظام.. فأنتجت ألبومات وأناشيد وفيديوهات تكشف وجهه الحقيقي.
كيف هو الوضع في حلب مسقط رأسك والتي هي الآن في الواجهة؟
تأخرت حلب في الدخول للثورة، وكان هذا منفذا للانتقاد بعض الشيء، لكن من كان ينتقد لا يعرف طبيعة أهل حلب؛ فهم كثيرو الصبر، ولكن عندما ينفجرون تكون الضربة القاضية بإذن الله.
كانت حلب في الشهور الماضية كالبركان يغلي، وكان الطلاب الجامعيين بالجامعة يخرجون كل يوم في مظاهرة ويعتقل منهم كل يوم بالمئات، وإذا كانت حمص أكثر مدينة في الشهداء فحلب أكثر مدينة في المعتقلين، والبركان ظل يغلي ويغلي حتى انفجر الآن، واسأل الله سبحانه وتعالى أن تكون نهاية الطاغية على يد أهالي حلب بإذن الله .
ما رايك في التجربة التي قام بها المنشد يحيى حوا حينما دخل سوريا لدعم الثوار؟
عندما يشعر الثوار والجيش الحر أن الشعب كله معه، حتى الفنانين، فهذه لفتة تدعمه، وهناك منشدون موجودون في قلب الأحداث، فأبو مالك كنا نراه في المظاهرات ينشد، الآن توقف عن النشيد وأصبح جنديا في الجيش الحر، مثله الكثير، وأعرف منشدين في الخارج ذهبوا إلى سوريا دون أن يصرحوا بذلك، ولا أستطيع ذكر أسمائهم الآن.
كان لك عدد من الحفلات التي أقمتها وشاركت فيها في تركيا.. كيف ترى الجمهور التركي وعلاقته بالنشيد الإسلامي؟
في الحقيقة في 2006 كانت أول زيارة فنية لي في تركيا، شاركت الجالية السورية هناك في حفل فني، وفي 2008 قمت بحفل فني كبير في تركيا وحضره جمهور ضخم جدا كان معجبا بأناشيد أبو راتب، وكان مهرجانا رائعا جدا ونظموا لي مقابلة مع التلفزيون التركي.
وبعد ذلك توالت الزيارات لتركيا حتى باتت شبه شهرية بعد الثورة، إما للمشاركة في مؤتمر أو إقامة حفل للجالية أو لزيارة مخيم اللاجئين السوريين هناك.
وفي الحقيقة أحب أن أتوجه بتحية كبيرة جدا لتركيا حكومة وشعبا لوقوفهم الرائع بجانب الشعب السوري ودعمه واستقبال اللاجئين والسماح للقيادات المعارضة للاجتماع على أرضها.
أخيرا هل تجهز أعمالًا تعبر بها عن مشاعرك في حال تحقق ما تريده من إسقاط النظام؟
نعم الآن أنا وبعض المنشدين نخطط للقيام بأوبريت النصر، وأيضا أنا لي أغنية خاصة سأطلقها يوم تحرير سوريا بإذن الله.
الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.