أهالي البوسنة يحيون ذكرى ميلاد " علي عزت بيغوفيتش "
أول رئيس للبوسنة والهرسك

Sarajevo
سراييفو/ أمينة زورنيتش/ الأناضول
أحيا أهالي البوسنة والهرسك، اليوم الاثنين، الذكرى الـ 91، لميلاد أول رئيس للبوسنة والهرسك، علي عزت بيغوفيتش، الذي توفي عام 2003.
وبمناسبة الذكرى، نظمت مراسم أمام قبر بيغوفيتش في مقبرة كوفاتشي بالعاصمة البوسنية سراييفو، حضرها رئيس المجلس الرئاسي الثلاثي لجمهورية البوسنة والهرسك بكر عزت بيغوفيتش، ولفيف من الوزراء، ورؤساء البلديات، الى جانب المشاركين في حرب البوسنة، والأهالي.
ووضع الزوار زهورا على قبر بيغوفيتش، ودعوا له بالرحمة.
وفي كلمته بالمراسم أكد بكر عزت بيغوفيتش أن والده الزعيم الراحل، شخص لا يمكن نسيانه، معتبرا أنه يمثل رمزا لمرحلة تاريخية استعادت فيها البوسنة والهرسك كينونتها كدولة، وتم فيها إنشاء جيش البوسنة، واستعاد فيها "البوشناق" أسماءهم ولغتهم.
واعتبر بكر عزت بيغوفيتش أنه لا يمكن مقارنة أي من زعماء البوسنة بوالده، كما أشار للوضع الحالي للبلاد، قائلا إنها تمر بأيام "سهلة" مقارنة بما شهدته في الماضي، مستدركا أن البلاد لا تزال تعاني من مشاكل، إلا أن "العبء الذي نحمله بات أخف".
علي عزت بيغوفيتش
ولد "علي عزت بيغوفيتش"، الرئيس الأول لجمهورية البوسنة والهرسك، في مدينة "بوسانسكي ساماتش" في 8 أغسطس/ أب 1925، وقضى شبابه خلال الحرب العالمية الثانية في مكافحة الفاشية، ومن ثم الشيوعية، ودفع ثمن نضاله، سنوات من عمره قضاها في السجون.
سُجن بيغوفيتش للمرة الأولى عام 1946، وخرج منه عام 1949، ودخل السجن للمرة الثانية عام 1983، إثر الحكم عليه بالسجن 14 عامًا، لاتهامه بالنزعة الانفصالية، والسعي لإقامة دولة إسلامية، بسبب كتابه "الإعلان الإسلامي"، الذي نشر في السبعينات، ومن ثم أُطلق سراحه نهاية عام 1988، مع إفراج الحكومة اليوغسلافية عن جميع المعتقلين لاتهامات تتعلق بالمعارضة الفكرية.
أنشأ بيغوفيتش حزب العمل الديمقراطي عام 1990، بهدف إنهاء شعور البوشناق المسلمين بالدونية في وطنهم، وإتاحة الفرصة لهم للتأثير في الساحة السياسية، ولتقديم مثال على التعايش بين العرقيات المختلفة الموجودة في يوغسلافيا.
وفي الانتخابات التعددية الأولى التي شهدتها، البوسنة والهرسك، (إحدى الجمهوريات الست التي كانت تتكون منها يوغسلافيا)، عام 1990، عزز حزب العمل الديمقراطي من قوته مع فوزه بـ 86 من مقاعد البرلمان الـ 240.
وقاد بيغوفيتش شعب البوسنة، خلال الحرب التي بدأت مع إعلان البوسنة والهرسك استقلالها عن يوغسلافيا عام 1992، وانتهت بتوقيع اتفاقية دايتون للسلام في الأول من نوفمبر/ تشرين الثاني عام 1995.
استمر بيغوفيتش في قيادة بلاده خلال فترة تعافيها من آثار الحرب، إلى أن خرج من رئاسة البوسنة والهرسك عام 2000، وتوفي بيغوفيتش في 19 أكتوبر/ تشرين الأول 2003، ودفن بناء على وصيته في قبر بسيط بين قبور الشهداء في مقبرة "كوفاتشي"، بعد أن رفض خطة كانت تعدها الحكومة لبناء ضريح فخم له.