دولي, archive

أهالي غزة: نتوق للصلاة في "الأقصى" في رمضان

بعد منع إسرائيل سكان قطاع غزة منذ اندلاع انتفاضة عام 1987 من زيارة المسجد أو الوصول إلى مدينة القدس.

23.07.2012 - محدث : 23.07.2012
أهالي غزة: نتوق للصلاة في "الأقصى" في رمضان

نور أبو عيشة

غزة-الأناضول

"لا يستشعر روعة الكلام الذي أقوله إلا من وطأت قدماه المسجد الأقصى واستشعرت نفسه الراحة بعد سماع أذنيه للقرآن الكريم المنبعث من كل مآذن وجنبات الأقصى".

بهذه الكلمات بدأ الشيخ ضيائي السوسي، إمام مسجد الكنز بقطاع غزة، حديثه لمراسل وكالة الأناضول للأنباء حول أمنيته للصلاة في المسجد الأقصى، مبيناً أن أول مرةٍ زار فيها المسجد كانت عندما كان في الثامنة عشرة من عمره عام 1979.

وأوضح السوسي (52 عاماً) للأناضول "أنه في تلك الفترة كانت إسرائيل تسمح لجميع المسلمين بزيارة الأقصى والصلاة فيه، والاعتكاف في ليلة القدر".

لكن إسرائيل بدأت منذ اندلاع الانتفاضة الفلسطينية الأولى في ديسمبر 1987 منع سكان قطاع غزة من الوصول لمدينة القدس.

وتعزز هذا المنع بعد اندلاع الانتفاضة الفلسطينية الثانية عام 2000، حيث منعت فلسطينيي غزة والضفة بشكل كامل من الوصول إلى القدس، والصلاة في المسجد الأقصى، الذي يعتبر الثالث من حيث القداسة في الدين الإسلامي بعد المسجد الحرام بمكة والمسجد النبوي بالمدينة المنورة.

وذكر السوسي أن أهالي غزة كانوا في الفترة ما بين عامي (1980-1987) يخرجون للاعتكاف في المسجد الأقصى يوم 26 رمضان، موضحاً أن الطريق إلى القدس لم تكن تستغرق سوى ساعة أو أقل، وبعد وصولهم يداومون على الصلاة حتى اليوم التالي.

وقال "الصلاة في المسجد الأقصى لا تضاهى، وأنا الآن أحدثك وقلبي يتقطع ألماً عندما لا أستطيع أن أزور الأقصى وشاهده بأم عيني إلا عبر التلفاز".

وعن إحيائه للعشر الأواخر من رمضان في المسجد الأقصى، ذكر السوسي أنه كان يداوم على الاعتكاف وقراءة القرآن.

وأوضح أنه بعد منع الجيش الإسرائيلي لفلسطينيي غزة من زيارة الأقصى، يستذكر في كل رمضان يمر عليه كيف أن الله منّ عليه بإحياء العشر الأواخر من رمضان في الأقصى في السابق.

واسترجعت أم محمد حجازي (44 عاما) ذكرياتها الرمضانية في المسجد الأقصى، ويتزايد شوقها لزيارة المسجد كلّما شاهدت صور الأقصى والأماكن التي تعبّدت فيها.

ووصفت أولى زياراتها للمسجد قائلة "أشعر بأنني مشيت في نقطة مرّ منها رسول الله، أو تَبرّكت بنظراته".

وأكملت حجازي "زرت المسجد الأقصى ثلاث مرات، وفي كل مرة يراودني الشعور بالبكاء لعظمة الموقف، فمجرد التفكير أنك بمكان زاره النبي صلى الله عليه وسلم كفيلٌ بدفعك للاستغفار والتكبير". وذكرت أنها منذ 14 عاماً لم تزر الأقصى.

وعن الصعوبات التي كانت تواجهها أثناء زيارتها للمسجد الأقصى، قالت حجازي "كان الجيش الإسرائيلي يعطي تصريحاً واحداً لزوجي لزيارة الأقصى، وأنا كنت أخرج معه، وأتدبرُ أموري في الطريق، سواء بمحاولة الحصول على تصريح أو المرور من شوارع فرعية".

وأضافت "أذكر آخر مرة زرت فيها المسجد الأقصى أننا انتظرنا يوماً كاملاً في الخلاء، وذلك بعد قيام الإسرائيليين بإغلاق معبر كركوك، وقمنا والعمال الفلسطينيون في إسرائيل بنصب خيمة والمكوث فيها وقراءة القرآن".

وفي السياق نفسه، قال رئيس قسم متابعة الخطباء بوزارة الأوقاف في قطاع غزة جودت المظلوم "كباقي أهل غزة، كنا محرومين من زيارة المسجد الأقصى، وكانت إسرائيل تعطينا تصريح زيارة ليوم واحد فقط".

وأكمل المظلوم (42 عاما) "كنا نختار اليوم الذي نخرج فيه للأقصى يوم ليلة القدر، في 27 من رمضان، حتى نعتكف في الأقصى، ونرزق من خيره وبركاته".

وذكر المظلوم أن الجيش الإسرائيلي كان يعطي التصاريح لفلسطينيي غزة الكبار في السن، أما الشباب فكانوا يحرمون من الزيارة.

وأشار المظلوم أنه منذ 15 عاماً لم يزر الأقصى، خاصة بعد قيام إسرائيل بمنع الغزيين من زيارته.

وعن قضاء الغزيين لأوقاتهم في المسجد الأقصى خاصة وأن المسموح لهم بـ24 ساعة فقط، أوضح المظلوم أنهم كانوا منذ وصولهم إلى المسجد الأقصى يعقدون نيّة الاعتكاف.

وأضاف "نستمع لدروس دينية، وكلمات من الشيوخ هناك، وندعو الله أن يحرر فلسطين ويكتب هذه الزيارة على كل من يشتهيها".

ويتمنى المظلوم أن "تتحرر فلسطين، ويسمح للغزيين من جديد بزيارة المسجد الأقصى وقضاء رمضان فيه، نظرا للأجر الكبير للصلاة في المسجد الأقصى والتي تعادل خمسمائة صلاة".

 

الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.
المواضيع ذات الصلة
Bu haberi paylaşın