الهند.. عقار جديد قد يغير قواعد اللعبة في علاج سرطان الدم
وفقًا للإحصائيات، يصاب نحو 25 ألف شخص في الهند بسرطان الدم ونخاع العظام كل عام
Delhi
نيودلهي/ شوريا نيازي/ الأناضول
طور المعهد الهندي للتكنولوجيا "إندور"، مؤخرًا، عقارًا جديداً يمكن أن يغير من وضع آلاف المرضى الذين يعانون من سرطان الدم.
وفي حديثه لوكالة الأناضول، قال البروفيسور أفيناش سوناوان، الباحث الرئيسي في قسم العلوم الحيوية والهندسة الطبية الحيوية في المعهد الهندي للتكنولوجيا إنه "بمجرد الموافقة على العقار بعد التجارب، سيكون أرخص بنحو عشر مرات من العلاج الحالي".
وجاءت هذه التصريحات بمناسبة "أسبوع لوكيميا الأطفال"، الذي يتم تنظيمه كل عام خلال الفترة الممتدة بين 2 و8 نوفمبر/ تشرين ثاني.
وأضاف سوناوان أن عقار "أسباراجيناز" هو دواء إلزامي في العلاج الكيميائي لمرض سرطان الدم الليمفاوي الحاد، مشيراً إلى أنه "لا يوجد بديل لهذا الإنزيم".
ويعد علاج سرطان الدم الليمفاوي الحاد (ALL)، سرطان الدم ونخاع العظام، مكلف للغاية في الهند، وبعيدًا عن متناول الناس العاديين.
وفقًا للخبراء، يظهر مرض اللوكيميا، أحد أشكال سرطان الدم، بشكل رئيسي عند الأطفال دون سن 20 عامًا، والبالغين الذين تجاوزوا 60 عامًا، كما أن هناك العديد من أنواع اللوكيميا، إلا أن مرض سرطان الدم الليمفاوي الحاد هو الأكثر شيوعًا.
وفقًا للبيانات المنشورة، يصاب نحو 25 ألف شخص في الهند بهذا النوع من السرطان كل عام، ويمثلون قرابة ربع حالات السرطان بين الأطفال، إلا أن الخبراء يعتقدون أن العدد الفعلي للمرضى قد يكون أكثر من ذلك بكثير.
وطور معهد "إندور" عقار "أسباراجيناز" (M-ASPAR)، وهو إنزيم بكتيري، باستخدام هندسة البروتين لعلاج سرطان الدم الليمفاوي الحاد، ويمكن لهذا البحث أن يكون مفيدًا في إيجاد علاج أفضل لسرطان الدم الليمفاوي الحاد بجزء بسيط من التكلفة الحالية.
** آثار جانبية
ورغم إيجابيات هذا العقار، إلا أن له آثار جانبية خطيرة، حيث لا يتمكن جسم الإنسان من التعرف عليه كبروتين خلوي، فيقوم جسم المريض بإنتاج أجسام مضادة لهذه الأدوية.
ووفقًا لباحثي المعهد، يتم إعطاء عقار "أسباراجيناز" حاليًا بشكل روتيني لعلاج مرضى سرطان الدم الليمفاوي الحاد، لكنه يسبب آثارًا جانبية كنقص المناعة وفرط الحساسية وردود الفعل التحسسية والسمية العصبية وسمية الأعضاء الحيوية، بما في ذلك الكبد والطحال.
وقال سوناوان إن "فعالية هذا الدواء أقل بكثير في حالات معاودة ظهور المرض مرة أخرى".
وأضاف: "من العيوب الأخرى أن استقرار الدم يكون سيئ للغاية، لذلك من الضروري تناول جرعات متكررة من هذا الإنزيم لأنه يتحلل بسرعة في الدم".
وتابع قائلاً: "بهدف التغلب على هذه المشكلة، قمنا بتعديل إنزيمات أسباراجيناز من خلال نهج هندسة البروتين".
وتبلغ تكلفة العلاج في الدول الأجنبية حوالي 150 ألف دولار للعلاج لمدة 28-32 أسبوعًا، إلى جانب ذلك، تعد الطبيعة المناعية لتركيبات "أسباراجيناز" الحالية مشكلة كبيرة.
وفقًا للخبراء، يتم في الهند استخدام الإنزيمات العامة التي تكون فعاليتها ضعيفة جدًا في العلاج.
** عامان للحصول على الموافقة
بعد موافقة هيئة مراقبة الأدوية في البلاد، قد يستغرق الأمر من سنتين إلى سنتين ونصف لإنهاء تجارب المرحلتين الأولى والثانية.
ويعمل خبراء الطب في أنحاء العالم على تطوير نسخ محسّنة من عقار "أسباراجيناز" بخصائص أمان أفضل.
وقال سوناوان إن الباحثين في المعهد الهندي يعملون منذ 12 عامًا على تطوير دواء "أسباراجيناز" جديد ذي آثار جانبية أقل خطورة، وكفاءة أفضل في علاج الحالات الأولية، والحالات الانتكاسية (عودة ظهور المرض).
ويضم فريق البحث، بقيادة سوناوان، رانجيت ميهتا، وسوميكا سينغوبتا، ومايناك بيسواس.
واختتم سوناوان حديثه بالقول إن باحثي المعهد نجحوا في تطوير أسباراجيناز الذي يعتبر أقل مناعة بشكل ملحوظ، إلا أنه أكثر استقرارًا في الدم، ويمكنه تدمير خلايا سرطان الدم بشكل فعال.
ويعد عقار "أسباراجيناز" من العقاقير المدرجة في قائمة منظمة الصحة العالمية (WHO) للأدوية الأساسية، إلا أن العقار ليس متاحًا بسهولة في الهند والعديد من البلدان الأخرى، وفقًا للباحثين.
الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.