تورك: ارتكاب العنف بهدف نشر الرعب بين المدنيين بلبنان "جريمة حرب"
كلمة ألقاها مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان فولكر تورك خلال جلسة طارئة عقدها مجلس الأمن الدولي بنيويورك بطلب من الجزائر لبحث التطورات الأخيرة في لبنان
Ontario
هاميلتون، كندا/ الأناضول
أدان مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان فولكر تورك، الجمعة، بشدة سلسلة من التفجيرات المميتة لأجهزة اتصال في لبنان، ووصفها بأنها "جريمة حرب".
جاء ذلك في كلمة ألقاها تورك، خلال جلسة طارئة عقدها مجلس الأمن الدولي بنيويورك، بطلب من الجزائر، لبحث التطورات الأخيرة في لبنان.
وقال المفوض الأممي إنه "مذهول" من الهجمات القاتلة على مدنيين في لبنان يومي الثلاثاء والأربعاء.
ولفت إلى أن "هذه الهجمات تمثل تطورًا جديدًا في الحرب، حيث تصبح أدوات الاتصال أسلحة".
وحذر تورك، من أن "هذا أطلق العنان للخوف والذعر والرعب على نطاق واسع بين اللبنانيين، الذين يعانون بالفعل في وضع متقلب بشكل متزايد منذ أكتوبر/ تشرين الأول 2023، تحت وطأة أزمة اقتصادية حادة وطويلة الأمد".
وأضاف: "ارتكاب العنف بهدف نشر الرعب بين المدنيين يعد جريمة حرب".
وجدد المسؤول الأممي، الدعوة إلى إجراء تحقيق مستقل وشامل وشفاف في ملابسات هذه التفجيرات.
وشدد على ضرورة "محاسبة أولئك الذين أمروا بهذه الهجمات ونفذوها".
وأكد المفوض الأممي أن "الحرب لها قواعد لكل طرف" في جميع النزاعات المسلحة.
وتابع أن "هذا الوضع المأساوي لا يمكن النظر إليه بمعزل عن غيره، حيث أنه مرتبط بالحرب في قطاع غزة، والعنف المتصاعد في الضفة الغربية، بما في ذلك القدس الشرقية، واستمرار احتلال إسرائيل للأراضي الفلسطينية".
وفي كلمته أمام مجلس الأمن، قال عمار بن جامع، مندوب الجزائر في مجلس الأمن الدولي، مساء الجمعة، إن غارة اليوم على الضاحية الجنوبية لبيروت تؤكد أن "الاحتلال الإسرائيلي غير معني بالسلام".
وفي وقت سابق الجمعة، أعلن لبنان مقتل 14 وإصابة 66، بينهم عدد كبير من الأطفال والنساء في غارة إسرائيلية على الضاحية الجنوبية لبيروت، وفق حصيلة غير نهائية لوزارة الصحة اللبنانية.
وبينما قال الجيش الإسرائيلي، عبر بيان، إنه اغتال في الغارة القيادي العسكري البارز في "حزب الله" إبراهيم عقيل، وقادة كبارا آخرين بالحزب (لم يسمهم)، لم تنف أو تؤكد أية مصادر لبنانية رسمية أو في الحزب الأمر.
فيما ذكرت وكالة الأنباء اللبنانية أن المبنى المستهدف في الغارة أُصيب بـ4 صواريخ، لافتة إلى الغارة تسببت كذلك بانهيار مبان أخرى مجاورة.
وأضافت أن سيارات الإسعاف تواصل نقل المصابين والقتلى من المنطقة، وبينهم "عدد كبير من الأطفال والنساء، لأن المنطقة المستهدفة مكتظة بالسكان".
من جانبه، قال رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي، خلال اجتماع حكومي الجمعة، إن استهداف إسرائيل مرة أخرى للضاحية الجنوبية لبيروت، يثبت مجددا أنها "لا تقيم وزنا لأي اعتبار إنساني وقانوني وأخلاقي"، واعتبر أنها "ماضية في ما يشبه الإبادة الجماعية".
يأتي ذلك، فيما قال البيت الأبيض، في بيان، الجمعة، إن واشنطن "لم تتلق" إخطارا مسبقا من إسرائيل بخصوص الغارة على الضاحية الجنوبية لبيروت.
وهذا الهجوم الثالث الذي تشنه إسرائيل على الضاحية الجنوبية لبيروت، المعقل الرئيسي لـ"حزب الله" في لبنان، منذ بدء موجة الاشتباكات المتبادلة الحالية قبل قرابة عام.
إذ سبق أن اغتالت إسرائيل في 2 يناير/ كانون الثاني الماضي، نائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس صالح العاروري، وفي 30 يوليو/ تموز الفائت، اغتالت القيادي البارز في "حزب الله" فؤاد شكر.
ويأتي الهجوم في ظل "موجة جديدة" من التصعيد الإسرائيلي على لبنان، حيث أعلن وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت، مساء الخميس، دخول الحرب مع "حزب الله" مرحلة جديدة.
وتمثلت ملامح هذا التصعيد في تفجيرات لأجهزة اتصالات بأنحاء لبنان يومي الثلاثاء والأربعاء ما أوقع 37 قتيلا وأكثر من 3 آلاف و250 جريحا، إلى جانب تصعيد الغارات الجوية على جنوب لبنان وبلدات أخرى في العمق، وأخيرا استهداف الضاحية الجنوبية لبيروت اليوم.
ومنذ 8 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، تتبادل فصائل لبنانية وفلسطينية في لبنان، أبرزها "حزب الله"، مع الجيش الإسرائيلي قصف يوميا عبر "الخط الأزرق" الفاصل، ما أسفر عن مئات بين قتيل وجريح معظمهم بالجانب اللبناني.
وتطالب هذه الفصائل بإنهاء الحرب التي تشنها إسرائيل بدعم أمريكي على قطاع غزة منذ 7 أكتوبر، ما خلف أكثر من 136 ألف قتيل وجريح فلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 10 آلاف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قاتلة.
الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.