خبراء: الانسحاب الأمريكي من أفغانستان قد يغرقها في حرب أهلية
دعوات لعدم تكرار أخطاء الماضي، وضرورة إنشاء نظام حكم فاعل قبل انسحاب الولايات المتحدة من أفغانستان لضمان تحقيق سلام دائم في المنطقة
Kabil
كراتشي / عامر لطيف/ الأناضول
رأى خبراء محليون أن رحيل القوات الأمريكية من أفغانستان دون إقامة نظام حكم موثوق به قد يدفع البلد الذي مزقته الحرب إلى حرب أهلية جديدة.
وحث الخبراء واشنطن على عدم تكرار الخطأ الذي أدى إلى إراقة الدماء لعدة سنوات بين "مجموعات المجاهدين" في البلاد، بعد انسحاب القوات السوفييتية من أفغانستان عام 1989.
جاء ذلك أثناء ندوة افتراضية بعنوان "الانسحاب الأمريكي من أفغانستان: تهديدات السلام الإقليمي داخليًا وخارجيًا"، نظمها معهد دراسة السياسات (IPS) في العاصمة الباكستانية إسلام أباد، الأربعاء.
وقال العميد المتقاعد المحلل الجيوستراتيجي، سعيد نظير، إنه يخشى تصعيدًا إضافيًا في الصراع الحاد الموجود حاليا على السلطة بين حركة "طالبان" وحكومة كابل بعد استكمال عملية الانسحاب الجارية، والتي سيكون لها "عواقب مباشرة" على الجارة باكستان.
وأضاف أن واشنطن في حال غادرت دون إقامة هيكل لتقاسم السلطة في كابول، ستكون مجرد متفرج بعيد عن "الفوضى".
وتعليقًا على المقترح الذي يسمح لواشنطن بتنفيذ عملياتها لمكافحة الإرهاب من الأراضي الباكستانية بعد الانسحاب، حذر نظير من أن هذه الخطوة ستسمح للعناصر المناهضة للدولة، بما في ذلك "داعش" و"طالبان" في باكستان، بإعادة تصنيف باكستان كوكيل للولايات المتحدة.
ويرى سيد أبرار حسين، سفير باكستان السابق في أفغانستان، أن دول المنطقة لا تريد لطالبان أن تحكم أفغانستان بمفردها لأنها تخشى أن يؤدي ذلك إلى جلب التشدد والعنف إلى المنطقة، واقترح ضرورة وجود حوار بين الأفغان قبل رحيل الولايات المتحدة بهدف تحقيق سلام مستدام.
وقال جمعة خان صوفي، مؤلف وخبير في الشؤون الأفغانية، إن المملكة المتحدة تحاول التقريب بين باكستان وأفغانستان لحل القضايا الثنائية التي سادت بين الجارتين لفترة طويلة، مؤكدًا أن المملكة المتحدة سهلت الاجتماع الأخير بين قائد الجيش الباكستاني الجنرال قمر جاويد باجوا والرئيس الأفغاني أشرف غني.
وشدد على أن باكستان بحاجة إلى الضغط على الوسطاء الإقليميين لضمان اعتراف أفغانستان بالحدود الباكستانية-الأفغانية الحالية من أجل تسوية طويلة الأجل.
وفي حديثه عن زيارته الأخيرة لأفغانستان، قال حسن خان، المحلل السياسي المقيم في بيشاور، إن الشعب الأفغاني عمومًا يحب باكستان ولا يحتقرها كما يُصوّر غالبًا في وسائل الإعلام، وخاصة على وسائل التواصل الاجتماعي.
وأضاف: "ومع ذلك، فإن الأفغان ليسوا سعداء بحكومة طالبان أو كابل، ويعتقدون أن الولايات المتحدة قد خانت أفغانستان مرة أخرى بتركها البلاد في حالة من الفوضى".
وحذر خالد رحمان، المدير التنفيذي لمعهد دراسة السياسيات، من تصاعد العنف في أفغانستان وسط الانسحاب الأمريكي، معتبرًا أن الظروف داخل أفغانستان لا تبشر بالسلام بل تقدم وصفة مثالية لحرب أهلية.
وحث رحمان جميع أصحاب المصلحة، ولا سيما القوى الداخلية، على التوصل إلى اتفاق تفاوضي قبل رحيل الولايات المتحدة "إلى الأبد".
الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.