شولتس: وقف إطلاق النار في غزة ضروري لمنع توسع الصراع
تصريحات للمستشار الألماني خلال مؤتمر صحفي مع الرئيس التركي بإسطنبول
Ankara
إسطنبول - أنقرة/ الأناضول
قال المستشار الألماني أولاف شولتس، إن خفض التصعيد ووقف إطلاق النار في قطاع غزة، ضروريان لمنع توسع الصراع، داعيا إلى تنفيذ حل الدولتين.
جاء ذلك في مؤتمر صحفي مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، عقب لقائهما السبت، في إسطنبول.
وأضاف شولتس، أن "الأزمة القائمة في الشرق الأوسط تشغل الجميع".
ولفت إلى تباين الآراء بين ألمانيا وتركيا فيما يخص إسرائيل.
شولتس، الذي تدعم بلاده إسرائيل في حربها على غزة، أوضح أن "هجوم حماس يوم 7 أكتوبر (تشرين الأول 2023) كان جريمة مرعبة، والجميع له حق الدفاع عن نفسه"، على حد قوله.
وتابع: "خفض التصعيد ووقف إطلاق النار ضروريان لمنع توسع الصراع ويجب تنفيذ حل الدولتين (فلسطينية وإسرائيلية)".
شولتس، الذي أكدت حكومته استمرارها في تزويد إسرائيل بالسلاح، قال: "نبذل الجهود في هذا الخصوص من أجل الفلسطينيين والإسرائيليين معا".
وأكد أن برلين لا تتفق مع نيكاراغوا في قضية الإبادة الجماعية التي رفعتها ضد بلاده لدى محكمة العدل الدولية.
وفي 1 مارس/ آذار 2024، رفعت نيكاراغوا قضية لدى "العدل الدولية" تُطالب فيها بإلزام ألمانيا بوقف دعمها العسكري لإسرائيل الذي "يُسهل ارتكاب إبادة" بحق أهالي غزة.
وقال شولتس إن بلاده تعتقد بأن "إسرائيل لها الحق في الدفاع عن نفسها، مع امتثالها للقانون الدولي".
وتعد ألمانيا ثاني أكبر مزود لإسرائيل بالسلاح بعد الولايات المتحدة، وفق إعلام غربي.
وأكد أن ألمانيا التي تنتهج السياسة الخارجية نفسها منذ سنين طويلة في هذا الخصوص، تبذل الجهود لإيصال المساعدات الإنسانية إلى غزة.
وجدد المستشار الألماني التأكيد على أن بلاده "لا تؤيد فكرة أن إسرائيل ترتكب إبادة جماعية في غزة"، متجاهلا بذلك كلّ الأدلة التي طرحت سابقا في هذا الشأن من قبل منظمات دولية وشهود عيان محليين.
وفي السياق ذاته، أشار إلى "تحمّل ألمانيا مسؤولية خاصة تجاه حق إسرائيل في الوجود".
وتابع: هناك حقيقة مفادها أن ملايين الأشخاص تعرضوا للاضطهاد والقتل خلال فترة الدكتاتورية النازية بسبب المعاناة التي تسببنا بها. لذلك فإن ألمانيا تتحمل مسؤولية خاصة بسبب هذا.
وشدد شولتس، على أهمية جهود الوساطة فيما يتعلق بوقف إطلاق النار في الشرق الأوسط وإطلاق سراح الرهائن المحتجزين في غزة.
ولفت إلى مقترح قطري مصري في هذا الخصوص، معتبرا أنه "سيكون تطورا إيجابيا للغاية إذا تم قبول هذا الاقتراح".
وعلى الصعيد اللبناني، ربط المستشار الألماني خفض التصعيد هناك بتطبيق قرار الأمم المتحدة رقم 1701، مؤكد على ضرورة انسحاب "حزب الله" من مناطق في الجنوب، دون أن يتطرق شولتس إلى الدور الإسرائيلي هناك.
ويدعو قرار مجلس الأمن رقم 1701 الصادر في أغسطس/ آب 2006 إلى وقف كامل للعمليات القتالية بين لبنان وإسرائيل، وإنشاء منطقة خالية من السلاح والمسلحين بين الخط الأزرق (الفاصل بين لبنان وإسرائيل) ونهر الليطاني جنوبي لبنان، باستثناء القوات التابعة للجيش اللبناني وقوات "يونيفيل" الأممية.
** العلاقات التركية الألمانية
وفيما يتعلق بالعلاقات الثنائية، أعرب شولتس، عن رغبتهم في استئناف المحادثات على مستوى الحكومتين التركية والألمانية.
وأكد أنه تم إحياء العديد من الآليات والهياكل الثنائية المتعلقة بالسياسة الخارجية أو التعاون الثنائي في صناعة الدفاع.
كما شدد شولتس، على بذل ألمانيا جهودا لتطوير العلاقات بين تركيا والاتحاد الأوروبي.
ولفت إلى وجود "تعاون تقليدي وتاريخي" بين تركيا وألمانيا.
وأشار إلى أن البلدان يحتفلان هذا العام بالذكرى المئوية لمعاهدة الصداقة التركية الألمانية.
ولفت إلى أن تركيا وألمانيا تتشاركان الرأي في العديد من القضايا الثنائية والدولية، مستشهدا على كلامه بالموقف المشترك لهما في مناهضة الحرب الروسية على أوكرانيا.
واعتبر شولتس، أن "الهجوم الروسي على أوكرانيا يعرّض نظام السلام في أوروبا بأكملها للخطر".
ودعا حلفاء حلف شمال الأطلسي (ناتو) لـ"موقف حازم" تجاهه.
وحول فحوى لقائه مع الرئيس أردوغان، قال شولتس، إنهما بحثا العلاقات الثنائية، وملفي اللاجئين والهجرة، مشيدا بجهود تركيا في هذين المجالين.
وتابع: سنواصل دعم تركيا في التعامل مع عواقب الحرب في سوريا.
اقتصاديا، قال المستشار الألماني إن العلاقات بين البلدين في هذا المجال تطورت بشكل جيد للغاية،.
وأشار إلى أن حجم التبادل التجاري بين البلدين بلغ مستوى قياسيا يقدر بـ55 مليار يورو.
كما تطرق شولتس، إلى سياسة بلاده بشأن تصدير منتجات الصناعة الدفاعية، حيث أكد بأن تركيا عضو في حلف "ناتو"، وأن لديهم قرارات بشأن قضايا محددة في هذا المجال.
وأضاف أن "هناك مشاريع في المراحل المبكرة" بهذا الخصوص.
وأعرب عن أمله في إحراز تقدم فيها خلال المرحلة المقبلة.
** العلاقات التركية الأوروبية
على صعيد آخر، رحب شولتس، بالتطورات الإيجابية في العلاقات بين تركيا والاتحاد الأوروبي.
وأضاف: سررت للغاية بحضور وزير الخارجية التركي هاكان فيدان، المؤتمر غير الرسمي لوزراء خارجية الاتحاد الأوروبي في أغسطس/ آب الماضي، للمرة الأولى منذ 5 سنوات.
كما أشاد بالتطورات الإيجابية في العلاقات بين تركيا واليونان، معربا عن أمله في إحراز المزيد من التقدم فيها.
** كراهية الإسلام في ألمانيا وأوروبا
المستشار الألماني قال إن "التمييز ضد الإسلام والعداء تجاهه غير مقبول على الإطلاق" في بلاده.
وأكد في الوقت نفسه، على عزمهم مكافحة "التيارات الإسلامية المتطرفة".
كما شدد شولتس، على أن ألمانيا تكافح أيضا الجرائم التي يرتكبها تنظيم "بي كي كي" الإرهابي.
الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.