رياضة, الدول العربية, فلسطين, قطاع غزة

للترفيه والرياضة.. بطولة جديدة في غزة لـ"ذوي البتر"

للمرة الأولى من نوعها في قطاع غزة، تفتتح جمعية فلسطين لكرة القدم البتر، بطولة كرة القدم للصالات المغلقة (كرة الصالات)، بمشاركة 5 فرق رياضية يتكون أعضاؤها من أشخاص، فقدوا بعض أطرافهم

08.06.2022 - محدث : 09.06.2022
للترفيه والرياضة.. بطولة جديدة في غزة لـ"ذوي البتر" للترفيه والرياضة.. بطولة جديدة في غزة لـ"ذوي البتر"

Gazze

غزة/ نور أبو عيشة/ الأناضول

في صالة رياضية مغلقة، تتنافس 5 فرق لكرة القدم، يتكون أعضاؤها من أشخاص، فقدوا بعض أطرافهم، ضمن بطولة فلسطينية محلية، تُطلق لأول مرة، في قطاع غزة.

وبخلاف الملاعب المعشّبة والمفتوحة، فإن كرة القدم للصالات المُغلقة، والتي يُطلق عليها اختصارا "كرة الصالات" أو "كرة القدم الخماسية"، بحاجة لمهارة عالية، كونها تلعب في مساحة ضيقة.

وافتتحت جمعية فلسطين لكرة القدم البتر، بالتعاون مع اللجنة الدولية للصليب الأحمر بمدينة غزة، ومركز الأطراف الصناعية التابع لبلدية غزة، هذه البطولة، الأربعاء، في صالة "سعد صايل"، بمدينة غزة.

وتستمر البطولة التي تحمل اسم "كرة القدم البتر الأولى للصالات المغلقة لعام 2022" بغزة، لمدة 5 أسابيع، بواقع مباراتَين أسبوعيا.

ويستخدم اللاعبون، الذي فقدوا أطرافا "سفلية"، العكاكيز في تحركهم، عدا حراس المرمى.

​​​​​​​وعام 2019، بدأ الاهتمام الرياضي بالأشخاص الذين فقدو أطرافهم، حيث تم تأسيس أول فريق لذوي البتر من الأطفال في غزة، على يد المُدرب الأيرلندي سيمون بيكر، مؤسس "جمعية أيرلندا لكرة القدم لذوي البتر".

**آمال وطموح

اللاعب الشاب محمد أبو بيض، من سكان حي الشجاعية، شرقي مدينة غزة، فقد ساقه جرّاء إصابة تعرض لها خلال الحرب التي شنّتها إسرائيل على قطاع غزة عام 2014.

يقول أبو بيض، لوكالة الأناضول، إن حالة البتر "التي تعرّض لها، لم تقتل عزيمته، إنما زادته إصرارا على تحقيق طموحاته وأحلامه الرياضية، خاصة في قطاع كرة القدم".

وأضاف: "بعد البتر، حققت أحلامي في تمثيل فلسطين بكرة القدم، حيث التحقت بمنتخب فلسطين لجميع ألعاب ذوي الإعاقة، ومنها كرة القدم البتر".

وأوضح أنه مثّل فلسطين لرياضة كرة القدم، في إيران وتركيا، فيما اكتسب خبرة ومهارة كرم القدم لذوي البتر من خلال احترافه في الدوري التركي، لمدة عامين، وفق قوله.

وعبّر عن آماله في "إيلاء الجهات الداعمة للقطاع الرياضي الفلسطيني، اهتماما أكبر للرياضات المرتبطة بذوي البتر، كونهم هم من يرفعون الأعلام الفلسطينية في المحافل الدولية والإقليمية".

بدوره، عبّر اللاعب أحمد أبو نار (34 عاما)، من سكان المنطقة الوسطية، الذي فقد ساقه اليُسرى خلال مشاركته بمسيرات قرب حدود قطاع غزة الشرقية، عام 2018، عن سعادته بالانضمام إلى هذه البطولة المحلية.

وقال في حديث لوكالة الأناضول، إنه بدأ بممارسة الأنشطة الرياضية قبل إصابته بالبتر، لكنه واصل هذه المسيرة الرياضية، بعد الإصابة.

وتابع: "قبل البتر كنت أمارس كرة القدم، وألعاب القوى، وجرّاء الفراغ الذي أصاب حياتي بعد البتر، قررت العودة إلى ممارسة هواياتي الرياضية".

ويطمح أبو نار، بـ"الوصول إلى مستويات عالية من الاحتراف في كافة أنواع الرياضات، سواء كرة القدم أو الدراجات الهوائية، وتمثيل فلسطين في الألعاب الدولية".

**برامج دعم نفسي

بدوره، قال محمد دويمة، مدير مركز الأطراف الصناعية التابع لبلدية غزة، إن هذه البطولة تأتي ضمن برنامج التأهيل المجتمعي المشترك مع اللجنة الدولية للصليب الأحمر واللجنة البارالمبية.

وأضاف في حديثه لوكالة الأناضول، إن هذا النشاط يأتي "لدمج ذوي الإعاقة في المجتمع، ولتقديم الدعم النفسي لهم، في ظل الحصار المفروض على القطاع، وعدم وجود برامج رياضية راعية لهم".

وأوضح أن مركزه يقدم عدد من البرامج لذوي الإعاقة، منها "العلاج الطبيعي، والأطراف الصناعية والأجهزة، والأدوية والمستلزمات الطبية، وبرامج الدعم المجتمعي والنفسي".

وأشار إلى وجود عدد من التحديات التي تواجه خدمة توفير الأطراف الصناعية بغزة، منها "صعوبة إدخال المواد إلى القطاع جرّاء الحصار، في ظل كثرة أعداد المصابين".

ولفت إلى أن مركزه يسعى لتوفير الأطراف الصناعية ذات الجودة عالية، لخدمة ذوي البتر، وذلك بالتعاون مع اللجنة الدولية للصليب الأحمر.

ومن جانبه، يقول أحمد موسى، مدير برامج التأهيل الجسدي، في لجنة الصليب الأحمر، إن هذه البطولة تأتي ضمن "أنشطة، يتم تنظيمها للعام الرابع على التوالي، لدعم جمعية فلسطين لكرة القدم البتر".

وأردف في حديثه لوكالة الأناضول: "هذه اللقاءات الرياضية تأتي لتعزيز وإدماج ذوي الإعاقة في المجتمع".

وأوضح أن إطلاق بطولة كرة القدم للصالات المغلقة، التي تطبق لأول مرة في فلسطين، وتضم 5 فرق، يأتي لإضافة رياضة جديدة لذوي البتر.

وبيّن أن لجنته تقدم تدريبا مستمرا، ينعقد مرتين في الشهر، لفئة الأطفال من ذوي البتر (أقل من 16 عاما)، في محاولة تعزيز وجود الأطفال في لعبة كرة القدم منذ الصغر.

واستكمل قائلا: "ذلك لتأهيلهم وكي يكون مستواهم أعلى بما يؤهلهم للانضمام لفريق المنتخب أو الناشئين".

وعلى صعيد الخدمات التي تقدّمها اللجنة لذوي الإعاقة، قال موسى إنها "تدعم مركز الأطراف الصناعية بغزة، منذ عام 2007، لتقديم الأطراف ذات الجودة العالية للمعاقين".

**الواقع الرياضي

يقول عبد السلام هنية، الأمين العام المساعد للمجلس الأعلى للشباب والرياضة، إن القطاع الرياضي بغزة تأثر بالحصار الإسرائيلي المستمر للعام الـ15 على التوالي، والاعتداءات العسكرية المتكررة.

وأضاف في حديثه لوكالة الأناضول، إن "الملاعب الرياضية في غزة تم قصفها، وكذلك تعرض اللاعبون والرياضيون للبتر".

واستكمل قائلا: "لكننا كنا نخرج من كل معركة أقوى من قبل، فأعدنا بناء الملاعب التي تم هدمها، وأعدنا الأنشطة الرياضية في الموسم لكافة الألعاب، وتم تشكيل اللجنة البارالامبية الفلسطينية لرياضة ذوي الإعاقة، والتي تضم 400 لاعب".

وأوضح أنه رغم "الظروف الصعبة التي يعيشها سكان قطاع غزة، إلا أنهم أرادوا أن تكون رسالة الفلسطيني هي الابتسامة وحب الحياة".

وأضاف: "كما فيها رسالة تحدي للاحتلال، الذي سلب أرضنا ووطننا".

وأشار إلى أن المنتخب الفلسطيني سبق وأن شارك في التصفيات الأولى لكأس العام للبتر في العاصمة الإيرانية، طهران.

الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.