القدس / عبد الرؤوف أرناؤوط / الأناضول

اقتحم مئات المستوطنين المسجد الأقصى بمدينة القدس الشرقية، صباح الثلاثاء، في رابع أيام "عيد العرش" اليهودي، تحت حماية الشرطة الإسرائيلية.

وقال شهود عيان للأناضول، إن مئات المستوطنين اقتحموا "الأقصى" على شكل مجموعات من خلال "باب المغاربة" في الجدار الغربي للمسجد.

وأضاف الشهود أن الشرطة الإسرائيلية فرضت بالمقابل قيودا عمرية على المصلين بمنع الشبان الفلسطينيين من دخول المسجد خلال فترات الاقتحامات.

من جانبها، قالت دائرة الأوقاف الإسلامية بالقدس، في تصريح مقتضب حصلت الأناضول على نسخة منه، إن 506 مستوطنين اقتحموا المسجد بالفترة الصباحية.

ويتوقع قيام المزيد من المستوطنين باقتحام المسجد في فترة ما بعد صلاة الظهر.

كما أعلن مجلس الأوقاف والشؤون والمقدسات الإسلامية بالقدس، في تصريح أرسل نسخة منه للأناضول، إنه عقد الثلاثاء "جلسة طارئة على ضوء الانتهاكات التي يتعرض لها المسجد الأقصى المبارك من قبل حكومة الاحتلال والمتطرفين اليهود تزامنا مع الأعياد اليهودية".

وأكد مجلس الأوقاف "رفضه المطلق لفرض سياسات الأمر الواقع الظالمة القائمة على منطق القوة التي تمعن بها سلطات الاحتلال في المسجد الأقصى المبارك".

وقال: "للمسلمين وحدهم الحق الحصري في المسجد الأقصى عبادة ورفادة وسيادة".

وأضاف: "يكرر مجلس الأوقاف استنكاره الشديد لكل الإجراءات العسكرية المدانة وخصوصا حرمان شرطة الاحتلال جموع المصلين المسلمين من الوصول الى ساحات المسجد الأقصى المبارك".

وتابع: "يدين مجلس الأوقاف سماح شرطة الاحتلال لمجموعات غلاة المتطرفين باقتحام المسجد الأقصى بحماية شرطية معززة وبمجموعات كبيرة، وبمرافقة رموز دينية وسياسية عبر برنامج تهويدي تحريضي علني، بالإضافة إلى السماح لهم بممارسة طقوس تلمودية علنية وصامته وبملابس وأزياء لها ارتباطات تلمودية مزعومة وكذلك السماح للمتطرفين بإدخال رموز دينية كسعف النخيل وغيرها من الانتهاكات".

وأشار مجلس الأوقاف إلى أن "الانتهاكات الأخيرة دليل قاطع على أن الأقصى في خطر كبير".

وأعلن أنه "في حالة انعقاد دائمة وعلى متابعة حثيثة لكل مستجد داخل ساحات المسجد الأقصى".

وكان مئات المستوطنين اقتحموا المسجد خلال اليومين الماضيين تلبية لدعوات منظمات يمينية إسرائيلية لمناسبة "عيد العرش" اليهودي.

ويقوم المستوطنون بجولات في باحات المسجد بمرافقة الشرطة الإسرائيلية ويحاولون أداء "طقوس تلمودية"، بحسب شهود عيان.

وبدأ "عيد العرش" (آخر الأعياد اليهودية الثلاثة، الفصح، الأسابيع، العرش) في 29 سبتمبر/ أيلول المنصرم ويستمر حتى 6 أكتوبر/ تشرين الأول الجاري، ويرتبط بذكرى ضياع اليهود في صحراء سيناء وسكنهم تحت المظلات وفي الخيام.

وعادة ما تزداد وتيرة الاقتحامات للأقصى خلال فترات الأعياد اليهودية، وتتم على فترتين صباحية وبعد صلاة الظهر بتسهيلات ومرافقة من الشرطة الإسرائيلية.

وكانت الشرطة الإسرائيلية بدأت السماح للمستوطنين بتنفيذ اقتحامات للأقصى عام 2003، رغم التنديد المتكرر من قبل دائرة الأوقاف الإسلامية في القدس.