"حزب الله" وإسرائيل.. اشتباكات متقطعة على شفا حرب (تقرير)
- العمليات العسكرية بين إسرائيل و"حزب الله" وفصائل فلسطينية جنوب لبنان توسعت من عمق 5 إلى 40 كيلومترا

Lebanon
بيروت / نعيم برجاوي / الأناضول
- العمليات العسكرية بين إسرائيل و"حزب الله" وفصائل فلسطينية جنوب لبنان توسعت من عمق 5 إلى 40 كيلومترا- 27 بلدة لبنانية باتت ضمن دائرة القصف الإسرائيلي المستمر منذ 8 أكتوبر الماضي
- في يوم واحد أطلق "حزب الله" نحو 50 صاروخا من نوع "كاتيوشا" من جنوب لبنان باتجاه شمال إسرائيل
- إسرائيل والمقاومة في لبنان نفذت نحو 1000 ضربة عسكرية بين 7 أكتوبر و17 نوفمبر، وفق مراكز بحث محلية
- حصيلة قتلى "حزب الله" في المواجهات العسكرية مع إسرائيل تزايدت لتصل إلى 84
الاشتباكات بين "حزب الله" اللبناني والجيش الإسرائيلي لا تزال محصورة ضمن قواعد معينة في رقعة محدودة، لكنها يوما بعد آخر تشهد توسعا نوعيا وجغرافيا حتى تحولت إلى "حرب مصغرة" على حدود البلدين، يخشى أن تؤول إلى "حرب أوسع".
هذا الواقع جعل 27 بلدة لبنانية ضمن خطر القصف الإسرائيلي المستمر منذ 8 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، بعد ما توسع نطاق الضربات مؤخرا ضمن أقضية صور وبنت جبيل ومرجعيون في محافظتي النبطية والجنوب اللبنانيتين، لتتجاوز المواجهة ما يسمى "قواعد الاشتباك".
تسمية "قواعد الاشتباك" تطلق على تبادل القصف الذي كان يحصل سابقاً بين إسرائيل و"حزب الله" من حين إلى آخر، ضمن منطقة جغرافية محددة وتتركز حول مزارع شبعا اللبنانية المحتلة كما كانت تنحصر بالرد المتبادل على أي خرق، وذلك عقب صدور قرار 1701 عن مجلس الأمن عام 2006.
وهذا القرار تبناه مجلس الأمن الدولي في أغسطس/ آب 2006، لوقف كل العمليات القتالية بين لبنان وإسرائيل، عقب حرب بين الأخيرة و"حزب الله" استمرت 33 يوما.
أما التصعيد الحالي فبدأ بعد يوم واحد من عملية "طوفان الأقصى" التي نفذتها فصائل فلسطينية بغزة ضد مستوطنات إسرائيلية في غلاف غزة في 7 أكتوبر المنصرم، حيث أعلن "حزب الله" أنه "لن يقف على الحياد وسيدعم المقاومة الفلسطينية".
ومنذ ذلك الوقت، ترجم "حزب الله" ذلك الموقف بقيام مقاتليه باستهداف مواقع إسرائيلية حدودية في مزارع شبعا وتلال كفرشوبا اللبنانية المحتلة، لتبدأ بعد ذلك مواجهات بقصف متبادل بشكل يومي، وصل فيها قتلى الحزب إلى 84، فيما لم تعلن إسرائيل عن خسائرها البشرية.
تصاعد مستمر
على طول الحدود اللبنانية الإسرائيلية البالغ طولها أكثر من 100 كلم، كانت المواجهات في أول أسبوعين محصورة ضمن مساحة لا تتجاوز 2 كلم في العمق.
أبرز الأسلحة التي كان يستخدمها "حزب الله" في بداية المعارك كانت صواريخ موجهة، بينما تستخدم إسرائيل المدفعية والطائرات المسيرة ومروحيات الأباتشي، لكن القصف المتبادل اليومي استمر بوتيرة تصاعدية ليطال مناطق في العمق على طرفي الحدود.
وفي 3 نوفمبر/ تشرين الثاني، أعلن أمين عام "حزب الله" حسن نصر الله أن كل الاحتمالات على الجبهة اللبنانية مفتوحة وأن "كل الخيارات مطروحة"، مشيرا أن "تصاعد هذه الجبهة مرهون بأمرين هما مسار الأحداث في غزة وسلوك إسرائيل تجاه لبنان".
ثم توسعت العمليات من قبل الجانبين، إذ لم تعد محصورة بالمناطق والبلدات المتاخمة للحدود، بل أصبحت تمتد إلى عمق 3 و5 كيلومترات على جانبي الحدود، ثم توسعت أكثر بعدها لتصل إلى عمق 40 كيلومترا.
توسع جغرافي ونوعي
وفي 4 نوفمبر كشف "حزب الله" لأول مرة عن استخدام صواريخ من طراز "بركان" في القصف ضد المواقع العسكرية الإسرائيلية، إلى جانب استخدام طائرات مسيرة انقضاضية وقذائف الهاون وصواريخ "غراد" و"كاتيوشا".
و"البركان" صاروخ قصير المدى شديد الانفجار يحمل حشوة متفجرة بأوزان تتراوح بين 300 إلى 2000 كلغ، ويمكن إطلاقه من قاعدة ثابتة أو شاحنة عسكرية.
في الجانب الآخر، كان القصف الإسرائيلي يتوسع أكثر ليطال مناطق تقع بعمق 5 كيلومترات في الجنوب اللبناني، حيث استهدفت غارة إسرائيلية سيارة مدنية في بلدة عيناتا ما أدى إلى مقتل سيدة و3 من أحفادها الأطفال.
وفي 6 نوفمبر الجاري، أعلنت "كتائب القسام - لبنان" أنها قصفت بـ 16 صاروخاً مستوطنة نهاريا التي تبعد نحو 8 كيلومترات عن الحدود اللبنانية.
ولعل التطور الأخطر من حيث التوسع الجغرافي للقصف، كان باستهداف إسرائيل في 11 نوفمبر، شاحنة في منطقة الزهراني بقضاء النبطية التي تبعد 40 كلم عن الحدود، كما قصف معملاً للألمونيوم في بلدة تول بقضاء النبطية التي تبعد 20 كلم عن الحدود.
نحو 1000 ضربة عسكرية
وبحسب مركز "مختبر المدن بيروت" للأبحاث (الخاص) فقد جرى إحصاء 751 ضربة داخل الأراضي اللبنانية، فيما سجل 214 ضربة داخل إسرائيل، وذلك خلال الفترة الممتدة بين 7 أكتوبر و17 نوفمبر.
وقال المركز إنه خلال الأسابيع الخمسة الماضية من الصراع على الحدود الجنوبية للبنان، قامت القوات الإسرائيلية بشن ضربات بشكل متزايد على لبنان بمعدل ضربة إضافية واحدة كل يومين.
والأربعاء، وسعت إسرائيل قصفها ليطال بلدة بيت ياحون في قضاء بنت جبيل الواقعة على بعد نحو 10 كيلومترات من الحدود مستهدفة منزلا كان بداخله مقاتلين من "حزب الله".
كما سبق أن استهدفت الغارات الإسرائيلية بلدتي "ياطر" و"كفرا" الواقعتين بقضاء "بنت جبيل" على بعد نحو 7 كيلومترات من الحدود.
والخميس، شن "حزب الله" هجوماً وصف من قبل الإعلام الإسرائيلي بأنه "الأعنف"، حيث أطلق نحو 50 صاروخاً من نوع "كاتيوشا" باتجاه قاعدة "عين زيتيم" قرب مدينة صفد شمال إسرائيل والتي تبعد أكثر من 10 كيلومترات عن الحدود.
ليعلن الحزب في نفس اليوم، قتل 4 جنود إسرائيليين عقب استهدافهم بـ"صواريخ موجهة مُركّزة" في مستوطنة المنارة شمال إسرائيل.
وهذه أول مرة يعلن فيها "حزب الله" عن استخدام مثل هذا النوع من الصواريخ، ما يعكس تصعيدا إضافيا للمواجهة بين الطرفين، وفق مراقبين.
الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.