رئاسة فلسطين: خريطة نتنياهو تكشف نواياه لضم الضفة
تصريحات لمتحدث الرئاسة الفلسطينية نبيل أبو ردينة حمل فيها الإدارة الأمريكية مسؤولية تفجر الأوضاع بالمنطقة...
Ramallah
رام الله/عوض الرجوب/الأناضول
قالت الرئاسة الفلسطينية، الثلاثاء، إن الخريطة التي عرضها رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أمس، تكشف نواياه لضم الضفة الغربية المحتلة إلى أراضي إسرائيل.
جاء ذلك في تصريحات متحدث الرئاسة نبيل أبو ردينة نقلتها وكالة الأنباء الرسمية الفلسطينية "وفا".
وقال أبو ردينة إن "التصريحات الصادرة عن نتنياهو حول عدم الانسحاب من محور فيلادلفيا في قطاع غزة، بالإضافة إلى استخدامه لخارطة تضم الضفة الغربية لدولة الاحتلال، هي تصريحات مرفوضة ومدانة، وهي تجاوز خطير لجميع قرارات الشرعية الدولية، والاتفاقيات الموقعة".
واعتبر أنها "تُظهر بوضوح النوايا الإسرائيلية المبيتة لتكريس الاحتلال وإعلان الضم والاستيطان".
وفي يونيو/ حزيران الماضي، أكد وزير المالية الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش، صحة ما نشرته صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية عن سعيه لضم الضفة الغربية المحتلة إلى إسرائيل.
جاء ذلك بعد أن كشف تسجيل صوتي لسموتريتش، حصلت عليه الصحيفة، عن امتلاكه "خطة سرية" لتعزيز "السيطرة" الإسرائيلية على الضفة الغربية المحتلة، وإجهاض أي محاولة لأن تكون جزءا من الدولة الفلسطينية.
أبو ردينة أكد أن "هذه السياسة المتخبطة سياسيا وعسكريا لن تجلب الأمن والاستقرار لأحد".
وحذر من "خطورة المحاولات الإسرائيلية لزعزعة استقرار المنطقة بأسرها عبر استمرار حرب الإبادة في قطاع غزة (...) وتواصل العدوان الإسرائيلي لتدمير المدن والقرى والمخيمات الفلسطينية في الضفة الغربية".
وحمّل "الإدارة الأميركية، الداعم الرئيسي للاحتلال، المسؤولية الكاملة عن استمرار تدهور وتفجر الأوضاع"، كما طالبها "بإجبار سلطات الاحتلال على وقف الحرب الشاملة التي تشنها على شعبنا وأرضنا ومقدساتنا بهدف تفجير المنطقة، وتطبيق قرارات الشرعية الدولية والقانون الدولي".
وأشار إلى أن "فلسطين كانت وستبقى على جدول أولويات المنطقة والعالم، والجهود الأميركية هدفها ليس وقف الحرب على غزة، بل احتواء فكرة حرب إقليمية أوسع".
وتابع: "المطلوب الآن هو إيجاد خارطة طريق تستند إلى الشرعية الفلسطينية والعربية والدولية، تعالج تداعيات حرب لم تنته منذ مئة عام، ولن تنتهي إلا بتحقيق آمال الشعب الفلسطيني في الحرية والاستقلال".
والاثنين، ظهر نتنياهو وهو يقدم شرحا على خريطة طمس فيها حدود الضفة الغربية، وهو ما اعتبره فلسطينيون إعلانا صريحا لضم الضفة إلى إسرائيل.
وفي 19 يوليو/ تموز الماضي، شددت محكمة العدل الدولية على أن للفلسطينيين الحق في تقرير المصير، وأنه يجب إخلاء المستوطنات الإسرائيلية القائمة على الأراضي المحتلة.
وخلال جلسة بمدينة لاهاي الهولندية لإبداء رأي استشاري بشأن تداعيات احتلال إسرائيل في الأراضي الفلسطينية، قضت المحكمة بأن الأراضي الفلسطينية المحتلة تشكل "وحدة إقليمية واحدة" سيتم حمايتها واحترامها.
وأضافت أن السياسات والممارسات الإسرائيلية ترقى إلى ضم أجزاء كبيرة من الأراضي الفلسطينية المحتلة، وأنها "غير مقتنعة" بأن توسيع القانون الإسرائيلي ليشمل الضفة الغربية والقدس الشرقية "له ما يسوغه".
وبدعم أمريكي مطلق، تشن إسرائيل حربا مدمرة على غزة منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، أسفرت عن أكثر من 135 ألف قتيل وجريح فلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 10 آلاف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قتلت عشرات الأطفال.
وبموازاة هذه الحرب، وسّع الجيش الإسرائيلي عملياته وصعّد المستوطنون اعتداءاتهم بالضفة؛ ما أسفر عن مقتل 685 فلسطينيا وإصابة أكثر من 5 آلاف و700 واعتقال ما يزيد على 10 آلاف و400، وفق مؤسسات رسمية فلسطينية.