غزة / نور أبو عيشة / الأناضول

اشتدت المعارك بين مقاتلي الفصائل الفلسطينية المسلحة وقوات الجيش الإسرائيلي في مدينة خان يونس جنوبي قطاع غزة، وسط عزلة كاملة لسكان القطاع عن العالم الخارجي جراء انقطاع خدمات الاتصال والإنترنت منذ نحو 24 ساعة متواصلة.

وامتدت هذه الاشتباكات، صباح الجمعة، لتصل شرق مدينة رفح الواقعة في أقصى جنوب القطاع؛ والمصنفة إسرائيليا ضمن المناطق "الآمنة"، لكنها شهدت إلى جانب ذلك قصفا عنيفا أسفر عن قتلى وجرحى وفق مصادر طبية.

وفي مناطق مختلفة من القطاع، شنت المقاتلات الحربية والآليات المدفعية الإسرائيلية غارات مكثفة أسفرت أيضا عن قتلى وجرحى وفق المصادر ذاتها.

ورغم اشتداد المعارك، فإن كتائب القسام الجناح المسلح لحركة "حماس قصفت "القدس المحتلة برشقة صاروخية ردا على المجازر الصهيونية بحق المدنيين (في قطاع غزة)".

وقالت القناة "12" الإسرائيلية إنها "المرة الأولى منذ شهر ونصف الشهر التي تدوي فيها صفارات الإنذار بمدينة القدس".

ويتواصل الانقطاع الكامل في خدمات الاتصال والإنترنت عن قطاع غزة لليوم الثاني على التوالي، ما يعيق خدمات الإسعاف والدفاع المدني ويحرم الفلسطينيين القابعين تحت القصف من الاطمئنان على بعضهم.

** المناطق الجنوبية

مع عزلة القطاع، شن الجيش الإسرائيلي غارات مكثفة على المناطق الجنوبية من قطاع غزة منذ ساعات الفجر الأولى.

في مدينة خان يونس، نفذت المقاتلات والآليات المدفعية غارات على منازل ومواقع ومدرسة تؤوي نازحين فلسطينيين، ما أسفر عن وقوع قتلى وجرحى.

كما استهدفت المدفعية والطائرات محيط مستشفى ناصر ومناطق قريبة منه.

وما زال القصف متواصلا على مناطق مختلفة من المدينة، التي اشتدت فيها المعارك بين مقاتلي الفصائل الفلسطينية وقوات الجيش الإسرائيلي، وفق مراسل الأناضول نقلا عن مصادر محلية.

وتركزت هذه المعارك في المحاور الشرقية والشمالية من المدينة ووسطها بحسب المصدر نفسه، فيما يرى مراقبون فلسطينيون أن هذا الاحتدام "يعكس رغبة الجيش في التقدم داخل خان يونس لكن المقاومة العنيدة التي يواجهها من المقاومة تفشل هذه المساعي".

هذه الاشتباكات امتدت وصولا إلى شرق مدينة رفح، وفق مراسل الأناضول وهيئة البث الإسرائيلية الرسمية.

كما شهدت رفح قصفا إسرائيليا عنيفا، خاصة في حي الجنينة شرق المدينة والذي استهدف فيه الجيش قرابة 5 منازل مأهولة، ما أسفر عن سقوط قتلى وجرحى ودمار كبير في المنطقة.

ومؤخرا، تجدد القصف المدفعي للمنطقة الشرقية لمدينة رفح.

ولم تصدر بيانات عن الفصائل الفلسطينية بشأن حصيلة المعارك التي دارت في المنطقة الجنوبية من تدمير للآليات أو تحقيق إصابات في صفوف الجيش، إلا أن الجيش الإسرائيلي أعلن مقتل قائد دبابة بالمعارك البرية جنوبي القطاع.

وقال الجيش في بيان، إن "الرائد (احتياط) شاي أورئيل بيزم (23 عاما) وهو قائد دبابة في الكتيبة التاسعة قتل الجمعة في معركة جنوب القطاع".

وأفاد الجيش على موقعه الإلكتروني أنه بذلك يرتفع عدد الجنود والضباط القتلى منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي إلى 449، بينهم 118 منذ بداية المعارك البرية في 27 من الشهر ذاته.

** المنطقة الوسطى

كما شهدت المناطق الشرقية من المنطقة الوسطى لقطاع غزة معارك عنيفة بين مقاتلي الفصائل وقوات الجيش.

وشهدت مناطق ومخيمات في المنطقة الوسطى غارات إسرائيلية مكثفة، استهدفت في معظمها منازل لمدنيين، وأسفرت عن سقوط قتلى وجرحى، وفق مصادر طبية.

بدورها، أعلنت "كتائب القسام" الذراع العسكري لحركة "حماس"، الجمعة، استهداف جنود إسرائيليين بمنطقة "جحر الديك" وسط قطاع غزة، أوقعتهم بين قتيل وجريح.

وقالت الكتائب في بيان على منصة تلغرام: "تمكن مجاهدو القسام من استهداف مبنى في منطقة جحر الديك يتحصن به عدد من جنود الاحتلال، بقذيفة TBG بشكل مباشر، وإيقاعهم بين قتيل وجريح".

وفي بيان آخر، أوضحت "القسام" أن عناصرها تمكنوا من "الاشتباك مع 10 جنود من نقطة صفر داخل خيمة عسكرية للعدو في منطقة جحر الديك" وسط القطاع.

كما تمكن مسلحو "القسام" من "الاستيلاء على قطعة سلاح M16 من أحد الجنود (الإسرائيليين)، وعادوا إلى قواعدهم بسلام"، وفق البيان.

ولم يصدر تعقيب فوري من الجيش الإسرائيلي على بيان "القسام".

** المنطقة الشمالية

شهدت مناطق شمال قطاع غزة اشتباكات وقصفا بريا وجويا مكثفا، في بلدة بيت لاهيا ومخيم جباليا للاجئين الفلسطينيين، ومدينة غزة.

وبحسب شهود عيان للأناضول، فإن القصف المدفعي الذي استهدف مناطق مختلفة من مدينة غزة كان مكثفا وشبه متواصل.

وأوضحوا أن القصف استهدف أيضا مدرسة "الجرجاوي" في حي الدرج شرق المدينة، والتي تؤوي نازحين فلسطينيين ما أسفر عن سقوط قتلى وجرحى، بحسب مصادر طبية، تم نقلهم إلى المستشفى المعمداني.

كما استمرت المعارك بين مقاتلي الفصائل الفلسطينية وقوات الجيش الإسرائيلي بمدينة غزة ومناطق شمالي القطاع.

وفي بيان لها، قالت سرايا القدس، الجناح المسلح لحركة الجهاد الإسلامي، إنها قصفت "تجمعات عسكرية للعدو في شمال غرب مدينة غزة بوابل من قذائف الهاون".

من جانب آخر، أعلن الجيش الإسرائيلي، الجمعة، العثور على 3 جثث لأسرى إسرائيليين في غزة، بينهم جنديان.

ولم يوضح الجيش الإسرائيلي تفاصيل أكثر بشأن عملية العثور على جثث المخطوفين أو أماكنها بالضبط، بينما لم تصدر حركة "حماس" أي تعليق فوري بشأن بيان الجيش.

وتقول إسرائيل إن عشرات الإسرائيليين ما زالوا أسرى لدى "حماس" داخل قطاع غزة، بينما تطالب "حماس" بالإفراج عن جميع الأسرى الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية مقابل إطلاق الأسرى لديها.

ومنذ 7 أكتوبر الماضي، يشن الجيش الإسرائيلي حربا مدمرة على غزة خلّفت حتى مساء الجمعة 18 ألفا و800 شهيد و51 ألف مصاب، معظمهم أطفال ونساء، ودمارا هائلا في البنية التحتية و"كارثة إنسانية غير مسبوقة"، بحسب مصادر فلسطينية وأممية.