مخيم نور شمس.. دمار بعد اقتحام إسرائيلي ومقتل فلسطيني (تقرير)
- القوات الإسرائيلية اقتحمت المخيم وقتلت فلسطينيا ودمرت محال تجارية وجرفت شوارع - الجيش الإسرائيلي قال إن قواته فجرت عبوات ناسفة كانت جاهزة للاستخدام داخل مبنى بالمخيم
Ramallah
طولكرم/ قيس أبو سمرة/ الأناضول
اقتحمت آليات عسكرية إسرائيلية فجر الثلاثاء، مخيم "نور شمس" بالضفة الغربية وأخرجت شوارعه ومحاله التجارية عن الخدمة، في عملية استمرت أكثر من 3 ساعات.
تبدو الصورة في الميدان الرئيس وسط مخيم "نور شمس" أشبه ما تكون بمخيم جنين للاجئين (شمال الضفة) الذي شهد عملية عسكرية مطلع يوليو/ تموز الماضي.
ففي ميدان المخيم دمرت القوات الإسرائيلية البنية التحتية بشكل كامل، وفجرت محال تجارية ومركز خدمات، ووصل الدمار إلى المدخل الرئيس لمدينة طولكرم.
الرصاص الإسرائيلي طال عيادة أسنان خاصة، ومسجدا تكسرت نوافذه المطلة على ساحة المخيم بمدينة طولكرم شمال الضفة الغربية.
وكانت القوات الإسرائيلية انسحبت من مخيم "نور شمس" بعد عملية استغرقت نحو 3 ساعات.
مقتل فلسطيني وجرح آخر
شهود عيان قالوا للأناضول، إن الجيش انسحب بالكامل من مخيم "نور شمس" بعد أن نفذ عملية عسكرية أسفرت عن استشهاد مواطن وإصابة آخر بجروح خطيرة.
وأعلنت وزارة الصحة الفلسطينية في بيان وصل الأناضول "استشهاد الشاب عايد سميح خالد ابو حرب (21 عاماً) برصاص الاحتلال الحي في الرأس بمخيم نور شمس".
وشهد المخيم خلال العملية اشتباكات مع مسلحين فلسطينيين، وفق شهود عيان قالوا للأناضول إن قوة إسرائيلية اقتحمت المخيم من عدة محاور.
ومنذ شهور تشهد الضفة تصعيدا جراء اقتحامات الجيش الإسرائيلي للمدن والبلدات الفلسطينية، فضلا عن اعتداءات المستوطنين وهجماتهم على القرى والبلدات الفلسطينية.
اشتباكات مع مسلحين فلسطينيين
وعقب الانسحاب الإسرائيلي انتشر مئات الفلسطينيين الذين خرجوا لتفقد الدمار وإزاحة الركام، فيما شوهد بضعة مسلحين من فصائل فلسطينية بعضهم يرتدي أقنعة.
وقال أحد المقنعين للأناضول: "كانت حربا حقيقية، لكنهم لم يستطيعوا تنفيذ أي من أهدافهم، دمروا البنية التحتية ومحال تجارية، قتلوا مدنيين وانسحبوا".
وأشار إلى أن "المقاومة استطاعت استهداف القوات بالعبوات الناسفة والرصاص الحي".
وينشط في مخيم "نور شمس" مسلحون من مختلف الفصائل الفلسطينية، لكن غالبيتهم يتبعون "حركة الجهاد الإسلامي".
وأعلن في مدينة طولكرم ومخيماتها الحداد العام، فيما يستعد المواطنون لتشييع جثمان "أبو حرب".
في المقابل قال الجيش الإسرائيلي في بيان اطلعت عليه الأناضول: "قامت قوات الأمن الليلة الماضية بتوجيه استخباري لجهاز الشاباك بالعمل داخل مخيم نور الشمس".
وأضاف أن "القوات فجرت عددا كبيرا من العبوات الناسفة التي كانت جاهزة للاستخدام داخل مبنى كان يستخدم كمقر لمطلوبين في المخيم".
وأردف البيان: "خلال النشاط العسكري قام عدد من المشتبه فيهم بإشعال الإطارات وإلقاء العبوات الناسفة حيث دارت اشتباكات مع عدد من المسلحين".
وتابع: "كما تمكنت آلية هندسية عملت في المنطقة لكشف العبوات من اكتشاف وتفجير عبوة ناسفة دون وقوع إصابات".
دمار واسع
ويقول محمد أبو طلال، (صاحب محل تجاري دمر بالكامل بفعل التفجيرات الإسرائيلية): "كل شيء ذهب في المتجر، لا أعلم ما السبب، تم تفجير كل شيء، اختلطت البضائع بالطوب والركام".
ويضيف: "وكأن زلزالا ضرب المحال التجارية"، ويستطرد قائلا: "المال يعوض، المهم سلامة السكان".
ويملك أبو طلال سوبر ماركت، ومخزنا لبيع المواد الغذائية بالجملة.
بدوره وصف طه الإيراني، رئيس اللجنة الشعبية لمخيم "نور شمس" التابعة لمنظمة التحرير الفلسطينية، العملية العسكرية الإسرائيلية بـ "الهمجية".
وقال: "في أقل من شهرين اقتحام جديد ودمار كبير في البنية التحتية للمخيم (..) الآلة العسكرية دمرت كل شيء، جرفت الشوارع وشبكات المياه وفجرت محولا كهربائيا".
وأشار الإيراني إلى أن الجيش "يتوحش في كل مرة، هذه المرة قتل مواطنا وأصيب آخر بجراح خطيرة، دمر ممتلكات خاصة من محال تجارية ومركبات لا لسبب".
وتابع: "الاحتلال يسعى لإلغاء الحالة الوطنية من خلال البطش والدمار لكنه واهم، وشعبنا باق متمسك بحقوقه"، وقال: "لا سلام إلا بحرية شعبنا وإقامة دولتنا المستقلة".
وطالب المسؤول الفلسطيني المجتمع الدولي بالتحرك العاجل لحماية المدنيين، وقال: "نحن لاجئون ومسؤولية حمايتنا تقع على المجتمع الدولي".
ونفذت إسرائيل في 24 يوليو الماضي عملية عسكرية في "نور شمس"، وخلفت دمارا كبيرا في البنية التحتية والمنازل، بالإضافة إلى اعتقال عدد من سكانه.
وعدد سكان المخيم يبلغ نحو 11 ألف نسمة، يعيشون في مساحة لا تتعدى 232 دونما (الدونم يعادل ألف متر مربع).