مصر تدعو للإسراع بتشكيل الحكومة اللبنانية دون تدخل خارجي
وزير الخارجية المصري الذي يزور بيروت لساعات أكد حرص بلاده على انسحاب إسرائيلي غير منقوص من لبنان

Lebanon
بيروت / وسيم سيف الدين / الأناضول
دعا وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي، الجمعة، إلى الإسراع بتشكيل الحكومة الجديدة في لبنان دون أي تدخل خارجي، وأكد حرص بلاده على انسحاب إسرائيلي غير منقوص من لبنان.
جاء ذلك في تصريحات له عقب وخلال لقاءات أجراها مع قادة لبنان، شملت الرئيس جوزاف عون، ورئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي، ورئيس الحكومة المكلف نواف سلام، ورئيس البرلمان نبيه بري، ووزير الخارجية بحكومة تصريف الأعمال عبد الله بوحبيب، وفق وكالة الأنباء اللبنانية الرسمية.
وفي تصريحات للصحفيين بعد لقائه عون في قصر بعبدا الرئاسي شرق بيروت، قال عبد العاطي: "تحدثنا عن توجيه دعوة رسمية من الرئيس عبد الفتاح السيسي إلى الرئيس عون لزيارة مصر في أقرب فرصة ممكنة، وأكدنا العمل على إعادة تنشيط الأطر بين البلدين".
وشدد على ضرورة تنفيذ قرار مجلس الأمن الدولي رقم 1701، مؤكدا حرص مصر على انسحاب الجيش الإسرائيلي بالكامل من المناطق التي احتلها بجنوب لبنان خلال الحرب الأخيرة.
ويدعو القرار 1701 الصادر في 11 أغسطس/ آب 2006 إلى وقف كامل للعمليات القتالية بين لبنان وإسرائيل، آنذاك، وإنشاء منطقة خالية من السلاح والمسلحين بين الخط الأزرق (المحدد لخطوط انسحاب إسرائيل من لبنان عام 2000) ونهر الليطاني جنوبي لبنان، باستثناء القوات التابعة للجيش اللبناني وقوة الأمم المتحدة المؤقتة "يونيفيل".
ولفت عبد العاطي، الذي وصل بيروت اليوم في زيارة رسمية تستمر ساعات، إلى أن مصر تؤكد كذلك ضرورة وقف كل الخروقات لوقف إطلاق النار بلبنان بعد دخوله حيز التنفيذ في 27 نوفمبر/ تشرين الثاني 2024، وتشدد عبر اتصالاتها مع دول العالم على "أهمية احترام" هذا الاتفاق.
وأدان في هذا الصدد الغارة الجوية الإسرائيلية التي استهدفت منطقة البقاع شرقي لبنان اليوم، وأدت إلى مقتل شخصين وإصابة 10 آخرين.
في سياق آخر، اعتبر عبد العاطي أن "إنجاز الاستحقاق الرئاسي في لبنان كان مبعث ارتياح شديد للشعب والقيادة المصرية".
وأشار إلى أنه سلم عون رسالة تهنئة من السيسي تضمنت دعوة لزيارة مصر في أقرب فرصة للتنسيق والتشاور.
وبعد شغور رئاسي تجاوز عامين جراء خلافات سياسية، انتخب البرلمان اللبناني في 9 يناير/ كانون الثاني الجاري عون رئيسا للبلاد. وعقب 4 أيام من انتخابه، كلف عون، نواف سلام، بتشكيل حكومة جديدة.
وعبّر السيسي في رسالته "عن دعم مصر الكامل للبنان حكومة وشعبا"، مؤكدا "استعداد مصر لمساندة لبنان في تخطي تبعات الحرب والدمار والمشاركة في عملية اعادة إعمار لبنان"، وفق الوكالة اللبنانية.
وشدد على أن "مصر ملتزمة بدعم مؤسسات الدولة اللبنانية والجيش اللبناني بما يضمن انتشاره في كافة الأراضي اللبنانية بما في ذلك الجنوب".
من جهته، أكد الرئيس اللبناني خلال لقائه عبد العاطي، أن بلاده "ترحّب بأي مساعدة تقدمها مصر الشقيقة في المجالات كافة"، وفق بيان صادر عن مكتبه.
وتطرق عون خلال اللقاء، إلى العلاقات اللبنانية المصرية، مؤكدا ضرورة تفعيل اللجنة المشتركة بين البلدين بعد تشكيل الحكومة.
وتناول عون كذلك الوضع في الجنوب، وأكد للوزير المصري أن لبنان "متمسك بانسحاب إسرائيل من الأراضي التي احتلتها خلال الحرب الأخيرة ضمن المهلة التي تنتهي في 18 فبراير/ شباط المقبل".
كما شدد على أن لبنان "يرفض المماطلة في الانسحاب تحت أي ذريعة كانت".
ولفت عون كذلك إلى ضرورة "إعادة الأسرى اللبنانيين الذين اعتقلتهم إسرائيل خلال حربها على لبنان".
وفي 27 نوفمبر 2024، أنهى اتفاق لوقف إطلاق النار قصفا متبادلا بين الجيش الإسرائيلي و"حزب الله" بدأ في 8 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، وتحول إلى حرب واسعة في 23 سبتمبر/ أيلول الماضي.
وتضمن الاتفاق مهلة محددة بـ60 يوما، تنسحب خلالها إسرائيل من البلدات التي احتلتها في جنوب لبنان خلال الحرب.
لكن تل أبيب أخلت بالاتفاق عبر الامتناع عن تنفيذ الانسحاب الكامل خلال هذه المهلة التي انتهت فجر 26 يناير الجاري، قبل أن يعلن البيت الأبيض عن اتفاق إسرائيلي لبناني على تمديد المهلة حتى 18 فبراير المقبل.
** لقاء ميقاتي
وعقب لقائه عون، التقى عبد العاطي رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي في مقر الحكومة وسط بيروت.
وفي تصريحات للصحفيين عقب اللقاء، أعرب عبد العاطي عن تمنياته بأن "تتشكل الحكومة اللبنانية سريعا للقيام بالمهام المطلوبة منها إزاء التحديات الكبيرة التي تواجه لبنان والمنطقة".
ويدعو المجتمع الدولي لبنان إلى إصلاحات تشمل تشكيل حكومة غير مرتهنة لأي نفوذ خارجي، وحصر السلاح بيد الدولة، ومعالجة الأزمة الاقتصادية الحادة التي تعصف بلبنان منذ سنوات، بما في ذلك ضبط التضخم واستقرار سعر العملة.
** لقاء سلام
كما عقد عبد العاطي لقاء مع رئيس الحكومة المكلف نواف سلام في دارة الأخير بمنطقة قريطم في بيروت.
وبعد لقاء سلام، جدد الوزير المصري في تصريحات للصحفيين، الدعوة إلى سرعة تشكيل الحكومة اللبنانية.
وقال: "نأمل تشكيل الحكومة اللبنانية في المستقبل القريب حتى يتم استكمال كل مؤسسات الدولة اللبنانية، وحتى تتفرغ الحكومة بالتعاون الكامل مع الرئيس عون لعملية إعادة إعمار ما تم تدميره (خلال الحرب الإسرائيلية) وفرض الأمن والاستقرار".
وأكد ضرورة تشكيل الحكومة في لبنان دون أي تدخل خارجي، قائلا إن عملية تشكيل الحكومة "تعد ملكية وطنية لبنانية، ولا يجوز لأي طرف خارجي أن يتدخل بها".
وأضاف: "نحن على ثقة بحكمة الرئيس عون ورئيس الحكومة المكلف سلام، وإن شاء الله يتم التوافق، وتكون هناك حكومة قريبا جدا تمثل كل لبنان".
** لقاء بري
وضمن أجندة زيارته إلى بيروت، التقى عبد العاطي كذلك رئيس البرلمان نبيه بري في مقر البرلمان بمنطقة عين التينة غربي العاصمة اللبنانية.
وبعد لقاء بري، قال الوزير المصري في تصريحات للصحفيين: "أكدنا على الأهمية البالغة لسرعة تكليف الحكومة وتشكيلها حتى تتولى مواجهة التحديات التي يواجهها الشعب اللبناني".
واعتبر أن الإسراع بتشكيل هذه الحكومة أمر هام في ظل "الوضع الإقليمي المضطرب للغاية".
وشدد على ضرورة تشكيل حكومة "بتوافق لبناني"، وأن "تعكس التوافق بين كل الشعب اللبناني الشقيق بكل طوائفه ومناحله وتوجهاته".
وعن دور القاهرة في الضغط على إسرائيل للانسحاب من الجنوب اللبناني، قال عبد العاطي: "مصر أكثر من مرة وبتوجيهات من السيسي تتولى إجراء اتصالات على أعلى مستوى مع الإدارة الامريكية والأصدقاء في فرنسا، وأيضا لدينا اتصالات مع كل الأطراف بما في ذلك الجانب الإسرائيلي".
وأوضح أن "الرسالة (في كل تلك الاتصالات) واضحة، وهي التنفيذ الكامل والأمين للقرار 1701، والتنفيذ الكامل لاتفاق وقف إطلاق النار، وتمكين الجيش اللبناني في الجنوب، وأنه لا يمكن أن تكون هناك أي ذريعة لأي انتهاك أو تواجد (إسرائيلي) على الأراضي اللبنانية".
** لقاء بو حبيب
كما التقي عبد العاطي وزير الخارجية بحكومة تصريف الأعمال عبد الله بوحبيب.
وحسب الوكالة اللبنانية، أكد عبد العاطي خلال اللقاء، أن "زيارته بيروت تأتي لتأكيد دعم مصر الكامل للبنان بعد انتخاب الرئيس عون وتكليف سلام بتشكيل الحكومة اللبنانية الجديدة، وفي ظل الأوضاع الصعبة التي يشهدها لبنان حاليا".
وشدد على "أهمية الالتزام بترتيبات وقف الأعمال العدائية بين لبنان وإسرائيل، وتنفيذ قرار مجلس الأمن الدولي رقم 1701، وضرورة انسحاب إسرائيل الكامل من الأراضي اللبنانية التي تحتلها".
كما أشار الوزير إلى "حرص مصر على إعادة تنشيط التعاون بين البلدين الشقيقين وتعزيزه في مختلف المجالات".
وحتى الجمعة، خلفت خروقات الجيش الإسرائيلي لاتفاق وقف إطلاق النار بلبنان 66 قتيلا و263 جريحا، وفق إحصاء للأناضول استنادا إلى بيانات رسمية لبنانية.
فيما أسفر العدوان الإسرائيلي على لبنان إجمالا عن 4 آلاف و97 قتيلا و16 ألفا و888 جريحا، بينهم عدد كبير من الأطفال والنساء، إضافة إلى نزوح نحو مليون و400 ألف شخص، وتم تسجيل معظم الضحايا والنازحين بعد تصعيد العدوان في 23 سبتمبر الماضي.
الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.