نتنياهو لبلينكن: لا سبيل لهزيمة "حماس" دون دخول رفح
خلال لقائهما في تل أبيب التي وصلها بلينكن الجمعة في ختام جولة شرق أوسطية بدأها الأربعاء وشملت السعودية ومصر
Quds
القدس/ عبد الرؤوف أرناؤوط/ الأناضول
أبلغ رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الجمعة، وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، تصميمه على تنفيذ عملية عسكرية في مدينة رفح جنوبي قطاع غزة.
واعتبر نتنياهو، أن ذلك السبيل الوحيد لهزيمة حركة "حماس".
جاء ذلك خلال لقائهما في تل أبيب التي وصلها بلينكن، الجمعة، في ختام جولة شرق أوسطية، بدأها الأربعاء، وشملت السعودية ومصر.
وقال نتنياهو، في تسجيل مصور أرسله مكتبه لوسائل الإعلام: "التقيت الوزير بلينكن اليوم (الجمعة)، وقلت له إنني أثمن كثيرًا وقوفنا المشترك في الحرب ضد حماس على مدى أكثر من خمسة شهور".
وأضاف: "قلت له أيضا إننا نعترف بضرورة إخلاء السكان من مناطق القتال وطبعًا بالاهتمام بالاحتياجات الإنسانية، ونعمل من أجل ذلك"، على حد زعمه.
واستدرك: "لكن قلت أيضا إنه ليست أمامنا إمكانية لتحقيق الانتصار على حماس، دون الدخول إلى رفح، والقضاء على الكتائب الحمساوية التي تبقت هناك".
وأشار نتنياهو، إلى أنه أبلغ بلينكن، بأن إسرائيل ستنفذ عملية برية في رفح بدعم أمريكي، لكن إذا لم تحصل على هذا الدعم فستشن العملية بمفردها.
وقبل توجهه إلى إسرائيل، شدد بلينكن، في مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره المصري سامح شكري، بالقاهرة الخميس، على "الحاجة لوقف فوري ومستدام لإطلاق النار مع إطلاق سراح الرهائن في غزة".
ولفت بلينكن، إلى أنه سيؤكد للإسرائيليين خطأ القيام بعملية عسكرية في رفح المكتظة بالنازحين.
جدير بالذكر أن العديد من الدول بما فيها الولايات المتحدة، طلبت من إسرائيل عدم القيام بأي عمل عسكري في رفح دون ضمان إخلاء آمن لأكثر من مليون مدني فلسطيني.
واجتمع بلينكن مع نتنياهو، في وقت سابق الجمعة، قبل عقد لقاء مع أعضاء مجلس الحرب الإسرائيلي.
ويحضر بلينكن، اجتماعات مجلس وزراء الحرب في كل مرة يزور فيها إسرائيل، منذ بداية الحرب على غزة في 7 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي.
كما عقد الوزير الأمريكي لقاءًا منفصلا، مع الوزير في مجلس الحرب الإسرائيلي بيني غانتس.
وعقب اللقاء، قال غانتس، في منشور على منصة إكس: "التقيت الوزير بلينكن اليوم، وأكدت له تقديري العميق للدعم المستمر الذي تقدمه إدارته لإسرائيل والتزامها العميق بأمن إسرائيل".
وأضاف: "أكدت له أيضًا على ضرورة استكمال المهمة في غزة، بما في ذلك رفح، لتفكيك حماس".
وتابع غانتس: "ناقشنا كذلك الإستراتيجية الإقليمية المستقبلية التي تعتبر جزءا لا يتجزأ من الأمن والاستقرار الإقليميين".
وطغت على جولة بلينكن إلى المنطقة، التي تعد السادسة منذ بدء الحرب الإسرائيلية على غزة، مساعي التوصل إلى اتفاق لتبادل الأسرى بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية، وتحقيق وقف إطلاق نار مطول في غزة، فضلا عن بحث مخاطر تنفيذ عملية عسكرية برية في رفح.
وتحتجز إسرائيل في سجونها ما لا يقل عن 9 آلاف و100 فلسطيني بحسب مصادر رسمية فلسطينية، فيما يلف الغموض أعداد الأسرى الإسرائيليين المحتجزين بغزة نظرا لرفض "حماس" الكشف عن الرقم "دون ثمن باهظ".
وبينما يتحدث إعلام عبري عن 240 و253 أسيرا إسرائيليا، بينهم 3 تم تحريرهم و105 أفرجت عنهم "حماس" خلال صفقة تبادل في نوفمبر/ تشرين الثاني، تتحدث الحركة الفلسطينية عن مقتل 70 آخرين جراء القصف الإسرائيلي.
وتتواصل في الدوحة جولة جديدة من المفاوضات غير مباشرة بين إسرائيل و"حماس"، بوساطة قطر ومصر ومشاركة الولايات المتحدة، للتوصل إلى وقف لإطلاق النار وصفقة تبادل أسرى، مع حرب إسرائيلية مستمرة على غزة منذ 7 أكتوبر/تشرين أول 2023.
وخلَّفت الحرب على غزة عشرات آلاف الضحايا المدنيين، معظمهم أطفال ونساء، ومجاعة أودت بحياة أطفال ومسنين، بحسب بيانات فلسطينية وأممية، ما أدى إلى مثول إسرائيل، للمرة الأولى، أمام محكمة العدل الدولية بتهمة ارتكاب "إبادة جماعية".