وزير التجارة الإماراتي: العلاقات الاقتصادية مع تركيا حدودها السماء
وزير الدولة للتجارة الخارجية ثاني بن أحمد الزيودي للأناضول: القطاع المالي التركي هو "المكان المناسب للاستثمار"
London, City of
لندن / ايسو بيسير / الأناضول
** وزير الدولة للتجارة الخارجية ثاني بن أحمد الزيودي للأناضول:ـ القطاع المالي التركي هو "المكان المناسب للاستثمار"
ـ هناك "فرص اقتصادية قوية" في تركيا
ـ أنقرة وأبوطبي تستكشفان طرقا جديدة ما سيقلل زمن الشحن من تركيا إلى الإمارات
قال وزير الدولة الإماراتي للتجارة الخارجية ثاني بن أحمد الزيودي إن العلاقات الاقتصادية مع تركيا هائلة وحدودها السماء.
وأضاف الزيودي، في مقابلة حصرية مع الأناضول بالعاصمة البريطانية لندن، إن بلاده تدرك أن القطاع المالي في تركيا هو "المكان المناسب للاستثمار، وأن حدود ذلك القصوى هي السماء بالنسبة لنا بهذا الصدد".
جاءت التصريحات بالتزامن مع إبرام تركيا والإمارات، أمس الجمعة، اتفاقية الشراكة الاقتصادية الشاملة، في خطوة تهدف إلى تعزيز التجارة والاستثمارات المتبادلة بين البلدين.
وأشار الوزير الإماراتي إلى أن اتفاقية الشراكة الاقتصادية الشاملة ستشكل دفعة هائلة للتجارة والعلاقات الثنائية، وأكد أنه سيكون لها "تأثير كبير".
ومن المتوقع أن يتم توفير 25 ألف فرصة عمل على الأقل في الإمارات وأكثر من 100 ألف فرصة عمل في تركيا، حسب الزيودي.
وشدد على أن "هناك أيضًا إمكانات هائلة للعديد من القطاعات مثل الأمن الغذائي والصحة وتكنولوجيا المعلومات والاتصالات (تكنولوجيا المعلومات والاتصالات) والقطاع المالي والخدمات اللوجستية".
وتابع الزيودي: "بصرف النظر عن إزالة الحواجز التجارية وخفض الرسوم الجمركية، من المتوقع أيضًا أن تسهل الصفقة الوصول إلى أسواق جديدة للشركات في كلا البلدين وتعزز قدرتها التنافسية".
ورغم الخلافات السياسية الماضية، حافظ البلدان على علاقات اقتصادية قوية، حيث تعد تركيا ثامن أكبر شريك تجاري للإمارات.
وبحسب الزيودي، فإن "التجارة الثنائية شهدت العام الماضي نموا ممتازا، تجاوز 40 بالمئة مقارنة بعام 2021. لقد وصلنا إلى حوالي 18.9 مليار دولار في تجارتنا غير النفطية".
وتابع أن "هذا النمو في التجارة، عند مقارنته بـ2020، تخطى نسبة 112 بالمئة، ما يعني أننا نضاعف حجم التجارة".
** تركيا المكان الصحيح للاستثمار
الوزير الإماراتي لفت إلى أن بلاده استثمرت أكثر من 5 مليارات دولار في تركيا، وما تزال حريصة على زيادة هذا الرقم.
وفي 2021، أطلقت الإمارات صندوقا للاستثمارات في تركيا بقيمة 10 مليارات دولار، تشمل مشاريع في البنى التحتية وقطاع العقارات وغيره.
ومضى الزيودي قائلا: "لكننا لا نقيد أنفسنا بهذا الرقم. حدودنا هي السماء. ما دامت هناك فرص، فإننا سنتحرك ونستكشف".
وأوضح أن النمو "الممتاز" في النظام المالي التركي أثبت أن هذا هو "المكان المناسب" لاستثماراتنا، لافتا ان أرباحهم لعام 2022 زادت بنسبة 40 بالمئة عن العام السابق.
وزاد أن كل هذا يعني أن هناك "فرصا اقتصادية قوية" في تركيا.
ولفت إلى أن كلا البلدين يستشكفان أيضا طرقا لمساعدة بعضهما للوصول إلى أسواق جديدة.
وأوضح: "لأن لدينا اهتمامًا كبيرًا بمنطقة تركيا، خاصة عندما يتعلق الأمر بالجزء الشرقي من آسيا والجزء الشرقي من أوروبا، ولدينا أيضًا مصلحة مشتركة داخل إفريقيا".
وأضاف أن الإمارات تتمتع بإمكانية الوصول إلى السوق الهندية ويمكن لتركيا الوصول إلى باكستان، وبذلك يمكننا أن نكمل بعضنا بعضا.
** طرق تجارية جديدة
وفق الزيودي، استثمرت الإمارات بكثافة في البنية التحتية للنقل والخدمات اللوجستية في السنوات الأخيرة، مشيرًا إلى ربطها بـ 250 ميناء في أكثر من 400 مدينة حول العالم.
وقال: "هذا يمنحنا انفتاحا ممتازا عندما يتعلق الأمر بالخدمات اللوجستية والتحركات التجارية من الإمارات العربية المتحدة".
وبيّن الوزير أن تركيا والإمارات حققتا "تقدما كبيرا" في التعاون اللوجيستي، وأنهما يستكشفان طرقًا جديدة، ما سيقلل زمن الشحن من تركيا إلى الإمارات.
ولفت إلى أن الطريق الحالي يستغرق عادة 28 يوما، والآن يمكن اختصار الوقت للنصف، لأنه يدور النقاش الآن عن تسيير الشحنات بشكل مباشر من تركيا إلى الإمارات مرورا بإيران عن طريق البحر، أو من تركيا إلى العراق إلى الإمارات.
وذكر أن الإمارات بنفس الوقت تعمل على البنية التحتية اللوجستية الخاصة بها، فضلاً عن التواصل مع الشركات التركية حول كيفية التعاون في السوق الإفريقية.
وقال الوزير إن المحادثات تجري أيضا حول الطاقة الشمسية وطاقة الرياح وكذلك مشاريع الهيدروجين الأخضر.
وأضاف: "هناك اهتمام كبير. ليس هذا فقط، لقد انتقلنا بالفعل إلى مرحلة دراسة الجدوى. كما قلت سابقًا، السماء هي حدود علاقاتنا".
** ضح المليارات في الطاقة المتجددة
من جانب آخر، ذكر الزيودي أن الإمارات "عملية جدا" في التعامل مع مسألة تغير المناح ونجحت في تقليص حصة النفط والغاز في ناتجها المحلي الإجمالي.
وتابع: "نعم، إنه جزء من الاستثمار. إنه جزء من التنويع الكامل".
ومضى قائلا: "التحول (للطاقة المتجددة) قضية رئيسية، لا سيما كيف نتعامل مع جميع جوانب الطاقة جنبًا إلى جنب مع ... نمو الدولة".
وأكد أنه عندما يتعلق الأمر بالطاقة المتجددة، فإن الإمارات "فخورة" لكونها واحدة من أكبر المستثمرين العالميين.
وزاد: "نستثمر أكثر من 50 مليار دولار في أكثر من 70 دولة"، مضيفا أن بلاده "تنافس الأسعار العالمية عندما يتعلق الأمر بإنتاج الطاقة من الطاقة المتجددة".
واستطرد أن الإمارات لديها "أرخص" طاقة شمسية في العالم.