تحت التهديد.. "بي كا كا" الإرهابية تجند أطفالا أيتاما بسوريا (تقرير)
المنظمة الإرهابية تجند العديد من الأطفال الذين فقدو آباءهم بالحرب ودخلوا سن المراهقة، عبر التغرير بهم أو التهديد والخطف لمن لا ينقاد للأوامر وتمنع أقارب الأطفال من التحدث معهم أو لقائهم، وتتهم من يصر على ذلك بالتجسس وتقوم بتعذيبهم وزجهم في السجون
Ankara
أنقرة / محمد بوز تبه / الأناضول
تحت التهديد تارة، وعبر التغرير بهم واستغلال ظروفهم تارة أخرى، تقوم منظمة "بي كا كا" الإرهابية وكياناتها المختلفة، بتجنيد الأطفال ممن فقدوا أسرهم في الحرب بسوريا، بعد زرع أفكار المنظمة الإرهابية في عقولهم، عبر فرق يتم تشكيلها لهذا الغرض.
وبحسب معلومات حصلت عليها "الأناضول" من مصادر موثوقة، فإن "بي كا كا" الإرهابية وكياناتها المتخفية تحت أسماء متنوعة في مناطق مختلفة، تسعى إلى جر العديد من الأطفال الذين دخلوا للتو مرحلة المراهقة، لشبكة المنظمة وتجنيدهم عبر التغرير بهم أو التهديد والخطف لمن لا ينقاد للأوامر.
وكشفت مصادر أمنية، أن "بي كا كا" وذراعها السوري "ب ي د/ ي ب ك"، شكلت فرقا لمراقبة الأطفال الأيتام والذين فقدوا أسرهم في الحرب بسوريا.
ويختطف الإرهابيون الأطفال الذين تراوح أعمارهم بين 10 إلى 15 عاما، ممن يحددونهم مسبقا، ثم ينقلونهم إلى معسكراتهم، ويغرسون فيهم أفكارا وأيدولوجيات المنظمة الإرهابية، قبل نقلهم إلى ما يسمى "كتاب البالغين" بهدف تدريبهم على استخدام السلاح بعد بلوغهم سن الـ16، والزج بهم في المعارك عنوة.
وتمنع المنظمة الإرهابية أقارب الأطفال من التحدث معهم أو لقائهم، وتتهم من يصر على ذلك بالتجسس، وتقوم بتعذيبهم وزجهم في السجون.
وخلال إفاداتهم لدى السلطات القضائية، شرح الإرهابيون الذين سلموا أنفسهم لقوات الأمن التركية العام الجاري، كيفيه انخراط الأطفال في المنظمة.
وأظهرت إفادات الإرهابيين، أن ما بين 30 إلى 50 طفلا يتلقون محاضرات توجيهية لزرع أفكار المنظمة الإرهابية وأيدولوجياتها في عقولهم بأربع مناطق مختلفة شمالي العراق، وديريك والحسكة والقامشلي في سوريا.
ويجبر التنظيم الأطفال على القتال في صفوفه، وهذا ما أكده تقرير وزارة الخارجية الأمريكية الصادر في 26 يونيو/ حزيران الماضي، تحت عنوان "تقرير الاتجار بالبشر 2020".
وأشار التقرير إلى أن "ي ب ك" يواصل تجنيد الأطفال من الذكور والإناث البالغين 12 عاما، في مخيمات النازحين شمالي سوريا، وإجبارهم على حمل الأسلحة واستخدامها.
وكان مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة، نشر في تقريره الصادر بتاريخ 16 يناير/ كانون الثاني الفائت، أدلة جديدة حول استغلال إرهابيي "ي ب ك/ بي كا كا" للأطفال وتجنيدهم للقتال بين صفوفهم.
وفي 29 يونيو 2019، وقعت الممثلة الخاصة للأمين العام للأمم المتحدة لشؤون الأطفال والنزاع المسلح، فرجينيا غامبا، خطة عمل مع القيادي في "ي ب ك/ بي كا كا" الإرهابي فرحات عبدي شاهين، المسمى "مظلوم عبدي"، من أجل "تخلي التنظيم الإرهابي عن المقاتلين الأطفال بصفوفه".
ورغم ذلك، لم يصدر حتى اليوم أي تقرير عن الأمم المتحدة أو أي مؤسسة دولية أخرى حول آخر المستجدات المتعلقة بتخلي التنظيم الإرهابي عن تجنيد الأطفال أو التخلي عن مقاتليه من الأطفال.